: آخر تحديث

أزمة أخلاقية.. أين الضمير العالمي؟

4
3
4

إبراهيم الهاشمي

منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في غزة، تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال ال 100 ألف شخص، ودمرت مجمل المرافق العامة والمقومات العامة للحياة من محطات الكهرباء والمياه والمخابز، وسويت البيوت بالأرض على رؤس أصحابها، ولم ترف عين لدول تدعي الإنسانية والديمقراطية وتقود الحضارة.ومع تصاعد التنكيل والتدمير والقتل وحصار التجويع الذي يشنه الجيش الإسرائيلي دون هوادة على قطاع غزة تفشت المجاعة مهددة حياة 100 ألف طفل بينهم 40 ألف رضيع غير كبار السن من الرجال والنساء وذوي الهمم، ما ينذر بمقتلة جماعية دعت الأمين العام للأمم المتحدة للقول «لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من كثيرين في المجتمع الدولي وانتفاء الإنسانية وانعدام التعاطف مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني أزمة إنسانية فحسب بل أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي».مقابل ذلك نرى معظم قادة الدول الكبرى إما في صمت مطبق وإما مطالبات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تردع نتنياهو وأعضاء حكومته بأي شكل من الأشكال عما يفعلونه من جرائم وفظائع لا تمت للإنسانية بصلة، حتى إن قوات الأمن عندها تردع وبعنفٍ شديد شعوبها التي خرجت تقرع الأواني استنكاراً لسياسة التجويع والقتل التي تمارسها إسرائيل في غزة.سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل سواءً عبر الحصار أو القصف والقتل، تمادت حتى إتلاف حمولات آلاف الأطنان من مساعدات غزة الغذائية والطبية بما يعادل حتى الآن ما أتلف بحمولة ألف شاحنة، ما دفع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بوصف ما يحدث بأنه مدبر ومتعمد، موجهة أصابع الاتهام إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بتعمد تجويع سكان غزة لأهداف سياسية وعسكرية، خصوصاً أن إسرائيل تحتجز أكثر من 6 آلاف شاحنة محملة بالغذاء والدواء في مصر والأردن.بعض بصيص الأمل في ضمير الإنسانية يشع من الإمارات التي تتصدر قائمة الدول الأكثر دعماً لسكان غزة، حيث تجاوزت نسبة ما تقدمه الإمارات 42% من مجمل المساعدات المقدمة من العالم كله. وكولومبيا التي أعلن رئيسها «لسنا شركاء في جريمة إبادة جماعية» أصدر قراره بمنع تصدير أي كمية من الفحم إلى إسرائيل، وإقليم كتالونيا الذي اعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية. في ظل المجاعة جمع أطفال من غزة قشور البطاطا من مراكز توزيع الطعام وأكلوها لعلها تسد رمقهم، وكان مشهد الطفل الغزاوي الذي يتقاسم قطعة الخبز مع قطة في ظل تفشي المجاعة مشهداً أبلغ من ضمير كل دول العالم التي تدعي التحضر والإنسانية.يا ترى متى يصحو ضمير العالم وينظر للأمور بعين العقل والإنسانية والعدالة، أم إن إسرائيل فوق كل قوانين العالم؟.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد