: آخر تحديث
محذرة من استمرار الهزات الارتدادية

عالمة جيولوجية: زلزال ميانمار أطلق طاقة تعادل 334 قنبلة ذرية!

11
9
8

إيلاف من بيروت: في تحذير علمي مثير يكشف حجم الكارثة، قالت العالمة الجيولوجية جيس فينيكس إن الزلزال الذي ضرب ميانمار الجمعة وبلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، أطلق طاقة تعادل 334 انفجار قنبلة ذرية، وهو ما يعكس مدى العنف الزلزالي الذي ضرب البلاد المنهكة أصلًا من تداعيات حرب أهلية مستمرة منذ أربع سنوات.

وأوضحت فينيكس لـ CNN أن الهزات الارتدادية الناجمة عن الزلزال العنيف ستستمر على الأرجح في هز المنطقة، وقد تستمر لعدة أشهر، في ظل استمرار التصادم بين الصفيحة التكتونية الهندية والصفيحة الأوراسية أسفل ميانمار، وهو الصدع النشط الذي تسبب بهذه الهزة الأرضية القوية.

الخبيرة الجيولوجية حذّرت من أن الوضع في ميانمار أكثر هشاشة من أي مكان آخر تعرض لزلازل مماثلة، مشيرة إلى أن "ما كان ليكون وضعًا صعبًا في العادة، أصبح شبه مستحيل في ظل تعقيدات الواقع الميداني والسياسي في البلاد".

وتأتي هذه الكارثة الطبيعية في وقت بالغ الحساسية، إذ تعاني ميانمار من تداعيات انقلاب عسكري دموي وقع عام 2021، وما تبعه من اندلاع حرب أهلية مدمرة، دخلت عامها الرابع، وتسببت في معارك عنيفة بين قوات المجلس العسكري والجماعات المتمردة في مختلف أنحاء البلاد.

هذا الصراع المسلح، إلى جانب الانقطاع شبه الكامل في شبكات الاتصالات، شكّل عائقًا كبيرًا أمام وصول المعلومات الدقيقة للعالم الخارجي بشأن حجم الدمار الحقيقي الذي خلّفه الزلزال، ما يعمّق من أزمة الاستجابة الطارئة ويوسّع دائرة الخطر على السكان المحليين.

ووفقًا للسلطات المحلية في ميانمار، فقد لقي ما لا يقل عن 1000 شخص مصرعهم جراء الزلزال، في حين تشير التقديرات الأولية لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن عدد القتلى مرشّح لتجاوز 10 آلاف شخص، وهو ما يرفع مستوى القلق بشأن حجم الكارثة الإنسانية في بلد يعاني أصلًا من انهيار مؤسساته وخدماته الأساسية.

التحذيرات لا تتوقف عند حدود الأضرار المباشرة، بل تمتد إلى السيناريوهات القادمة، إذ تؤكد فينيكس أن المنطقة ستظل تحت تهديد الهزات الارتدادية لشهور مقبلة، ما يعني أن البنية التحتية الضعيفة أساسًا قد تتعرض لانهيارات إضافية، ويُخشى من وقوع المزيد من الضحايا في حال لم تُتخذ تدابير استباقية فعالة.

وتزداد صعوبة إدارة الكارثة في ظل انعدام الثقة بين السكان المحليين والسلطات العسكرية، حيث تواجه جهود الإغاثة تحديات مضاعفة، من بينها ضعف التنسيق، وتقييد حركة المنظمات الإنسانية، وانتشار القتال في مناطق عدة.

كارثة الزلزال الأخيرة أعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع الداخلي في ميانمار، وطرحت تساؤلات ملحّة حول قدرة الدولة على مواجهة كوارث طبيعية بهذا الحجم، في ظل تمزق سياسي وصراع مسلح مستمر، وانقطاع قنوات الاتصال والمساعدات عن ملايين المتضررين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار