عبده الأسمري
من عمق الإنسانية إلى أفق الإحسان تتجلى المواقف وتتعالى الوقفات لترتدي جلبابا فضفاضا من الشعور قوامه استشعار آلام الآخرين ومقامه تشرب مواجع الغير في واقع العون ووقع الغوث ليحضر الضمير الإنساني في أزهى صوره رافعا راية «الحسنى» ومحققا غاية «المعروف».
يحضر العون كعنوان بارز مجللا بوقائع المروءة التي تردم هوة «المتاعب» وتزيل فجوة «المصاعب» في بطولة مطلقة يخوض غمارها «فرسان» الخبيئة ويحقق انتصاراتها «أبطال» الإعانة في ميدان مفتوح للجميع يتسابق فيه صناع «الخير» ليكتبوا ملاحم «المسرات» على أبواب الواقع راسمين البسمة على محيا الواقفين على عتبات «الاحتياج» ومحققين «الانتصار» على هجمات «الظروف».
يعيش الإنسان في دروب متباينة من الموضوعية والذاتية تتباين وسطها «هيمنة» الإيثار أو «غلبة» المصالح في اتجاهين متضادين من فوز «الضمير» المتصل بروابط الإنسانية أو تسيد «التحيز» المرتبط بدواعي الأنانية.
يصدح صوت المعرفة بأصداء التأثير في قلب الحقائق وقالب الوقائع في عناوين جلية تحول «الماضي» إلى أساس يسند الحاضر الذي يصنع «الأصول» الكفيلة بصناعة «مستقبل» مشرق تحت عنوان «القيمة العلمية» و«المقام العملي» الذي يصنع «التفوق» الحقيقي النابع من الأنفس الباحثة عن التمكين القائم على أحقية «التميز» وأسبقية» الانفراد.
تتبارى الأصوات وتتنافس الآراء وتتسابق الرؤى في ترتيب «المراكز» ومقامات «الأولوية» في شؤون متعددة ومتون متعددة في طبيعة «بشرية» وعمق «نفسي» يتجه إلى عشق «الانتصار» ونيل «الفوز» وحصد «التفرد» مما يصنع «منافسات» متباينة تتجه ما بين حيادية «الإنجاز» وفوضوية «الانحياز» الأمر الذي يجعل من «الحقائق» عناوين حاضرة تحمل تفاصيل ناضرة مقاومة لكل «محاولات» التهميش أو «نداءات» التقليل أو «سوءات» التغافل لذا فان المراكز الأولى مكفولة بحقوق «الفكر» ومضمونة بنتائج «الأهداف».
جبلت النفس البشرية على «حب الاستطلاع» المكفول ضمن المساحات الآمنة والدوائر المتاحة دون تجاوز «خطوط» الحرية واجتياز «أسوار» الخصوصية حتى لا يقع الإنسان في مصائد «الغيبة» أو مكائد «التطفل» أو متاهات «الفضول».
عندما يحضر «التواضع» تسطع «الأخلاق» بإشعاع مضيء ينير «مدارات» التعامل ويلغي «حواجز» الطبقية ويحجب «ضبابية» الحذر ويرسم «مناهج» إنسانية فاخرة من التواد والتراحم والتكافل توظف مبدأ «السواسية» بين البشر وتبث روح «التعاون» بين الناس وصولا إلى تسخير «الإمكانات» البشرية في صناعة «المعروف» بكل صوره واتجاهاته والقضاء على سوء «التعالي والغرور والكبر» ودحر كل «سلوك» يزعزع «الثبات» على النيات الطيبة النابعة من الفطرة السوية والمسجوعة بروح «الإنسان» المثلى الباحثة عن «الخير» في الأقوال والأفعال.
«الشكر» مفهوم جميل ورد في «القرآن الكريم» باتجاهات مختلفة ما بين الظهور والاختفاء ومن الانضباط إلى التراخي ومن النعم إلى النقم مما يؤكد أهمية التعامل مع هذا المعنى من عمق «الإذعان» إلى أفق «الإتقان» وتحويلة إلى قيمة «مستدامة» ترتبط بالمسالك الحميدة والمدارك المجيدة التي تسهم في تأصيل قيمة «العرفان» وتسخير همة «الامتنان» لصناعة «الرقي» الإنساني وصياغة «الذوق» السلوكي في التعامل والتواصل والتكامل ما بين أفراد المجتمع.
في حياتنا «عناوين حاضرة» و«تفاصيل ناضرة» يقف الإنسان خلالها في مهمة «الفاعل» المرفوع بالهمة و«الفائز» المشفوع بالقيمة لإقامة «صروح» التعامل الإنساني الأصيل القائم على أصالة المعدن ونبل الصنيع وجميل الذكر وجمال السلوك لتبقى «الصفحات» ناصعة و«البصمات» ساطعة في الدارين بشواهد «الأقوال» ومشاهد «الأفعال».