: آخر تحديث

الكويتي... العُملة الأعلى قيمةً

6
6
5

سارة النومس

استقللتُ سيارة أجرة أثناء رحلة الشتاء السنوية إلى إحدى الدول، وجئت لأدفع للسائق الأجرة بعد أن عرف أنني كويتية، فقال لي ممازحاً: أُفضِّلُ أن تدفعي لي بالدينار الكويتي.

لا شك بأن معظم الناس في العالم يعرفون أن الدينار الكويتي هو الأعلى قيمة بين كل عملات العالم.

ولكن هل يعرفون فعلاً ما الشيء الأعلى قيمة من الدينار؟

فيما مضى كان العديد من الأشخاص/الشخصيات من بني جلدتنا يتعمدون «جلد الكويتيين» عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتصريحات قاسية، تستنقص من إمكانياتهم ومهاراتهم وإنجازاتهم، وكلما تكون ردة فعل الشارع قوية إزاء تصريحاتهم نراهم يرفعون عقيرة آرائهم ومستوى استفزازهم للشارع أكثر.

منهم من كان يتهم المواطن بأنه سبب الفساد، ويبحث باستمرار عن السلبيات لإلصاقها بالكويتي.

ولقد تعمد هؤلاء أن يُظهروا المواطن شخصاً كسولاً ومتواكلاً، يتصف باللامبالاة، غير ملتزم بالأوقات ولا بعمله.

ولنتخيل أن تلك الاتهامات والتصريحات كانت تصدر من بعض «المتفذلكين» ضد «عامة» المواطنين، بل ويتعمدون أحياناً أن يتحدثوا بصيغة شمولية.

في البداية كنت أعتقد أن نيتهم طيبة، وأن المصلحة العامة هي هدفهم، وتبين لي فيما بعد أن هناك شخصيات تشعر بالسوء عندما ترى الناس مرفهة وبحال جيدة، وتعيش باستقرار، كما يفعلون هم أيضاً!

في كل بداية عام أحتفل ببقعة من أوروبا، وفي رحلة يناير من هذا العام وجدت ترحيب الكثير لي ككويتية، وتعبيرهم عن حب الكويت؛ والأسباب التي ذكروها ليس فقط لأنها بلد الإنسانية، وليس لمواقفها المشرفة عالمياً فقط، بل ذكروا ثقافة الشعب الكويتي وحبه للتجديد ومواكبة التطورات والشباب المبدع الذي أضاف بصمته في أنحاء العالم في مجالات الطب والعلوم واللغة والفن والشعر والإعلام والسياسة والمسرح وغيرها، ولم ينسوا أيضاً كرم الكويتيين وحسهم الفكاهي أينما ذهبوا، بل وذكروا نقطة جوهرية؛ وهي أن الكويتيين لا يخشون من قول آرائهم بكل أريحية ودبلوماسية، وكنت أجيب ببساطة: «هكذا علمتنا الكويت».

اعتقدَ البعض من المستفزين أن رفاهية الدول تعني جهل الشعوب وكسلهم، لذا عملوا باستمرار على تحطيم معنويات الشباب الكويتي.

وأقول بكل ثقة: إن بصمة المواطن الكويتي وقفت بالمرصاد ترد على تلك الهجمات، وتعلن أن العملة الحقيقية الأقوى لهذا الوطن هي الكويتي نفسه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد