: آخر تحديث

سعيد العنقري.. رجل الأعمال والأفعال.. الأنموذج الخيري

2
2
2

عبده الأسمري

ما بين «الاغتراب» و»الصمود» بنى جملته الاسمية من مبتدأ «الفلاح» وخبر «الكفاح» مستثمراً قوة «الصبر» حاصداً حظوة «الجبر» في دروب تماثلت ما بين «شظف العيش» و»رمق التعايش» حتى اجتاز «عتبات» الابتعاث وتجاوز عقبات «الغربة» بوثبات «اليقين» وخطوات «التمكين».

تواءم مع «الترحال» بين محطات «عمر» مشبعة بالأنين والحنين في ظل أقدار المرض والتنقل التي دفعها كثمن «حياتي» نال به حظوظ «السمعة المشرقة» ليكون «ذائع الصيت» بواقع «الأيادي البيضاء» التي سخرها سراً وحصدها جهراً عبر مشاهد «العون» وشواهد «الغوث».

ارتهن إلى «نوايا» صادقة انتزع بها «فرص» الكفاءة واعتمد على «معارف» شخصية حصد منها «مراكز» الإجادة في «مزيج» مهني جمع بين الصناعة والبراعة و»امتزاج» حرفي دمج بين الكهرباء والضياء.

إنه رجل الأعمال الشيخ سعيد العنقري أحد أبرز التجار «العصاميين» في السعودية والخليج.

بوجه جنوبي «قروي» «الملامح» «سروي» التقاسيم بحكم النشاة واحتكام «التنشئة» وتقاسيم مسكونة بالطيب والود تتكامل مع والده الزهراني «الهمام»، وتتماثل مع أخواله الكرام، وعينان تسطعان بنظرات «التروي» ولمحات «الدراية» وأناقة ترتدي «البياض» الذي يتلاءم مع نقاء سريرته وصفاء داخله وشخصية لطيفة الجانب نبيلة الصيت زاهية الحضور باهية التواجد وكاريزما مشفوعة بالثبات ومسجوعة بالمروءة وصوت مزيج ما بين «لهجة جنوبية» عميقة من إرث قبيلته العريقة «زهران» ولغة «نخبوية» متجددة من صدى خبرته العريضة وعبارات «فصيحة» تتداخل فيها «اللغتان الإنجليزية والفرنسية» تتوارد من «مخزون» معرفي و»مكنون» اقتصادي قضى العنقري من عمره «عقود» وهو يؤصل أسس «التصنيع» ويرسخ أصول «التجارة» ويرسم «خبرات» العمر على صفحات «التنمية» ويبني صروح «العصامية» على أرض البدايات.

في «قرية آل موسى» الحالمة الماكثة في «عقد» منطقة الباحة الساطع بالتاريخ ولد في أجواء «شتوية» ملأت منزل أسرته بالبهجة والفرحة رغم «سفر» والده في رحلة إلى «فلسطين» فأكمل خاله «سيحان» فجوة «الغياب» وتلقى التهاني على أصداء «الأهازيج الجنوبية» واستمر يقوم على «شؤون الأسرة» في ظل «ترحال» عائلها حيث كان «الوالد والخال والموجه» الذي ملأ محيط «الطفل الصغير» بموجبات «النصح» وواجبات «التوجيه».

ارتمى الطفل الذي تمت تسميته بـ»سعيد» كاسم دراج «محفز للتفاؤل» بين العشيرة في أحضان والدته «عسلة» التي ملأت قلبه برحيق «العاطفة» المبكرة ومنحته رياحين الحنان ببذخ في «بيئة» قروية محافظة مجللة بالبساطة.

ركض سعيد مع أقرانه وأقاربه منخطفاً إلى «موجات» الضباب و»نسائم» الخريف ومنجذباً نحو الأمطار الموسمية التي كانت «مرسماً» طبيعياً يوزع الفرح على أرجاء «المنازل الطينية» والحجرية الماكثة في «قلب» التعاضد.

تعتقت نفسه بنفائس «الشهامة» من مرويات «الطيبين» وتشربت روحه أنفاس «الفطرة» في مرابع «القرويين» وانتهل من وعاء «الصدق» تلك القصص المحفوظة في «قلوب» الأمهات والحكايات الراسخة في صدور «الأجداد».

تعطرت ذاكرته بمنظر «الغيث» الذي يرسل «موجاته» على المزارع الخضراء منتظراً «مواسم» الحصاد بين حقول «الرمان» و»التين» مردداً «أناشيد» الرعاة» و»مواويل» الحماة مولياً أمنياته شطر «مساءات» القرية المدججة بأمنيات «الصغار» ودعوات «الكبار» التي ترسخت في ذهنه كدوافع أولى رسمت له «خرائط» المستقبل.

انتظم سعيد بالمدرسة بعد عودة والده من «السفر» والتي كان ينتقل إليها ماشياً ثم انتقل لمدرسة أخرى ببني سار ثم إلى المدرسة السلفية.

ورافق والده صغيراً إلى مكة في موسم الحج لبيع ماء زمزم، ثم انتقل إلى الرياض وعمل في (شركة مصر لأعمال الأسمنت المسلحة) والمعنية بحفر وتأسيس أعمدة أول محطة كهرباء بالرياض، وتراوح راتبه بين عام ونصف ما بين 3- 4 ريالات يومياً، ولأنه مسكون بالتعلم فقد التحق بالمدرسة التجارية بالبطحاء بعد أن شاهد لوحتها «مصادفة» وكان يدرس ويعمل في «آن واحد» وتمت ترقيته إلى «مسجل» لمقادير الأسمنت وزاد راتبه إلى 5 ريالات ثم انتقل للعمل في شركة كهرباء الرياض ونظير كفاءته ارتفع راتبه اليومي من ستة إلى سبعة ريالات.

وبعد سنوات قرر دخول المدرسة الثانوية الصناعية ليدرس نهاراً ويعمل ليلاً لوجود وجبة غداء ومكافأة تسعين ريالاً للطلاب وفي هذه الأثناء تعرض لمرض حيث اختار «الدراسة» وترك «العمل».

تخرج العنقري من الثانوية الصناعية عام 1960م وابتُعث للدراسة في فرنسا ومعه نحو 35 مبتعثاً ومضى فيها ثلاث سنوات وارتبط بالقراءة والثقافة كثيراً وقرأ في مجال الكهرباء.

وبعد عودته عمل مدرساً في المدرسة الثانوية الصناعية بالدمام، وقد جاءت بعثة فرنسية لإدارة المدرسة فاختارته مع بعض زملائه، وبعد سنتين انتقلت البعثة الفرنسية إلى المعهد الثانوي الصناعي بجدة فانتقل معها إلى هناك عام 1967م لمدة ثلاث سنوات تقريباً.

وفي عام 1396هـ وظف خبرته الكهربائية وجمع مبلغاً من المال وحصل على عقد «مشروع» خطوط الكهرباء في جنوب الطائف لمدة ثلاث سنوات واستقدم في مهمته 50 فنيًّا ومهندسًا من الصين.

قام بتأسيس مؤسسة «الجهاز» حيث استورد الآلات الكهربائية القديمة ثم قام بتوزيعها بالجملة والمفرق مع تنفيذه عددا من مشاريع المقاولات الكهربائية.

ثم افتتح (وكالة سفريات الجهاز)، وفتح لها سبعة فروع، وقام بعرض الأجهزة الكهربائية الدقيقة، وافتتح فروعًا بالباحة وخميس مشيط وأبها؛ وتوسعت أعمال المؤسسة وخصصت عملها في الكهرباء وتحولت إلى شركة، بثلاثة فروع في الرياض وجدة وأبها.

وتطورت الشركة وقامت ببناء محطات لتحويل خطوط النقل الكهربائي وحازت على مشاريع في مجال الكهرباء مع شركة الكهرباء ووزارة الدفاع وشركة أرامكو ولديها العديد من الاستثمارات الكبرى والمشاريع العملاقة.

شغل العنقري منصب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالباحة عام 1426هـ لمدة 8 سنوات وغادرها وفي صندوقها 6 ملايين و800 ألف ريال وله عضويات متعددة في عدة مؤسسات وقطاعات وهيئات متعددة.

ساهم العنقري في دعم المؤسسات والأنشطة الثقافية حيث دعم مشروع بناء منشآت النادي الأدبي بالباحة بحوالي 17 مليون ريال، ودعم نادي جدة الأدبي بتكاليف إقامة إحدى الملتقيات بمبلغ 650 ألف ريال وسدد تكاليف طباعة مؤلفات الأديب عبدالعزيز مشري في حياته وبعد رحيله وتكفل بطباعة مجلة النص الجديد عندما كانت تصدر قبل أكثر من عقدين.

للعنقري أعمال خيرية متعددة في مجال التنمية بدأها بإنارة قريته في التسعينيات الهجرية بالكهرباء والتكفل ببناء ملعب رياضي فيها متعدد الأغراض وفتح العديد من الطرق في مسقط رأسه وقام ببناء وتوسعة الجامع الكبير.

وأنشأ بمنطقته مبنى للجمعية الخيرية بـ21 مليونًا والذي تم تأجيره على وزارة الصحة بمليون وسبعة وخمسين ألف ريال سنوياً كوقف للجمعية وأنشأ جمعية استهلاكية بمنطقة الباحة وخصص للجمعية إعانة بـ 200 مليون ريال، وأسس كرسي الشيخ سعيد العنقري لأبحاث الزيتون وخصص له نحو 5 ملايين ريال، وأعلن عن إنشاء كرسي آخر خاص بأبحاث اللوز.

وقام ببناء مسجد مستشفى الملك فهد بالباحة، واشترى سيارات لنقل الموتى وبنى 12 مسجداً في دولة الفلبين. وغيرها من أعمال الخير والسخاء.

سعيد العنقري رجل الأعمال والأفعال الذي وضع اسمه في «قوائم» الفضلاء وترك صيته في مقامات «النبلاء».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد