: آخر تحديث

مغزى تعهّد ترامب بالسلام... باستثناء غزة منه

3
3
3

سلطان ابراهيم الخلف

ضمن برنامجه الانتخابي للرئاسة، تعهد ترامب بوقف الحروب والنأي ببلاده عنها، وقد بادر بعد فوزه بالرئاسة بالمطالبة بوقف الحرب الروسية - الأوكرانية، واتخذ موقفاً أحادياً من دون أي اعتبار للموقف الأوروبي الذي يدعو إلى مواصلة الحرب لصدّ الهجوم الروسي على أوكرانيا، ما أثار حفيظة الأوروبيين حلفائه في حلف «الناتو»، واعتبروه موقفاً معادياً غير مسؤول يهدّد أمن أوروبا.

وعندما نشبت المناوشات الحدودية بين باكستان والهند، سارع ترامب إلى التدخّل بينهما وطالبهما بوقف الأعمال العسكرية.

وقد هاجم ترامب سلفه بايدن في تأجيجه الحرب بين أوكرانيا وروسيا، كما هاجم غزو بلاده لكل من العراق وأفغانستان، واعتبر الغزو عملاً عبثياً مكلفاً. ولا يخفى أن تعهده بالسلام أثار تفاؤلاً بوقف العدوان الصهيوني على غزة.

ومع حرص ترامب على الحفاظ على السلام في العالم، لكنه لم يكن جادّاً في فرض السلام ووقف العدوان الصهيوني على غزة. فقد دعا إلى وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ثم ما لبث أن تخلى عن تعهده، وأعطى الإرهابي نتنياهو الضوء الأخضر لمواصلة عدوانه على غزة، بل وتجويع سكانها بالسماح لـ«مؤسسة غزة الإنسانية» وهي صهيونية - أميركية، بالتظاهر بتوزيع المساعدات، وإطلاق النار على طالبي المساعدات، لمنعهم من الحصول عليها.

يتساءل الكثيرون عن السبب وراء موقف ترامب الداعم لحرب الإبادة التي يشنها الإرهابي نتنياهو على غزة، وتخليه عن إحلال السلام فيها، بل تجاوزه حدود التصريحات الدبلوماسية المعقولة، حيث اعتبر غزة مجرد مشروع منتزه سياحي، بعد تفريغ وإبادة سكانها منها، متفقاً بذلك مع صهره اليهودي الصهيوني كوشنر تاجر العقارات.

وصار يتحدث على لسان الإرهابي نتنياهو، مهدداً غزة بالجحيم، إن لم يُطلق سراح الأسرى الصهاينة، وأنه يثق في الإرهابي نتنياهو في تحمّل مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.

وقد استقبل الإرهابي مرتين في البيت الأبيض، وشكره على كتاب ترشيحه له لنيل جائزة نوبل للسلام، وهي مبادرة سخيفة تثير مشاعر الامتعاض والسخرية.

لعل ملف جيفري أبستين، المتهم بالاعتداء الجنسي على العشرات من القاصرات، وقد مات منتحراً بطريقة غامضة في سجنه عام 2019، يكشف جانباً كبيراً عن موقف ترامب المؤيد لجرائم الإرهابي نتنياهو في غزة، حيث يرى العديد من المحللّين أن صداقة ترامب للثري اليهودي المتهم أبستين، وظهوره معه في الحفلات العديدة، يلقي بظلاله على احتمال تورّط ترامب في تلك الجرائم، الأمر الذي يجعل من ملف أبستين ورقة ضغط من قبل الإرهابي نتنياهو يهدّد بها ترامب إن هو تراجع عن تأييده لعدوانه على غزة، خاصة أن أبستين تثار حوله شبه مدعومة بأدلة عمالته للموساد الإسرائيلي.

ويبدو أن ترامب في موقف لا يحسد عليه، حيث يلاحقه مؤيدوه الناخبون من حركة «MAGA» ويطالبونه بفتح ملف أبستين من دون مماطلة وتهرّب، لمعرفة الحقيقة، فهو إن سلم من الإرهابي نتنياهو، فلن يسلم من حركة MAGA.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد