: آخر تحديث

رواد الإعلام لم يغادروا الميدان

5
4
4

علي عبيد الهاملي

مبادرة «خبراء الإعلام» التي أطلقها معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس الإمارات للإعلام، يوم الأربعاء الماضي، أكدت من جديد لرواد إعلام الإمارات أنهم محل ثقة وتقدير قيادتهم، فقد نقل إليهم تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، على أهمية بناء جسور التواصل الفعال مع الكفاءات المختلفة، للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم الثرية، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحقيق التميز في الحاضر والمستقبل دون الاستفادة من خبرات الرواد والأكاديميين بما يعزز مسيرة العمل الإعلامي في الدولة.

أهداف المبادرة التي استعرضها أمام الحضور الدكتور جمال محمد الكعبي، المدير العام للمكتب الوطني للإعلام، تتمثل في تعزيز التعاون بين المكتب والخبراء من كبار إعلاميي الإمارات، وإشراكهم في صياغة الاستراتيجيات الإعلامية لتطوير أداء القطاع الإعلامي في الدولة، ورصد التوجهات العالمية والإقليمية الجديدة في مجال الإعلام، واقتراح حلول مبتكرة، وتقديم توصيات لتعزيز الاستدامة المالية للقطاع الإعلامي، وتقديم أفكار مبتكرة لتحسين برامج التدريب وتنمية المهارات الإعلامية واستقطاب المواهب الوطنية، وتطوير استراتيجيات إعلامية تعزز من جودة المحتوى وتلبي احتياجات الجمهور، وضخ مقترحات تساهم في خلق شراكات تدعم الابتكار والاستدامة في المجال الإعلامي، واقتراح مبادرات واستراتيجيات تعزز توجهات الدولة في مجالات الإعلام والتسويق والاتصال الرقمي، وصياغة مبادرات وبرامج لدعم خريجي الإعلام، وتعزيز فرصهم في سوق العمل من خلال التدريب والتطوير المهني.

وهو ما أكده أيضاً محمد سعيد الشحي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام.

أهداف مهمة تصب في صميم العملية الإعلامية، سيعمل المكتب الوطني للإعلام على تحقيقها من خلال 5 لجان استشارية قام بتشكيلها من خبراء الإعلام الإماراتيين، تُعنى اللجنة الأولى منها بالشأن الإعلامي، وتهتم اللجنة الثانية بالمحتوى والإنتاج التلفزيوني والسينمائي والمسرحي، وتعمل اللجنة الثالثة على تطوير قطاع الصحافة المكتوبة والرقمية، وتركز اللجنة الرابعة على تحسين أداء ومحتوى المحطات التلفزيونية والإذاعية الوطنية، بينما تختص اللجنة الخامسة بالإعلام الرقمي، وتعمل على تقديم استراتيجيات مبتكرة للمنصات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي.

بإطلاق هذه المبادرة يكون المكتب الوطني للإعلام قد حقق المعادلة التي طالما طالب بها إعلاميو الإمارات، وهي الاستفادة من خبرة رواد الإعلام الإماراتي الذين واكب عدد منهم مرحلة التأسيس، وأسهم في نهضة الإعلام الإماراتي، ونقل هذه الخبرة إلى العناصر الإعلامية الشابة.

بهذه المعادلة يكون إعلام الإمارات قد جمع بين الخبرة والتجديد كي ينطلق من أرضية صلبة نحو آفاق أرحب من التطوير لمواكبة الإعلام الحديث وهو محافظ على هويته، فليس صحيحاً أن الانقطاع عن الماضي هو وسيلة العبور إلى المستقبل، وقد شاهدنا نماذج عديدة من الإعلاميين العرب والأجانب الذين استمروا في العطاء رغم تجاوزهم سن التقاعد في بلدانهم، فالإعلامي الحقيقي تزداد خبرته وتنضج تجربته كلما زادت سنوات عمله، وهذا هو ما دعا المكتب الوطني للإعلام إلى إطلاق مبادرة «خبراء الإعلام» للاستفادة من خبرات رواد الإعلام الإماراتي.

خطوة المكتب الوطني للإعلام بإعادة رواد إعلام الإمارات إلى الميدان تضع على كواهل الذين تم تكليفهم من خلال اللجان الخمس مسؤولية كبيرة تجاه الإعلام الإماراتي، فلم يعد مقبولاً أن يقولوا إنهم مهمشون بعد أن أتيحت لهم الفرصة للعودة إلى الميدان وتقديم رؤيتهم تجاه القطاعات التي تم تكليفهم بها، خاصة وأن آلية تنفيذ المبادرة نصت على مناقشة توصيات اللجان الخمس خلال الاجتماعات الدورية ربع السنوية التي ستعقد لكل الفرق لبحث سير العمل وتطور المشاريع، حيث سيتم رفع تقارير وتوصيات فرق العمل إلى المكتب الوطني للإعلام لدراستها، وتقديم الدعم اللازم لتنفيذها بما يتوافق مع التوجهات الاستراتيجية لقطاع الإعلام، الأمر الذي يعني أن آراء وطروحات «خبراء الإعلام» ستكون محل اهتمام.

مبادرة «رواد إعلام دبي» التي أطلقها مجلس دبي للإعلام في شهر أبريل من العام الماضي، ومبادرة «رواد الإعلام الإماراتي» التي أطلقها المكتب الوطني للإعلام في شهر نوفمبر من العام نفسه، وانبثقت منها مبادرة «خبراء الإعلام» الأسبوع الماضي، هذه المبادرات تشعرنا أن رواد الإعلام لم يغادروا الميدان، فالقصة لم تنته بعد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد