عبده خال
عندما نتحدث عن التنمية الاقتصادية، نجد أن المحرك الأساسي لها يتجسّد في الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة. هاتان الفئتان هما الطاقة الكامنة التي يمكنها أن تعيد تشكيل الاقتصاد، وتخلق فرصاً لا حدود لها.
وفي ظل التحولات الاقتصادية العالمية، يبرز المؤتمر الدولي لسوق العمل كمنصة إستراتيجية لرسم ملامح مستقبل أسواق العمل، حيث يحتل تمكين الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة موقعاً محوريّاً في النقاشات؛ لأنهما أدوات عملية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة، وتعزيز الابتكار والإبداع في عالم يزداد تعقيداً.
الشباب الذين يمثلون القوة الأكبر في المملكة وفي العديد من الدول، يحملون بين أيديهم مفاتيح التغيير. ومع ذلك، فإن الفجوة بين طموحاتهم ومتطلبات سوق العمل ما زالت تحديّاً رئيسيّاً.
أما الشركات الصغيرة والمتوسطة، فهي العمود الفقري لأي اقتصاد. هذه الشركات تُعدّ المصدر الأول للوظائف وتعمل على تنويع الاقتصاد، لكنها تواجه تحديات تتعلق بالتمويل والتقنيات الحديثة.
وفي هذا الإطار، يقدم المؤتمر الدولي لسوق العمل فرصة استثنائية لإعادة صياغة السياسات التي تمكّن الشباب؛ سواء من خلال تدريبهم على المهارات الرقمية المطلوبة أو دعم ريادة الأعمال، ليصبحوا قادة المستقبل وقاطرة للنمو الاقتصادي، كما يلعب المؤتمر دوراً محوريّاً في تسليط الضوء على حلول مبتكرة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال نقاشات ثرية، مثل تعزيز التحول الرقمي، وتمكينها من المنافسة على المستويين المحلي والدولي.
فالاستثمار في الشباب والشركات الصغيرة ضرورة حتمية؛ لأن التنمية المستدامة لن تتحقق إذا لم نعتمد على هذه القوى. والمؤتمر الدولي لسوق العمل يوضح هذه الرؤية بشكل عملي، ويؤكد أن المستقبل ليس مبنيّاً على السياسات التقليدية، إنما على القرارات الجريئة التي تضع الإنسان أولاً؛ توافقاً مع رؤية 2030، وتجعل من الطموح وقوداً للتغيير.
إن المؤتمر الدولي لسوق العمل هو منصة لتوحيد الجهود ووضع سياسات فعّالة تعزز من دور الشباب والشركات الصغيرة في بناء اقتصاد أكثر مرونة واستدامة. فالمملكة، من خلال هذا الحدث، تثبت أنها ليست فقط جزءاً من النقاش العالمي، إنما هي قائدة في تشكيل مستقبل يضع الإنسان الطموح في قلب التنمية الاقتصادية.