الرابع عشر من ديسمبر هو يوم الشرطة البحريني، اليوم الذي يفتخر فيه كل مواطن ومقيم وزائر للبحرين، وذلك للجهود الكبيرة التي يقدمها رجال الشرطة لتعزيز الأمن والاستقرار في هذا الوطن، فلو قدمنا في هذا اليوم الشكر لكل رجال الشرطة، حسب أسمائهم ورتبهم، ومواقعهم ومسؤولياتهم، لم نوفهم أجورهم ولا جزء منها، ففي الوقت الذي ننعم فيه مع زوجاتنا وأبنائنا وأسرنا بالأمن والاستقرار، وغيرها من مباهج الحياة، نجد أن رجال الشرطة قائمين بواجباتهم رغم ما فيها من تحديات ومخاطر!!.
مسؤوليات رجال الشرطة لا تقتصر على تأدية وظيفة حكومية والسلام، ولكنها مسؤولية مستمرة على مدار الساعة، ومرتبطة بالتضحيات الجسام من أجل راحة الناس، فالاستعداد والجاهزية دائمًا حاضرة لديهم لينعم أبناء هذا الوطن بالراحة والأمان، فهم يسهرون الليال للمحافظة على المكتسبات الوطنية، وصيانة الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، لذا حري بالناس تقدير الأعمال التي يقوم بها رجال الشرطة والقائمة على الشراكة المجتمعية، وبعقلية أمنية متطورة وملتزمة بالقانون، فهي جهود مقدرة ومشكورة، وقد احتفلت وزارة الداخلية قبل سنوات بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الشرطة في البحرين.
في هذه المناسبة نستذكر رجال الشرطة الذين قدموا الكثير من أجل وطنهم، وتحملوا مسئولياتهم بكل حزم وإصرار وصبر، متمسكين بالمبادئ الأساسية التي قامت عليها وزارة الداخلية، محترمين حقوق الانسان وفق القوانين والأعراف الدولية، وما العقلية الأمنية التي يتحلى بها رجال الشرطة إلا للفكر الذي يحمله معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، فخلال سنوات قليلة استطاع معاليه أن يدفع برجال الشرطة إلى مستويات متقدمة من الالتزام الأمني، وأصبح رجل الشرطة مهما كانت رتبته محاطًا بمجموعة من القيم والمبادئ التي ساهمت في مكافحة الجريمة وتطبيق القانون، والسعي لوضع حلول وعلاجات من أجل إعادة إدماج المحكومين بأحكام وذلك ضمن برامج السجون المفتوحة والعقوبات البديلة، وهي السياسة التي انتهجها معالي وزير الداخلية بتوجيه من جلالة الملك المعظم ومتابعة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والتي حققت نجاحًا على مستوى حقوق الإنسان، ونالت البحرين لأجلها الكثير من الأوسمة والشهادات التقديرية.
في مثل هذا اليوم من كل عام (الرابع عشر من ديسمبر) يحق لنا أن نفخر ونعتز بما حققه رجال الشرطة، فمع أن شهر ديسمبر هو شهر الأعياد الوطنية إلا أن يوم الشرطة له مكانة خاصة، سواءً لرجال الشرطة أو عموم المواطنين والمقيمين، كل ذلك للجهود التي يقدمها رجال الشرطة حسب مواقعهم، وبالجانب الآخر هي جهود الشرطة النسائية خلال الخمسين عامًا الماضية في تعزيز الأمن، ففي هذا اليوم يتم التعبير عن شكر وتقدير رجال ونساء الشرطة البحرينية.
يتزامن مع هذا اليوم الإشادة بشهداء الواجب ممن قدموا أرواحهم رخيصة للوطن، فلا يمكن تجاوز دورهم وتضحياتهم، فقد تصدوا للجريمة والإرهاب بأرواحهم وأجسادهم، كل ذلك من أجل أمن واستقرار الوطن، ففي مثل هذا اليوم العظيم يستذكر الجميع تضحيات رجال الشرطة، فرحم الله موتاهم وشافى جراحهم وعافى مبتلاهم.
بلا شك أن الاحتفال هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، وذلك للإنجازات الكبيرة التي حققتها وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية، فقد كانت الوزارة بجميع قطاعاتها في جميع المواقع، وتتحمل كل المسؤوليات مع الالتزام بالقانون والنظام، وهو الأمر الذي أشاع الطمأنينة في قلوب المواطنين، لذا خالص التهاني والتبريكات لمعالي وزير الداخلية وأركان وزارته بمناسبة يوم شرطة البحرين.

