أتمنى من كل قلبي أن نكون في الكويت في طريق الانفتاح والانطلاق نحو الإنجازات وتحقيق الآمال والأحلام.. التي لطالما راودتنا وفتحت المجال لمقارنة أنفسنا بغيرنا، وطرح تساؤل بديهي لا يحتاج الى اي مراوغة، ماذا ينقصنا؟
ورشة عمل تدور رحاها في أرجاء الوطن.. لا يمكن أن ننكرها بأي حال من الأحوال، مهما كنا معارضين ومهما كنا ناقمين، ومهما كنا مصرين على الانتقاد بكل الأحوال وكل الظروف.
ورشة الطرق، ورشة الزراعة، ورشة المشاريع، ورشة تنظيم الهوية الوطنية، ورشة تطوير وتوسيع الخدمات الصحية ونسف النظام التعليمي.. من ينكر هذا.. فهو أعمى البصيرة قبل العين.
ولكننا.. وفي هذا الإطار علينا.. إن لم نكن قادرين على الاختراع.. فلنكن مطورين لما وصل أو أنجزه الآخرون.. حتى نبدأ حيث انتهوا.
هناك جملة قرأتها وأعجبتني تقول: «إذا لم تستطع الابتكار أو الاختراع كاليابانيين.. فكن مطوراً كالكوريين الجنوبيين، لكن لا تكن مقلداً كالصينيين».
وأنا هنا لا أقول سراً أو أفضح أمراً، لأن الكل يعرف أن اليابانيين هم أهم المخترعين، والتطوير في أحلى أشكاله تراه عند الكوريين الجنوبيين، أما التقليد فالكل يعرف، ولا أكشف سراً، أن الصين هي أكبر سوق للتقليد في أغلب المنتجات، وهذا بحد ذاته نشاط لا يمكن أن نعيبه أو أن نقول إنه خطأ.
نعم فاتنا ما فاتنا في كثير من مجالات الحياة من حيث الخدمات أو الأنشطة أو المبادرات، لكننا يجب أن نستفيد من كل ما حصل في الدول الشقيقة المحيطة بنا، وأن نبدأ من حيث انتهوا، وأن نقفز قفزات مختلفة مميزة ومبهرة ذات نكهة كويتية، كما عُرف عن الكويتي.
لنحاول دائماً أن نتجاوز ما تم إنجازه سابقاً عبر التفكير بأساليب مبتكرة والتطوير المستمر باستخدام تجارب الآخرين كنقطة انطلاق، ثم الاستمرار في التطوير وان نكون سباقين بذلك.
لنكن مطورين إذا لم نكن مخترعين ولكن لا نُقلد.
اوبرا كويتية راقية تحول التراث الغنائي الكويتي المحلي إلى عالمي، شكل من أشكال التطوير لا التقليد، وكوادرنا الوطنية أفضل من يقدر على خلق هذا المُكون الموسيقي، وما فرقة التلفزيون الا فكرة ابداعية بوقتها، ذات نكهة كويتية، خرجت من رائد اعلامي كويتي هو المرحوم محمد السنعوسي، أثبتت ابداعها وتميزها، فأين هي الآن؟
شبابنا مشهود لهم بالإبداع في كل مجال، بشرط ألا تقيدهم قوانين واجراءات نظرية لا يمكن تطبيقها، وتشجيعهم على إطلاق العنان للأفكار وتسهيل التطبيق لهم وتحفيزهم على الإنجاز.
الحداثة والحضارة ليستا بارتفاع المباني والأدوار، بل بارتفاع مستوى التوقعات والابتكار.
انا لا أتصور أنَّ تنافسنا مع الدول الأخرى بالتنمية والتطور يكون مرتبطاً بالارتفاعات العمودية، بل بالتمدد الأفقي للمحتوى الفكري لشبابنا من الجنسين، وتعزيز هوية مجتمعنا الكويتي برائحته ونكهته وألوانه، ببيئته البرية والبحرية، بفنونه المتعددة، بتطوير إنجازات الآباء والأجداد تجارياً واستثمارياً، بإعادة الأفكار التي تميزت بها الكويت فترتَي الستينيات والسبعينيات، بنسخ عصرية جديدة تحمل أحلام أجيالنا القادمة وتسهل لهم تحقيقها، في إطار من الثقة والاستقرار.. والفخر.
ماضينا جميل ويدعو إلى الفخر.. وبشدة أيضا عندما كنا أول من.. وأول من.. وأول من..
ولكن حان الوقت لأن نستبدل بـ«كنا وكنا» «سنكون وسنكون».
نحتاج إلى العزم.. فقط.. ثم الانطلاق.
إقبال الأحمد