: آخر تحديث

الكويت... حيث تتعانق الحكمة مع النور

2
2
2

رقية ابراهيم الشيخ

في كل أرض، هناك أوطان، لكن في القلوب، هناك أوطان استثنائية وُجدت لتكون أكثر من حدود وخرائط، لتكون فكرة... وروحاً... ورمزاً. والكويت واحدة من تلك الأوطان التي تحمل بين حروف اسمها معاني الوفاء، وتختزن في ذاكرتها ملامح الحاضر والمستقبل، بقدر ما تحتضن في أعماقها موروث الماضي وقيمه.

الكويت ليست مجرد مكان على الخليج، بل هي حكاية ممتدة بين الأجيال، أبطالها قيادةٌ آمنت بأن الإنسان هو أغلى ما تملك الأوطان. قيادة جعلت من الحكمة قاعدة، ومن العدل ميزاناً، ومن الرحمة ظلّاً يستظل به الكبير والصغير، المواطن والمقيم، لتصوغ بذلك لوحة نادرة من الاستقرار والانسجام.

وشعبٌ يعرف قيمة التكاتف.

حين تتأمل الكويت، ترى كيف تمتزج الأصالة بالحداثة في مشهد واحد، وكيف يتعايش الحنين إلى الماضي مع التطلع إلى المستقبل بلا تناقض. ترى كيف تتحول التحديات إلى فرص، وكيف تُبنى القوة على أسس من الحكمة، وكيف يتجدد الأمل كلما تجددت الإرادة. هذه الفلسفة العميقة هي سرّ بقاء الكويت واحة أمان، وملاذاً للسلام في محيط مضطرب.

ولأن الثقافة هي مرآة الأمم ووقود نهضتها، لم تغفل الكويت يوماً عن احتضان الفكر والمعرفة، وفتح أبوابها للحوار والعلم والفنون، إيماناً بأن النور الذي يُشعل العقول، هو ذاته الذي يضيء طريق الأوطان. وهكذا تظل الكويت مركزاً حياً للأفكار الخلاقة، ومنبراً يُعلّم أن التقدم لا يكون إلا حين يُصان الإنسان، ويُحترم العقل، ويُرفع شأن الكلمة.

واليوم، ونحن نمضي في رؤية الكويت نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، ندرك أن الركيزة الأولى لهذه المسيرة هي قيادة واعية، تقرأ التحديات بعين البصيرة، وتوجّه الطاقات نحو البناء، وهنا، تتجلّى المسؤولية الوطنية في أبهى صورها، حين يلتزم الشعب بروح القانون ونصّه، ويتكاتف مع الحكومة والقيادة السياسية، لتبقى السفينة واحدة الاتجاه، قوية الأشرعة، صلبة القاعدة، عصية على العواصف.

في ظل قيادة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تسير الكويت بخطى ثابتة نحو آفاق أرحب، حاملةً راية الحكمة، وملتزمةً بنهج التوازن، وحريصةً على أن تظل نموذجاً فريداً في المنطقة، حيث تتكامل قوة القرار مع دفء الإنسانية.

أدام الله على الكويت عزها، وحفظ قائدها وولي عهدها، وجعل رايتها خفاقة، ونورها ممتداً للأجيال، لتبقى دائماً وطناً يُلهم... ويحتضن... ويقودُ إلى التطور والازدهار.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد