عثمان بن حمد أباالخيل
لا يوجد على وجه الأرض إنسان بلا أخطاء، فالإنسان ليس معصوما من الخطأ، لكن هناك فئة من المديرين لا يعترفون بأخطائهم ويكابرون ويلُومون الآخرين حين يخطئون ويحملونهم المسؤولية، إنها الغطرسة الإدارية إنه الاستعلاء والترفع على الآخرين، الموظفون يلتزمون الصمت في أحيانٍ كثيرة لكنهم ينتفضون حين تلسعهم نار الجزاءات والتوبيخات غير الإنسانية والخارجة عن النسق والعرف الاجتماعي والسلوك الحضاري.
للأسف هناك مديرون تنفيذيون يغالون في تقدير ذاتهم ويحتقرون ويصبون جام غضبهم على موظفيهم، وفي رأيي الشخصي أن عدم الثقة بالنفس والهروب إلى الامام حين يفتقدون البوصلة تجاه قرارات إدارية وتوجيهات شفوية تحيط بالمدير المتغطرس لا يمت للواقع، بل يدمر الواقع الجميل، هذا المدير التنفيذي والمدير المتغطرس يظن نفسه أنه الأفضل، وأنه على حق، وأنه يمتلك الإجابات الكاملة والصحيحة لكل الأسئلة، وعادة ما يميل إلى فرض سيطرته وإثبات تفوّقه، والنظر إلى الآخرين بدونية إنه يدمر ويخرب ولا يتوانى في قتل ما هو جميل عند الآخرين.
إن العدو القاتل، العدو الذي يُهدد استقرار العمل في أي دائرة هو تعيين المدير المتغطرس، المدير الذي يخوض عباب البحر دون سفينة حديثة قوية قادرة على الصمود على دوار البحر وتقلباته، والفشل والفوضى هو المصير المحتوم دون بوصلة تدله على الاتجاه الصحيح.
المدير الذي يعتقد «إنه أفضل من الناس، وآراؤه هي الأصوب دائماً». كيف يكون كذلك وهو في الاتجاه الخاطئ الذي يصل بإدارته إلى الهاوية والسقوط إلى قعر النكسات الإدارية والأورام التي يصعب شفاؤها إدارياً. في الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ).
واجه الكثير من الموظفين والموظفات مديرين متغطرسين لا يعلمون ما يفعلون، وما يقولون، فهم منغمسون في غطرستهم ونرجسية ذاتهم، ويفتحون آذانهم لمنْ يمدحهم وينافق ويداهن ترى ما هي النهاية؟ مشكلات إدارية وإنسانية وفوضى عارمة لا يستطيع التعامل معها، حتماً الهروب هو الحل وترك الحبل على الغارب وزرع بيئة إدارية سيئة وموظفين وموظفات بلغ بهم السيل الزّبى.
أعتقد إنها نهاية واقعية لكل مدير متغطرس متكبر لا يفقه في الإدارة ولا علومها أي شيء، فهو مدير سراب ينتهي مع غروب الشمس التي لن تطول في ظهورها.
ترى كم من المديرين يتمتعون بوظائف قيادية وفي الإدارة الوسطى في القطاع العام والخاص.
المدير المتغطرس يعشق مبدأ «خالف تعرف» فهو يعتقد خاطئاً أنه الأفضل والأجدر والأولى والأصح بما يقول، أما غيره فمخطئون وإن صح رأيهم حقاً، إنه بحاجة إلى تدخل نفسي، حين يرفض الرأي الآخر والتعالي على الآخرين، لست متشائماً لكن هذا من بعض واقع الحال بما يدور حولنا تأمل تلفّت من حولك سوف تجد الكثير من المتغطرسين الذين يملؤون الدينا ضجيجا وصدق المثل القائل: (نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً).