موسى بهبهاني
بعد اختتام البطولة الخليجية (زين 26 ) في دولة الكويت، أشاد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ، بالإعداد والتنظيم المتقن، والذي لاقى استحسان الجماهير، وشكر جميع الجهات المشاركة؛ لما بذلوه من جهد لإنجاح تلك الفعالية الكروية المهمة للدول الخليجية.
نرفع للمقام السامي جزيل الشكر والتقدير، على الرعاية الكريمة للبطولة في حفل الافتتاح، والشكر موصول لسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، على حضوره في ختام البطولة والمباراة النهائية بين الأشقاء نيابةً عن سمو الأمير.
الحدث الفريد:
في المباراة النهائية بين منتخبي البحرين - سلطنة عمان الشقيقين، عندما عزف النشيد الوطني الكويتي، هزت الجماهير الملعب بترديد الأبيات الوطنية بأفواههم وتحتضنه قلوبهم لتحية العلم، فكان منظراً فريداً ومميزاً بالفعل:
وطنــي الكـــويت سلــــمت للمجــــــــد
وعلى جبيــــنك طـــــالــــع الســــــعد
وطنــي الكــويت
وطنــي الكـــــــــويت
وطنــي الكــويت سلمـــت للمـــــــــجد
يا مهــد آبــــــاء الأولــــــى كتبــــوا
سفــــر الخلــــود فنـــــادت الشــــــهب
الله أكبـــــــــر إنهـــــــم عـــــرب
طلــــــعت كـــــواكب جنـــة الخـــــلد
بوركـــت يا وطنــي الكـــــويت لنــــا
سكنـــــاً وعشــــت علــى المدى وطنا
يفـــديك حـــرٌ فـــي حمــاك بنـى
صـــرح الحيـــــاة بأكـــــرم الأيــــدي
نحــــــــميك يا وطنـــــي وشاهـــــدنـا
شــــــرع الهــــــدى والحـــــق رائـدنا وأميـــــــرنا
للعـــــــز قــــائـــدنا
رب الحميـــــــــــة صــــادق الوعـــــد
وكذلك أشادت الجماهير الخليجية والأجنبية بالدورة، حيث تابعوا المباريات، سواءً بالملعب أو من خلال الشاشات الكبيرة المنصوبة في المجمعات والأسواق والساحات، وأعربت الجماهير من خلال اللقاءات المسجلة عن أملهم في أن تقام البطولات المقبلة في الكويت.
انتعشت الكويت بتوافد الجماهير الخليجية، وازدحمت الفنادق والمطاعم والمحلات بالوفود المشاركة والجماهير الخليجية، فحدثت حركة اقتصادية كبيرة، وهذا مؤشر أن الرياضة لها دور كبير في تنشيط الحركة الاقتصادية في البلد الذي تقام فيه النشاطات الرياضية، كما حدث مع دولة قطر، التي احتضنت دورة كأس العالم لكرة القدم والمكاسب التي حصدتها من ذلك، وهذه دعوة للمسؤولين لفتح البلاد للسياحة واستغلال الرياضة كواجهة سياحية باستقطاب الفرق العالمية للعب بطولاتها في الكويت.
من مقومات إقامة أي بطولة أن هناك اشتراطات مطلوبة لتحقيق ذلك، مثل:
- تأهيل الملاعب لتكون متلائمة مع معايير الاتحاد الدولي.
- توفير وسائل النقل الجماعي بين المناطق لربط الملاعب بالمناطق.
- تنظيم عملية الدخول والمغادرة للحشود الجماهيرية من وإلى الملاعب بصورة آمنة خاصةً في مباريات الذروة سواءً في الافتتاح أو الختام، كذلك مباريات الدولة المضيفة؛ لأنها تلقى اقبالاً جماهيرياً كبيراً.
- توفير ملاعب لتدريبات الفرق المشاركة بالقرب من مواقع إقامة الفرق.
- توفير الخدمات الصحية والمأكولات الخفيفة والمشروبات الباردة والساخنة.
التحضير والإنجاز:
تضافرت الجهود بمشاركة ثلة من الأكفاء من المواطنين من جهات حكومية وأهلية عدة؛ للعمل على إنجاح هذه الدورة المميزة للدول الخليجية، وتم التعاون مع دولة قطر الشقيقة؛ كونها نظمت دورة كأس العالم الأخيرة للاستفادة من خبرتها، وقامت مشكورة بالتعاون مع أشقائها الكويتيين فكانت النتيجة:
- تنظيم ممتاز.
- حفلا الافتتاحِ والختام محددان لفترة زمنية قصيرة.
- التذاكر والمقاعد محددة بالأرقام - بيع التذاكر on line.
- الاستعانة بكوكبة من أبنائنا المتطوعين؛ للقيام بالدور الميداني الإشرافي في الملعب.
