: آخر تحديث
قال إن القيادة السياسية تواكب التحولات الرقمية لتقديم إعلام وطني متجدد

وزير الإعلام الكويتي:العالم يعيش زمناً استثنائياً وتغيرات عميقة في المشهد الإعلامي

4
4
3

إيلاف من الكويت:قال وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبدالرحمن المطيري إن العالم يعيش زمناً استثنائياً يشهد تغيرات عميقة وتحولات متسارعة في المشهد الإعلامي من ثورة الاتصالات والمعلومات وصياغة الوعي وتغيير أنماط التفاعل بين الأفراد والمؤسسات.

وأضاف المطيري ، الذي كان يتحدث الليلة الماضية في الجلسة الافتتاحية الرسمية للملتقى الإعلامي العربي في دورته العشرين ، نيابة عن الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ، أنه "في ظل هذا الواقع الجديد بات الإعلام الرقمي بجميع أشكاله ومنصاته لاعباً محورياً في التأثير على مجريات الأحداث ما يستدعي منا مواجهة التحديات برؤية استراتيجية وكفاءة مهنية واستيعاب كامل للتحولات والاستعداد لاستقبال أكثر تعقيداً وتطوراً بقدرات متجددة وأسس راسخة من القيم والمسؤولية".

وزير الإعلام  الكويتي عبدالرحمن المطيري يسلم درع الملتقى لرئيس المكتب الوطني للإعلام  في الإمارات الشيخ عبد الله آل حامد

 

وذكر المسؤول الكويتي أن بلاده كانت ولا تزال منارة للإعلام العربي وبيئة حاضنة للفكر والإبداع وميداناً للحوار والانفتاح ، مشيرا إلى أن القيادة السياسية الكويتية  تولي الإعلام مكانة خاصة باعتباره ركيزة للتنمية ووسيلة للتنوير، من خلال دعم المؤسسات الإعلامية الوطنية وحرصت على ضمان حرية التعبير المسؤولة ، ومواكبة التحولات الرقمية لتقديم إعلام وطني متجدد ومؤثر في ظل الدعم المستمر من أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح  والشبخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء. 

وزاد الوزير المطيري قائلا إنه في هذا الإطار حرصت دولة الكويت أخيرا  على إطلاق عدد من المبادرات الإعلامية والثقافية الرائدة وتنظيم المؤتمرات واللقاءات وتعزيز البنية التحتية التقنية للإعلام،مشيرا إلى انه من أبرز هذه المبادرات إطلاق منصة (51) الإلكترونية التي توثق تراث الكويت الفني والإعلامي وجعله متاحاً للأجيال الحاضرة واللاحقة في مزج يجمع بين الأصالة والحداثة.

حضور كثيف في الجلسة الافتتاحيةالرسمية لملتقى الاعلام العربي في الكويت

ولفت المطيري إلى أن اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 يمثل تتويجاً لدورها المتواصل واعترافاً عربياً مستحقاً بإسهاماتها في دعم الحريات الإعلامية وتعزيز الهوية الثقافية وترسيخ القيم المهنية وهو اختيار يتزامن مع هذه الدورة من الملتقى ما يمنحه طابعاً خاصاً وزخماً إضافياً يواصلة المسيرة الإعلامية نحو آفاق أكثر تقدماً ومسؤولية ووعي.

وأعرب الوزير الكويتي عن بالغ الاعتزاز باختيار دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف الملتقى لهذا العام وهو اختيار مستحق لدولة لها بصماتها الواضحة في مجال الإعلام العربي ونهجها الرائد في دعم المبادرات الإعلامية وتبني التقنيات الحديثة وصناعة المحتوى المتميز بما يعكس ريادتها في هذا القطاع الحيوي ويعزز من حضورها الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية.

