مشيمة لبنان

‏وأخيرا انفصل المولود عن المشيمة الغريبة.

مشيمة غير صحية كانت تغذيه وتتحكم في نمو هذا الطفل سنوات طويلة، حتى خرج هذا المولود مشوها في جوانب كثيرة، ما أدى إلى الإصرار على فصله عنها يوم 9 يناير الحالي. حين تم انتخاب العماد جوزف عون رئيسا جديدا للبنان، فصل لبنان عن المشيمة الإيرانية كانت تغذي طموحات لبنانية غير صحية سنوات طويلة.. رغم مظاهر التشوه التي كانت واضحة للعيان.

الخوف من هذا الفصل، والشعور انه يحتاج الى كثير من الجرأة والاقدام والعزم والقوة.. أخّر الموضوع سنوات وسنوات.. فضعف الجسد ووهنت قواه وتراخت عضلاته، حتى اصبح هيكلا هشا قابلا لكل انواع الامراض.

لبنان الرئيس الجديد جوزف عون، بالتأكيد سيختلف كليا عن لبنان الرئيس السابق ميشيل عون.. ولكن هذا الاختلاف لن يكون «معجزة».. ستحصل في فترة قصيرة ومن دون دعم من الاطراف صاحبة العلاقة المباشرة وغير المباشرة في لبنان، ومن دون دعم الشعب اللبناني بالدرجة الاولى.

عندما غاب الشعب اللبناني عن الساحة السياسية سنوات طويلة، واكتفى بالتنكيت والسخرية تارة، وبالشكوى الممزوجة بالاحباط وفقد الامل تارة اخرى.. غاب لبنان الحقيقي والصحي.

تعجبت من اعتراضات بعض النواب في البرلمان اللبناني صباح اختيار رئيس دولتهم الجديد.. من التدخلات التي قالوا انها حصلت لدعم ترشيح العماد جوزف عون، رافضين تماما التدخلات والضغوطات الخارجية، متناسين ولن اقول ناسين.. ان الاتفاقيات التي انهت حروبا اهلية وازمات سياسية عاشها لبنان، كانت تسمى باسماء دول بعينها، وليس «لبنان» او «بيروت».

بالفعل، الاتفاق الذي يحتاجه لبنان الذي يعشقه كثير من الكويتيين وانا واحدة منهم، «اتفاق بيروت» فقط لا غير.

لا يمكن بأي حال من الأحوال انكار ان تغير رقم المؤيدين لانتخاب الرئيس اللبناني الجديد العماد جوزف عون من 71 صوتا الى 99 صوتا من أصل 128 خلال ساعتين، كان وراءه حديث واتفاق.

عندما ترفع اعلام وصور وشعارات، غير علم الوطن، فأعلم ان هذا البلد تاه عن طريقه وذهب نحو المجهول، وهذا ما حدث في لبنان بالضبط.

مبروك لبنان.. ومبروك أهل لبنان.

إقبال الأحمد