- وسائل الإعلام التي تنقل الحدث أولاً بأول.
- رجال الأمن قاموا بدور كبير في بسط الأمن والأمان في المواقع المختلفة.
- الجماهير الرياضية الواعية التي كانت تنشد الأهازيج والصيحات المحفزة، بالإضافة إلى التشجيع بروح رياضية عالية، وأخيراً اللاعبون الذين اتسموا بالأخلاق الرياضية العالية.
- وكذلك نستذكر الفضيحة التنظيمية في مباراة العراق والكويت، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، بسبب سوء التنظيم والفوضى داخل وخارج الملعب، وانعكس ذلك سلباً على الشك في مقدرة الكويت على إقامة وتنظيم بطولة كأس الخليج.
مما استدعى فتح التحقيق، واستقالة مجلس إدارة الاتحاد من مناصبهم بعد انتهاء التحقيقات بفشل التنظيم، وتعريض سلامة الجماهير للخطر، وقد بدا جلياً أن الجهات المسؤولة تفادت كل الأخطاء السابقة والتحركات الجادة آتت ثمارها، وجعلت التنظيم يضاهي التنظيمات العالمية للبطولات الدولية.
والمؤمل من سائر الجهات المسؤولة بالدولة أن تحذو حذو الهيئة العامة للشباب والرياضة، ووزارة الدولة لشؤون الشباب في تعلمهم من الأخطاء السابقة، وعدم إنكارها، والتقليل منها، والاستفادة منها في المشاريع المستقبلية للدولة.
الجماهير الرياضية:
توافدت الجماهير الرياضية بشكل يومي على مواقع بيع التذاكر، والذي أربك النظام الإلكتروني عند حجز التذاكر، فالأعداد المقبلة على التطبيق كبيرة، وهذا التفاعل الإيجابي من الجماهير للحضور إلى الملعب مؤشر إيجابي على نجاح الدورة.
حضور الجماهير بصورة مكثفة، وخاصةً أفراد الأسرة (الجد -الوالدان -الأبناء )، لن يُنسى في تاريخ الدورات الخليجية، فهذا الحضور الجماهيري الكثيف بحد ذاته نجاح.
فالجماهير الرياضية اجتازوا جميع الأمور، سواءً كانت تنظيمية أو إدارية، فهُم مَن رَبِحوا الرّهان.
وأما قضية الفوز بكأس الخليج، فالكويت لم تخسر بل فازت بإعداد نواة لمنتخب جديد يمكنه بالإعداد الجيد واختيار المدرب المتمكن من المنافسة في البطولات المقبلة، إن قُدّم له الدعم المطلوب.
كما أثبتت الكويت جدارتها، وقدرتها على التنظيم الناجح بامتياز بشهادة الرياضيين والجماهير الخليجية.
الجماهير نجوم خليجي زين:
الجماهير الرياضية تحلَّت بالروح الرياضية، والتشجيع المحمود البعيد عن التعصب، فقد اتصفت الجماهير الرياضية بالوعي، والبعد عن التعصب؛ لأنهم يعلمون أن كرة القدم فوز وخسارة وتعادل، ولذلك فقد هيأوا أنفسهم قبل المجيء لمشاهدة المباراة، فإن فاز منتخبهم عبّروا عن فرحتهم بطريقة مقبولة دون إيذاء مشاعر الفريق الخصم، وشاهدنا ذلك جلياً عند جميع جماهير الفرق المشاركة.
سوق المباركية:
اكتظت مدينة الكويت بالجماهير الخليجية، التجمعات شملت كل الأماكن: سوق المباركية - أفنيوز - مروج - ساحة الصفا -الكوت - سوق شرق... تلك المعالم ازدانت بالجماهير الخليجية، أهازيج هتافات وطنية، ومناكفات كروية في أجواء صحية مفعمة بالروح الأخوية، والأجمل التفاعل الجميل من الكويتيين تجاه ضيوفهم الأعزاء؛ مرحبين بالأشقاء، وتتم دعوتهم على وجبات الغداء والعشاء بنفس طيبة.
نسأل المولى عزوجل، أن يديم علينا تلك النعم، نعمة الأخوة والمحبة فيما بيننا كشعوب.
الكويت تقدر:
نعم الكويت تقدر، فالكويت دولة رائدة في مختلف الأعمال، ومنها المجال الرياضي -ولله الحمد- فهي تزخر بالكفاءات العملية والأكاديمية -رجالاً ونساء- المحبين لوطنهم، ولذلك إن منحوا الثقة، وابتعدوا عن الصراعات الشخصية، فسنرى ما يسر الوطن.
وتبقى الرياضة عامل وحدة وتآلف ومحبة بين الشعوب.
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.