سارا القرني
الخسوف والكسوف ظاهرتان فلكيتان أثارتا فضول البشر منذ القدم، وجعلتا السماء مسرحًا لدهشة لا تنتهي.
ورغم التقدّم العلمي الذي فسّر تفاصيل هذه الظواهر، إلا أن تأثيرها النفسي والروحي لا يزال حيًّا في وجدان الكثيرين.
أولاً، الخسوف هو ظاهرة تحدث عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب ضوء الشمس عن القمر، فيظهر القمر معتمًا كليًا أو جزئيًا حسب موضعه.
أما الكسوف، فيحدث عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، فيحجب ضوء الشمس جزئيًا أو كليًا عن الأرض.
أسباب حدوث الخسوف والكسوف:
- تحدث الظاهرتان بسبب اصطفاف الأجرام السماوية على استقامة واحدة أو شبه واحدة.
- لا يحدث الخسوف أو الكسوف في كل شهر قمري رغم دوران الأرض والقمر، لأن مداراتهما مائلة قليلاً عن بعضها.
- لا يمكن أن يحدث الكسوف إلا في وقت الاقتران (ولادة القمر)، ولا يحدث الخسوف إلا في وقت البدر (اكتمال القمر).
ماذا يجب فعله عند حدوث الخسوف أو الكسوف؟
- من الجانب الديني، وردت أحاديث تحث على الصلاة والتضرع والدعاء أثناء الكسوف والخسوف.
- أما علميًا، فيوصى بعدم النظر المباشر إلى الشمس وقت الكسوف دون نظارات خاصة، لتجنّب أضرار دائمة في شبكية العين.
- الاستفادة من الحدث علميًا بمراقبته عبر التلسكوبات والمناظير الفلكية، وتوثيقه للدراسات.
تأثيراته المحتملة:
- تأثير نفسي: يشعر البعض بالرهبة أو القلق عند مشاهدة الكسوف، خاصة عند حدوث تغيّر مفاجئ في الإضاءة الطبيعية.
- تأثير بيئي: انخفاض مؤقت في درجات الحرارة وقت الكسوف، وهدوء في حركة الطيور والحيوانات.
- تأثير ثقافي وديني: في الحضارات القديمة كان يُعتقد أن الكسوف والخسوف نذير شؤم، أو غضب إلهي. بينما في الإسلام فهما آيتان من آيات الله تدعو للتأمل والخشوع.
بين العلم والإيمان:
في عصرنا الحديث، بات من السهل التنبؤ بمواعيد الكسوف والخسوف بالدقيقة والثانية، لكن الشعور بالرهبة والدهشة لم يتغير.
فالنظر إلى السماء في تلك اللحظات يُعيدنا إلى فكرة كم نحن صغار أمام هذا الكون الشاسع، وكم في خلق الله من معجزات تدعونا للتفكر.
ورغم كل الشروحات، تبقى لحظة الكسوف أو الخسوف محمّلة بشيء من الغموض الروحي، الذي لا تفسّره المعادلات.
في النهاية، سواء نظرنا إليها بعين العلم أو القلب، ستبقى هذه الظواهر تذكيرًا ناعمًا بأن فوقنا عالمًا لا يزال يُبهرنا.. حتى في أكثر لحظاته ظلامًا.