: آخر تحديث

الطبطبائي.. وتعديل المناهج

6
4
4

الطالب الكويتي يجب «أن يتعلم كيف يتعلم، لا ماذا يحفظ فقط».

هذه جملة لم أبتدعها انا.. بل قرأتها واعجبتني.

لماذا؟

المنهج الدراسي.. ليس بالكويت فقط بل بالعالم كله، يجب أن ينبع من «فلسفة تعليمية متماسكة»، وليس مجرد تعليم وكتب وموضوعات.

التغيير في المناهج او تعديلها، لا يجب ان يكون تغييرا «شكليًا» فقط، والا يُعيد هذا التغيير إنتاج نفس النهج والاسلوب السابق، بل ان يكون التعديل او التغيير بشكل جديد ومختلف.

وهذا ما نتخوف منه في الكويت، بعد تصريحات وزير التربية جلال الطبطبائي مؤخرا بخصوص التعديلات على المناهج الدراسية لجميع المراحل الدراسية من رياض الاطفال الى التاسع.

نسجل للوزير الطبطبائي البدء بهذا المشروع الذي لطالما جفت اقلامنا ونحن ندعو اليه، ولكن...

حتى يكون مشروع تعديل المناهج الدراسية.. اقرب للنجاح، يجب التخلي بنسبة عالية عن الحفظ والاسترجاع. لأن ما يجب ان يتعلمه ويتقنه الطالب في التعليم الكويتي.. هو الفهم والمشاركة والتحليل، لا الحفظ ردا على اي سؤال يوجه له او يواجهه.

كلنا نعرف ان المناهج التقليدية لا تكفي لإعداد خريجين متميزين في مجتمعهم، متفاعلين مع التطور والمعرفة وفق القفزات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والتفكير التحليلي المتطور.. لان أي تطوير غير قابل للتعديل عند الحاجة، هو مشروع فاشل.

ثم ما اهمية الامتحانات النهائية التي يُربط نجاح او سقوط الطالب فيها بنسبة عالية؟

لماذا لا يكون هناك تقييم شامل لكل نواحي شخصية الطالب، لا ما حفظه وصبه في ورقة الامتحان؟

لماذا لا يتم قياس مهارات التفكير عند الطالب، ونقاشاته وسلوكياته داخل الفصل وتفاعله مع محيطه، في التقييم النهائي لتحديد نجاحه او سقوطه، وليس فقط الحفظ والاسترجاع.

التعليم لا يمكن نسخه طبق الاصل من نظم اخرى، بل هو يُبنى وفق خصائص المجتمع المحلي، لذا يجب ان نأخذ ذلك بالاعتبار في بعض المواد، ومنها الدين.

الدين يجب ان يُقَدم بأسلوب وسطي، تربوي، وبتركيز على القيم لا الأحكام فقط.

الكويت مجتمع تعددي، ومن ثم فنحن في امس الحاجة لتعزيز مفهوم التسامح واحترام بعضنا للاخر.. واحترام الرأي والرأي الاخر.

ولأننا نعيش في مجتمع متنوع، من المهم جدا مراعاة التنوع الفكري والديني والثقافي، ونبذ اي تعصب، عن طريق تجفيف كل منابع التعصب وانواعه وكل اشكال الانغلاق.

لذا.. ومن كل هذه المنطلقات نتمنى ان يكون موضوع تعديل المناهج الدراسية جادا بكل معنى الكلمة، والا يتم الاستعجال فيه بحجة ضرورة الانتهاء منه قبل طباعة كتب العام الدراسي الجديد.

فتغيير او تعديل المناهج الدراسية، لا يكون باسابيع او اشهر قليلة، بل بدراسة وافية وكافية مع كل اصحاب العلاقة والاستعانة بخبرات من هم افضل منا.. ومن يتميزون بمخرجات تعليم متطور ومتميز.

تمنياتنا ان نجد في كل التعديلات القادمة على المناهج الدراسية.. ما يُثلج صدورنا ولا يضطرنا لانتقادها.

كلنا ثقة بالوزير الطبطبائي وقدرته وفريق العمل كله على الوصول للمستوى المطلوب في مناهجنا القادمة.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد