شكل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ينتمون للحزب الرئيسي بالحكومة المغربية، «إزعاجاً» لزعيم الحزب عبد الاله بن كيران، الذي هاجمهم بشدة وأصدر مذكرة اعتبروها مقيدة لحرية الرأي والتعبير في الفضاء الأزرق.
وأكدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في مذكرة توجيهية، أنه لا ينبغي أن تتحول فضاءات التواصل الاجتماعي إلى مجالات لمناقشة قضايا تنظيمية داخلية أو قرارات الهيئات الحزبية التنظيمية والسياسية: «حيث يبقى مجالها الطبيعي هو اجتماعات تلك الهيئات، ولا ينبغي أن تتحول إلى مجالات للتعبئة لآراء أو لأشخاص أو ضدهم قبل انعقاد اجتماعات الهيئات الحزبية».
وأضافت المذكرة التي تناولت الضوابط التنظيمية الداخلية واستعمال الحزب ورموزه في فضاءات التواصل الاجتماعي من قبل أعضاء الحزب، وقالت ان التعبئة التي تسبق أو تواكب انعقاد مختلف مؤسسات الحزب والهيئات الموازية والتي تتم لفائدة أشخاص أو ضد أشخاص معنيين، أنها تخل بقواعد العمل المؤسساتي داخل الحزب، وتبعاً لذلك، اعتبرت ذلك من المخالفات الموجبة للجزاء الانضباطي في حق الأشخاص.
وشددت المذكرة على أنه لا يحق لأي عضو في الحزب أن يقوم بمبادرة منه أو باتفاق مع مجموعة من مناضلي الحزب أو غيرهم من خارج الهيئات المسؤولة أن يؤسسوا فضاءً تواصلياً موسوماً بعلامة الحزب «PJD» أو رمزه «المصباح».
وشدد الحزب على أن ضم أعضائه وإشراكهم في الصفحات والمجموعات التواصلية بناء على رغبتهم وطلبهم أو باقتراح من مدير المجموعة أو الصفحة، ولا يحق إدراج أسماء الأعضاء دون رغبتهم، وذلك على الخصوص بالنسبة للمجموعات المستعملة لتطبيق «واتس آب».
وأكدت أن أعضاء الحزب لهم أن يعبروا عن آرائهم الحرة ضمن حساباتهم الإلكترونية الخاصة، وذلك في إطار مبادئ الحزب وثوابته وفي احترام للضوابط الأخلاقية وآداب الحوار والنقاش مع مراعاة الضوابط التنظيمية.
المذكرة التي جاءت بعد سلسلة من الهجومات اللفظية لبن كيران على نشطاء حزبه في الفيسبوك، وتوعدت كل من يخالف أنظمة الحزب وقراراته بعقوبات صارمة، أصبحت مثار سخرية من شباب الحزب.
وعلق سعيد مومن، أحد نشطاء الحزب ومستشار جماعي بمجلس الرباط، على المذكرة ساخراً «من الآن فصاعداً من يرغب بكتابة تدوينة فيسبوكية أو تغريدة تويترية عليه أن يرسلها لي مكتوبة (5 نسخ) وذلك قبل 48 ساعة من التاريخ الذي ينوي فيه نشر التدوينة على الأقل، وإلا سوف يخضع للمساطر الانضباطية الجاري بها العمل». وقال هشام لحرش، كاتب مجلس الرباط باسم الحزب «إصدار حزب العدالة والتنمية للمذكرة أمر يذكرنا بظهير كل ما من شأنه السيئ السمعة» في اشارة الى قانون سنته سلطات الحماية الفرنسية 1935.
ووصف عبد المنعم بيدوري، مستشار جماعي عن الحزب في مدينة المحمدية المذكرة بـ»المسخرة» وقال بعد مذكرة «الفيسبوك» علمنا انهم بصدد الإعداد لمذكرة القهوة ..ومذكرة «الشارع».. ومذكرة «المنزل» .. وان هناك تفكيراً بالتدقيق في المذكرة على حسب الغرفة»!!…».
وأوضح عبد الحق العربي، المدير العام لحزب العدالة والتنمية، أن هذه المذكرة عادية، «في هذه المذكرة لم نُذكر إلا بالنظام الأساسي للحزب فقط حتى لا يستعمل «الفيسبوك» في أي تأثير على الاختيارات الديمقراطية للحزب من مثل التعبئات المسبقة ونؤكد أن هيئات الحزب هي الوحيدة المخولة إنشاء صفحات لها باسم «العدالة والتنمية» ورمز المصباح، مشيراً إلى أن أي منتوج في العالم تكون الحقوق محفوظة، فكيف نسمح أن ينشئ أي واحد صفحة ما باسم الحزب ويكتب فيها ما يشاء.