المطيري : الملتقى الإعلامي العربي منصة مهمة لطرح القضايا الإعلامية 

ولفت المطيري إلى أن الملتقى الإعلامي العربي أصبح اليوم منصة مهمة لطرح القضايا الإعلامية وتبادل التجارب ويأتي هذه الدورة لتناقش تحديات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية وسبل صياغة أطر مهنية وتشريعية تواكب التغيرات بكل احترافية.

وأكد الوزير الكويتي ايضا توفير الدعم لكل جهد يسعى للنهوض بالإعلام العربي وتحقيق تكامل مؤسسي وتعزيز رسالة التنوير وصون المجتمع من خطر الفوضى الرقمية والمعلومات المغلوطة ، متمنياً أن تكون هذه الدورة من الملتقى محطة مضيئة في مسيرة العمل الإعلامي العربي المشترك ودافعاً نحو مستقبل أكثر إشراقاً وفاعلية.

من جهته ، أكد رئيس المكتب الوطني للإعلام  في الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله آل حامد ممثل الدولة ضيف شرف الملتقى في كلمته أن العلاقة بين الإمارات والكويت تمثل نموذجاً أخوياً تاريخياً تزداد عمقاً ورسوخاً مع مرور الزمن بفضل الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

الشيخ عبد الله آل حامد يلقي كلمته في الملتقى الاعلامي العربي 

ولفت آل حامد إلى أن هذه العلاقة تزداد زخماً يوماً بعد يوم وتضمنت ثباتاً يعكس أوسع من التعاون والتكامل في مختلف المجالات وعلى رأسها قطاع الإعلام بما يعكس عمق الروابط التاريخية ويجسد تطلعات الشعبين الشقيقين لمستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً بقيادة تدفع بعزم نحو التقدم والريادة.

ال حامد : الإمارات تؤمن بأن الإعلام شريك رئيسي في مسيرة التنمية

وذكر ال حامد  أن دولة الإمارات تؤمن إيماناً راسخاً بأن الإعلام شريك رئيسي في مسيرة التنمية والتطوير ، وأنه أداة تعكس إنجازات الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل ، مشيراً إلى أنه من هذا المنطلق تسعى دولة الإمارات لتطوير منظومة إعلامية متطورة تواكب أحدث المستجدات العالمية وتقديم محتوى إعلامي متميز يعبر عن هويتها الإسلامية والعربية الراسخة ويعكس قيماً إنسانية نبيلة بما يضمن أن يكون الإعلام جسراً يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

وأضاف قائلا "لا يخفى عليكم حجم التحديات التي باتت تواجه وسائل الإعلام مع التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي وإن كان يحمل في طياته فرصاً عظيمة للتواصل الإنساني ونشر المعرفة إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل التحديات الناجمة عن تحويل البعض لهذه المنصات إلى أدوات تستخدم في بث الفرقة والكراهية ونشر الشائعات والأخبار المضللة واستهداف استقرار المجتمعات وتماسكها".

دعوة لاستحداث منظومة تشريعية عربية مشتركة 

ودعا الشيخ آل حامد إلى استحداث منظومة تشريعية عربية مشتركة تمنع الاستخدامات السلبية لهذه المنصات وترسخ قيم "المسؤولية الجمعية" وتحمي حرية التعبير وتصونها من الابتذال والعبث.

ولفت الشيخ ال حامد إلى أن المنطقة العربية تمر بحركة مطلبية تسلم بتجارب متشابكة وتحديات متشابهة تمس مختلف القطاعات ، مشيراً إلى أن من أبرز هذه التحديات الانفتاح الهائل وغير المسبوق في الفضاء الرقمي والذي فرض واقعاً جديداً يتطلب من المؤسسات الإعلامية مراجعة أدواتها وأساليب خطابها، وبين أن القدرة على الإقناع لم تعد تقاس بوفرة المحتوى بل بعمقه ومصداقيته وملامسته لنبض الجمهور خاصة في ظل ما تشهده المنصات الإلكترونية من جذب شرائح واسعة من المتابعين بسبب سهولة الوصول وسلاسة العرض.

