عماد الدين أديب
فجر أمس بتوقيت الولايات المتحدة ألقى الرئيس المنسحب من سباق الرئاسة جو بايدن خطاب «تسليم شعلة الرئاسة» إلى نائبته كامالا هاريس.
كان الخطاب في المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي، وقام به رئيس أمريكي في الحكم بدعم نائبته في معركة الرئاسة بدلاً عنه.
هنا عدة سوابق تاريخية:
أولاً: إنها المرة الأولى منذ انسحاب رئيس الأمر الواقع ليندون جونسون من رئاسة البلاد عقب اغتيال جون إف كنيدي في دالاس.
ثانياً: إنها تتم والرئيس في ولاية الحكم ويقضي بقية فترته الرئاسية حتى يوم 20 يناير 2025.
ثالثاً: إنها ستكون أول رئيسة أمريكية حال فوزها في الانتخابات.
رابعاً: هذه السيدة من أصول مختلطة إفريقية آسيوية ومتزوجة من رجل يهودي الديانة.
كان خطاب بايدن، من الناحية الإنسانية مؤثراً، ومن الناحية السياسية كان فيه «تبرير وعرض وسرد» لتاريخه السياسي الطويل ولأسباب إقدامه على عدم الترشح للانتخابات الرئاسية مرة أخرى رغم «حجم إنجازات إدارته غير المسبوقة في السنوات الأربع الأولى» على حد وصفه.
عند كتابة هذه السطور سيكون متبقياً على حسم اسم الرئيس الأمريكي المقبل 77 يوماً فقط، وهي أيام صعبة وساخنة ومشتعلة للغاية.
سبب صعوبة الفترة القصيرة المقبلة هو التقارب الشديد في حجم الأصوات المؤيدة لبطاقة ترامب ونائبه، مقابل كامالا ونائبها.
وهناك 7 ولايات يتوقع أن تكون فيها المعارك شديدة السخونة لأنها ولايات غير محسومة الاتجاهات التصويتية.
المال السياسي متوفر للطرفين ولكن أداء هاريس يجلب مالاً أسرع.
الموقعة الكبرى التي ستحسم الأصوات المتأرجحة في جمهور المصوتين هي موقعة المناظرة العلنية بين ترامب وهاريس والتي يتوقع أن تكون «مجزرة سياسية»!
إنها معركة النفس الأخير!