عماد الدين أديب
دائماً ينصحونك بأنك إذا أردت أن تفهم أي طرف صديق أو عدو، معاصر أو تاريخي، مقرب منك أو بعيد عنك، حاول أن تفهم ظروفه وثقافته والعناصر التي يبني عليها موقفه في الحياة وفي القضية التي تهمك.
فهْم موقفه لا يعني تبني موقفه، ولكن يعني أن تعرف أكثر عن كيفية التعامل الصحيح معه، بمعنى أن تبني موقفك منه بناء على عناصر واقعية وموضوعية، وليس عناصر افتراضية متخيلة غير صحيحة.
من هنا، إذا أردنا أن نفهم إيران، فعلينا أن نفهم مذهب ولاية الفقيه، المذهب الشيعي «الاثنا عشري»، تاريخ الدولة الصفوية، تاريخ دولة فارس.
إذا أردنا أن نفهم إسرائيل، فعلينا أن نفهم التاريخ اليهودي، الفكر الإسرائيلي، فكرة مؤسسي دولة إسرائيل، تيارات اليمين الديني الإسرائيلي.
إذا أردنا أن نفهم ترامب، فعلينا أن نعرف نشأته، تاريخ أسرته، مدرسته العسكرية، أثر أخيه الأكبر فيه، علاقته بوالده، تأثير رجال مثل: لاري كوهين المحامي، ستيف باتون، علاقته بألمانيا، علاقته بوالدته.
فهم إيران، إسرائيل، ترامب أو بوتين أو أي شخص أو ملف أو قضية، لا يعني أنك تتبناها أو تؤمن بها، ولكن معناه أنك على أول الطريق الصحيح للتعامل السليم معها.
كثيراً ما نصل إلى مفاوضات فاشلة أو طرق مسدودة في صراعات متعددة، لأننا بنينا مواقفنا وكل معلوماتنا على مواقف افتراضية وعناصر خاطئة وأوهام تسكن فقط في خيالنا أو في أمنياتنا!
وفي كل دراسات وعلوم المنطق والفلسفة والطب النفسي هناك حقيقة راسخة تقول: «البدايات الخاطئة تؤدي حتماً لنهايات خاطئة!».