وشدد الشيخ  ال حامد على القول إن هذه المرحلة تتطلب خطاباً إعلامياً متجدداً يجمع بين الاحترافية والرؤية ويوازن بين الانفتاح على تقنيات العصر والحفاظ على القيم الأصيلة بما يمكن الإعلام من استعادة مكانته مصدراً موثوقاً وصانعاً للوعي ومؤثراً في الرأي العام لا مجرد ناقل للحدث.

مبادرات إعلامية اماراتية 

واستعرض المسؤول الإعلامي الإماراتي كذلك عدداً من المبادرات الإعلامية التي أطلقتها دولة الإمارات والتي تعكس رؤيتها المتكاملة لصياغة إعلام وطني يرتكز إلى مرجعيات ومعايير راسخة ويواكب المتغيرات المتسارعة، ويستشرف المستقبل، مؤكداً أن هذه الجهود تنطلق من رؤية شاملة تحظى بدعم متواصل من رئيس دولة الإمارات حيث يضع الإعلام في قلب مشروع التنمية الوطنية باعتباره أداة فاعلة في تعزيز الهوية ونشر المعرفة وترسيخ قيم التسامح والانفتاح.

وقال الشيخ آل حامد إن دولة الإمارات تطلق قمة "بريدج" العالمية التي نسعى من خلالها إلى ترسيخ أطر التعاون والشراكات الدولية التي تساهم في بناء مستقبل إعلامي متطور يقوم على المعرفة والابتكار والقيم الإنسانية المشتركة، وذلك في إطار مساعي الدولة لبناء منظومة إعلامية تعزز الابتكار وتدعم الإعلام المسؤول في العصر الرقمي،مضيفاً أن انسجامها مع هذه الرؤية سيعمل على أن تكون قمة بريدج منصة مستدامة تربط بين الشرق والغرب وتعزز التكامل الإعلامي وتواكب التحولات الرقمية لصياغة مستقبل إعلامي أكثر تأثيراً ومسؤولية.

ودعا الشيخ ال حامد الى الارتقاء بالعمل الاعلامي العربي وتعزيز حضوره على الساحة الدولية خلال القمة المبتكرة ، مؤكدا على أن مشاركتهم واسهاماتهم الفكرية ستثري حتما هذه القمة ، وستساهم في تحقيق اهدافها النبيلة .

وشدد الشيخ ال حامد على القول إن اعادة بناء اعلام مسؤول يمتلك القدرة على التواصل والمنافسة لم تعد خيارا بل ضرورة ملحة تفرضها تحديات العصر ومتغيراته الامر الذي يستدعي تعزيز  تكامل الرؤية العربية حول هذه المتغيرات والعمل على تطوير خطاب اعلامي موحد "يعبر عن هويتنا  ويدافع عن قضايانا ، ويسهم في تحقيق اهداف التنمية المستدامة ويصب في خدمة مصالح دولنا وشعوبنا" . 

وخلص الشيخ ال حامد الى القول إن الاعلام اليوم هو سلاح العصر واداته  الفاعلة للتغيير والتأثير ، داعيا الى جعله اداة بناء وتنمية وجسرا للتواصل و الحوار بين الشعوب الثقافات ومنبرا للحقيقة "يعكس قيمنا وهويتنا ويسهم في بناء مستقبل افضل لدولنا وشعوبنا"  . 

السويدي : التكنولوجيا الحديثة لم تعد مجرد أدوات مساعدة 

من جانبه ، قال رئيس مجلس امناء تحالف مراكز الفكر  والثقافة العربية الدكتور جمال سند السويدي :" إننا اليوم مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في مناحي الحياة علينا ان نواكب ونفكر في مستقبل الاعلام وآلياته ومخرجاته".

رئيس مجلس امناء تحالف مراكز الفكر  والثقافة العربية الدكتور جمال سند السويدي يلقي كلمته في الملتقى الاعلامي العربي

واضاف ان التكنولوجيا الحديثة لم تعد مجرد ادوات مساعدة بل باتت الركيزة الاساسية التي تعيد تشكيل المشهد الاعلامي وتحدد معالم المستقبل فالذكاء الاصطناعي يقدم اليوم فرصا غير مسبوقة في تطوير المحتوى الاعلامي وتحليله بشمل اكثر دقة وفاعلية ، مما يسهم في الوصول الى شائك اوسع من الجمهور  وباساليب اكثر تفاعلية وجاذبية ، مشيرا الى ان هذه الامكانات التقنية الهائلة تطرح تحديات جادة تتعلق بضمان النزاهة والشفافية والعدالة الاعلامية ، وتفرض ضرورة وضع معايير واضحة وصارمة تنظم الاستفادة من هذه الادوات وتقلل من مخاطر سوء الاستخدام أو التضليل . 

واشار السويدي الى ان اهمية الذكاء الاصطناعي  تبرز كضرورة حتمية تستوجب مواكبةًواعية ومسؤولة .

السويدي :الإعلام العربي امام فرصة تاريخية غير مسبوقة 

وخلص السويدي الى القول إن الاعلام العربي في العصر الرقمي يقف امام فرصة تاريخية غير مسبوقة حتى يؤكد حضوره وريادته من خلال تعزيز قيم المسؤولية والشفافية والنزاهة ، مشيرا الى انه يمكنه اليوم أن يلعب دورا محوريا في توجيه وتوعية المجتمعات العربية  حول الاستخدام الاخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي" بما يتوافق مع قيمنا الثقافية وهويتنا الحضارية ، ويحمي مجتمعاتنا من المخاطر المحتملة للتقنيات الحديثةمثل التضليل الاعلامي واختراق الخصوصية وانتشار الاخبار الزائفة "، كما يتطلب الامر أيضا ، يضيف السويدي ، تعزيز التعاون بين المؤسسات الاعلامية ومراكز الفكر والجامعات ومنظمات المجتمع المدني ، لتطوير معايير اخلاقية واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الاعلامي ، ولايجاد اطر تنظيميةوتشريعية مناسبة تضمن الاستخدام الايجابي لهذه التقنيات بما يحقق المصلحة العامة .

الخميس : الاعلام اليوم لم يعد مجرد ناقل للخبر 

بدوره ، قال امين عام الملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس إن الملتقى “منذ تأسيسه عام 2003 ، ونحن نسعى من خلاله الى الى خلق كيان اعلامي مستقل قادر على تحمل اعباء الاعلام العربي حاضره ومستقبله" .

ماضي الخميس يلقي كلمته في الملتقى الاعلامي العربي

واضاف ان الملتقى " استطاع من خلال  كونه عضوا مراقبا في اللجنة الدائمة للاعلام ومجلس وزراء الاعلام العرب في جامعة الدول العربية  وبشراكة استراتيجية متينة مع قطاع الاعلام والاتصال في الامانة العامة لجامعة الدول العربية ، ان يحقق الكثير من الانجازات ويعقد العديد من الانشطة والفعاليات ".

واكد الخميس ان الاعلام اليوم لم يعد مجرد ناقل للخبر او راو للحدث بل أصبح فاعلا رئيسيا في تشكيل الوعي وصياغة الرأي وصناعة التأثير عبر ادوات جديدة فرضتها الثورة الرقمية  لذا اصبح لزاما علينا ان نعيد التفكير في منظومتنا الاعلامية وأن نعزز مسؤولية الكلمة  ونحصن مهنية الخطاب ونطور ادواتنا لان التحدي ليس فقط في التكيف مع التطور بل في قيادته بحكمة ورؤية وابتكار . 

وخلص الى القول إن اختيار دولة الكويت لتكون عاصمة الثقافة والاعلام العربي لم يأت من فراغ بل هو اعتراف عربي أصيل بدورها العميق في دعم الفكر الحر والنهضة الثقافية وريادة الاعلام .

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار