فيصل سليمان أبومزيد
أبدى مرافقي الأوروبي دهشته خلال حضورنا «قمة المليار متابع 2025»، تلك الفعالية العالمية التي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، تحت شعار «المحتوى الهادف».
سبب حالة الاستغراب التي ظهرت على وجه صاحبي حينما أخبرته أن من يتجوّل الآن في أروقة القمة وعلى بُعد خطوات منا هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
لم يصدق صاحبي عينيه ونسي انشغاله بالقمة الفريدة من نوعها عالمياً، وأخذ يسأل ويستفسر ويعيد تصحيح الصورة الذهنية التي رسمها عن قائد دبي وملهمها، واعتقاده أن سموه لا يتحرك إلا وسط حراسة مشددة، حيث لا يسمح لأحد بالاقتراب منه.
عندما أيقنت حقيقة ما يشعر به مرافقي - الذي يزور دبي ويطمح للإقامة بها - لم يكن أمامي سوى إعادة توضيح الأمور، فقلت له: إن سموه لم يكن يوماً بمعزل عن الناس، ويحرص دوماً على الاختلاط بهم والتفاعل معهم ومشاركتهم في الأفراح والأتراح ولا يقبل مطلقاً أن يحول أحد بينه وبين لقاء الشعب.
ومن حرص سموه على تفقد المرافق العامة ومتابعة أداء الهيئات والمؤسسات الخدمية بات من الطبيعي أن تلتقيه، ووارد جداً أن يسعدك الحظ بتبادل الحوار معه فتكتشف مدى مودته وتواضعه وحرصه على محاورة الناس ومتابعة أحوالهم.
لقد عودنا سموه على تواجده في العديد من الأحداث والفعاليات، كما أن مجلسه في زعبيل مفتوح لمقابلة من يريد وتلقي شكاوى المواطنين ومقترحاتهم.
من هذا المنطلق يطالب سموه دوماً المسؤولين بفتح مكاتبهم أمام الناس، والإنصات إليهم وتلبية حاجاتهم.
ووجهت صاحبي لمتابعة سموه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابع 27 مليون شخص ما يطرحه من أفكار، ويتفاعلون معه كأحد أهم القادة المؤثرين في العالم.
أمام هذه الحقائق الدامغة لم يجد صاحبي مفراً سوى التعبير عن إعجابه ومحبته لهذا الرمز العربي الكبير قائلاً: «دبي وكل من مر عليها محظوظ بهكذا زعيم يشكل النموذج الأمثل لما ينبغي أن يكون عليه القائد».
الواقع إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ما زال يمنحنا الدروس المجانية، (وهي دروس للقادة والعوام)، في كثير من المواقف والأفعال التي تؤكد أصالة معدنه وتواضعه وسمو أخلاقه ورقيه وتحضره، وتمتعه بكل الخصال الإنسانية النبيلة.
لقد عرف العالم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أيقونة أمل ومصدراً للبهجة والسعادة وكل القيم والمعاني الجميلة، وارتبط اسمه بكل ما حققته دبي من إنجازات ونجاحات رسخت مكانتها الرائدة أحد أبرز مدن العالم استعداداً للمستقبل بفضل قيادته الملهمة والتي لا تتوقف عن الابتكار والإبهار.