حمد الحمد
في عام 1987، قلتُ لأسرتي كفى السفر لأوروبا، وقرّرنا السفر إلى بلد عربي وهو الأردن، وسكنت في عمّان بشقة مع سيارة مستأجرة كنت أقودها وأتنقل من مكان لمكان، وهذا الشهر في يناير 2025 أعود لعمّان للمرة الثانية بعد مرور 38 سنة، لأكتشف تغيّر المكان والزمان.
في الأردن اكتشفتُ عادةً لم تتغيّر طوال تلك المدة، في المطار وأنت تستقل التاكسي يسلمونك بطاقة بها اسم صاحب التاكسي وكذلك قيمة المبلغ وهنا تركب وأنت آمن.
نعم، تغيّر المكان عليّ، فلم تعد عمّان هي عمّان، ولا مناطق الأردن التي تجوّلت بها خلال أسبوع هي نفسها، حيث تغيّر المكان مع مرور الزمان، تنقلنا من عمان إلى عجلون وقلعتها، وإلى جرش وآثارها، وإلى البحر الميت وساحله، وإلى مأدبا وأراضيها الشاسعة ومزارعها وإلى معين والمرتفعات وشلالاتها حتى نصل إلى ماء معين.
لم نصل إلى البتراء وآثارها العظيمة حيث أتعبنا التنقل، ونتركها إلى زيارة مقبلة بإذن الله.
واكتشفنا في عمّان المولات الحديثة، منها مول البوليفارد ومول العبدلي، حيث الازدحام في المساء من كل الجنسيات.
الأردن بلد يعتمد على السياحة، وللأسف حرب غزة قتلت سياحة الأردن، حيث اعتبر الموقع موقع حرب، وانقطع قدوم السياح الأجانب كلياً، واستبشر القوم هنا بسماع خبر اتفاق وقف الحرب.
نظام الحكم في الأردن نظام ملكي دستوري له سلطات ثلاث، وما يميزه أن الملك هو من يعيّن رئيس الوزراء، وغالباً ما يكون رئيس الوزراء من المواطنين وليس من أفراد الأسرة الحاكمة، وهذا له هدف ألا يتعرّض أبناء الأُسرة للمُساءلة أو الابتزاز.
وأنا في عمّان تصلنا أخبار فضائح التجنيس واكتشاف تزوير وحالات تلاعب يجب ألا تمر، خصوصاً أن الجنسية أمر مهم وحسّاس، وكذلك تساقط بعض المسؤولين وأفراد من الأسرة في قضايا فساد وفق أحكام المحاكم وليس بأخبار وإشاعات.
هل نحتاج إلى التغيير؟ أعتقد نعم؛ لأنّ ما يحدث يؤذي البلد وسُمعة الوطن.