: آخر تحديث
أمل وجورج كلوني لم يتجادلا يوماً...

هل تعبر الخلافات الزوجية عن فشل العلاقة؟

5
4
3

❝ الخلاف بين الشريكين قد يبدو مزعجاً... لكنه أحياناً أقوى دليل على الحب.
كيف نحول المشادات اليومية إلى جسر نحو علاقة أعمق وأصدق؟ ❞

إيلاف من لندن: لماذا لا تستطيع الأطباق القذرة أن تجد طريقها مباشرة إلى غسالة الصحون؟ ومن كان عليه أن يأخذ الأولاد من المدرسة؟ ولماذا، رغم معرفتك أن هذا السلوك يزعجني، تواصل فعله بلا كلل؟

إذا كانت هذه التساؤلات تبدو مألوفة، فمرحبًا بك في نادي الأزواج الواقعيين. أما إذا كنت مثل جورج وأمل كلوني، فلا حاجة لك بإكمال القراءة؛ لأنهما، بحسب تصريحات جورج الأخيرة، لم يتجادلا يومًا طوال 12 عامًا من الزواج! بل ويمزح قائلاً إنهما "يحاولان العثور على شيء يتشاجران بشأنه".

لكن، بعيدًا عن هالة المشاهير، ماذا عن بقيتنا نحن البشر العاديين؟ هل الخلافات اليومية علامة فشل في العلاقة أم دليل على صحتها؟ المفاجأة أن المختصين يقولون: الخلافات الصغيرة، إن أديرت بحكمة، ليست مؤشراً على الانهيار بل فرصة ذهبية لتعميق الفهم والثقة.

تؤكد المعالجة النفسية جوانا هاريسون لـ"الغرديان" أن غياب الصراع التام قد يكون، في الواقع، أكثر خطورة من وجوده. "عندما نبتلع الضيق ولا نعبر عنه"، تقول هاريسون، "نحن لا نحل شيئاً، بل نخزن القنابل الصغيرة التي قد تنفجر في وجوهنا لاحقًا بطريقة أسوأ".

طبعًا، هذا لا يعني أن كل معركة على ترتيب الأريكة أو مواعيد السيارة ستنتهي بنهاية سعيدة. فالنزاعات التي تخرج عن السيطرة أو تبث الخوف، خصوصاً بوجود الأطفال، لا تندرج تحت عنوان "جدال صحي". الفارق بين الخلاف المفيد والخلاف المدمر هو كالفارق بين جلسة نقاش لطيفة حول أين نذهب للعشاء، ومباراة ملاكمة لا تنتهي برفع أيادٍ.

المعالج النفسي ستيفان والترز يضيف لمسة من الأمل، مؤكدًا أن مهارة الجدال الجيد ليست فطرية بل مكتسبة. الكثيرون منا، للأسف، تعلموا في صغرهم أن الجدال يعني الصراخ أو الهروب، لكن كما نتعلم قيادة السيارة أو الطهي، يمكننا أيضاً تعلم فن النقاش البناء.

وإذا كنت تتساءل: كيف يمكن أن أتجادل بذكاء؟ تبدأ القصة بالتوقف عن محاولة الفوز! كما تقول العالمة النفسية ليندا بلير: "هذا ليس سباقاً ولا معركة. الهدف ليس أن تُثبت أنك على حق، بل أن تخرج مع شريكك إلى منطقة رمادية يتعايش فيها اختلافكما".

واحدة من الحيل الذكية التي تقترحها بلير: خض نقاشك في مكان عام، مثل مطعم. الأصوات المنخفضة، تحت الأضواء الخافتة، غالباً تمنع التصعيد، وتساعد على رؤية نصف الكوب الممتلئ بدلاً من التركيز على نصفه الفارغ.

حيلة أخرى؟ المشي جنباً إلى جنب أثناء الحديث بدلاً من التحديق المباشر، لأن التقاء العيون الحاد، بحسب علم الأحياء، قد يُفسر كتهديد.

وبعد كل صخب العتاب، يأتي وقت الترميم. تنصح هاريسون بأن تعود بعد هدوء العاصفة، بنظرة فضولية لا هجومية، سائلاً شريكك بلطف: "هل كان الخلاف فعلاً بسبب حذائي المهمل؟ أم أن هناك شيئًا أعمق نحتاج الحديث عنه؟"

في النهاية، من المهم أن نعرف أن الخلافات الزوجية ليست عدو العلاقة. بل حين نديرها بروح من الاحترام وحب الفهم، قد تكون أقرب إلى رقصة ذكية من كونها حربًا طاحنة. لأن الحب الحقيقي لا يعني غياب الخلافات، بل القدرة على العودة إلى بعضنا البعض بعد كل جولة، بابتسامة أعمق وفهم أوسعا.

* أعدت إيلاف التقرير عن صحيفة "الغارديان" البريطانية: المصدر

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل