: آخر تحديث

مِثقالُ ذَرَّةٍ مِنْ ظُلْم

9
8
7

سارة النومس

ترسخت القناعة لدى القاصي والداني أن من الضروري تصوير ما يحدث في غزة من مجاعة وتدمير وإبادة... وأصبح مهمّاً أن يكون المشهد عبارة عن فقرات مصورة ومنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي يشاهدها الناس كي يعبّروا -حسب قدراتهم- بدعاء أو سخط واستنكار مستمر عن مواقفهم تجاه جرائم صهيونية لم يعرف التاريخ مثيلاً لها...

كيان الاحتلال المجرم يرى فيما يتم نشره وتسليط الضوء عليه من جرائمه دعاية مغرضة، وذلك لجبروته ولرغبته المعروفة في استعراض عضلاته، متحدياً البشرية بعجزها عن إيقافه عند حده...

بعد التطرق للموضوع الأهم -افتراضياً- في حياة كل مسلم، أقرّب عدسة «كاميرا» قلمي من عمق الفكرة، فقد طرحت مرة موضوعاً على مجموعة من الصديقات حول مفهوم: «الانتقاد»، فهو في زماننا مهنة من لا مهنة له، ولو كان هناك مقابل مادي له لمات ذوو الإنجازات فوراً لكثرة السهام التي تصيب ظهورهم.

وقد اتفقنا جميعاً على أن المجتمع مليء بتلك النماذج المؤذية الكارهة للنجاح عن طريق الانتقاد، كل واحدة منا تحدثت عن تجاربها الشخصية مع المنتقدين، وكيف تجاوزت ذلك، وإن لم تتجاوز إحدانا بعد فالوصف مؤلم للحالة التي تعيشها من تأخر في الإنجاز وصعوبة تقبّل الواقع والسلبية التي أثّرت على بيتها وأولادها.

كان الكلام جميلاً ما عدا نقطة مهمة لم نذكرها وتغاضينا عنها بتعمُّد، وهي أننا أيضاً ننتقد ونقتل طموحات الكثيرين غيرنا، وربما بصورة غير مباشرة، فنحن أيضاً جُناة، ولا نريد الاعتراف بذلك، ونفضّل أن نكون الجناح المهيض والمهضوم حقه في كل قصة.

عزيزي القارئ! من يقل لك إنه إنسان عادل، فاحذر منه فوراً، واختبره، فلربما يكون ملك الظلم، ويعشق ظلم الناس... وكان الأحرى به أن يقول: أسأل الله ألا أكون منهم، فالإنسان الذي يكره الظلم تكون أكبر مخاوفه أن يظلم أحداً دون قصد، فتراه خائفاً دوماً من دعوة المظلوم.

أما الظالم فيرى نفسه إنساناً عادلاً لم يظلم أحداً أبداً.

أختم: أكثر الناس ظلماً للآخرين هم الذين يستمعون لطرف واحد فقط، ويقفون دائماً مع الأقرب لهم كأحد الأصدقاء مثلاً، أو مع صاحب المنصب الأعلى، أو صاحب النفوذ.

المحزن في الموضوع أن يتدمر مستقبل شخص ما أو تضيع أحلامه التي تعب لأجلها، بسبب جهل الظالم ووقوفه ضد صاحب الحق.

ولكن المطمئن هو قوله تعالى: «... ومن يعمل مثقال ذرة شرّاً يره» (سورة الزلزلة: 8).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد