في سابقة تحمل أبعادًا سياسية ودينية واجتماعية، دخلت هند قبوات التشكيلة الوزارية للحكومة السورية الانتقالية، التي أعلنها الرئيس أحمد الشرع، السبت، لتكون المرأة الوحيدة والمسيحية الوحيدة ضمن الفريق الوزاري الجديد.
قبوات التي تم تعيينها وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل، ليست وجهًا طارئًا على الحياة العامة. فهي واحدة من الشخصيات المدنية التي ارتبط اسمها بالمعارضة السورية، ومثّلت حضورًا نشطًا في محافل التفاوض والحوار، خاصة بعد عام 2011.
“سنعمل بطريقة تشاركية كوزراء ومجتمع مدني معًا، ويجب تعزيز الثقة بيننا جميعًا”
— هند قبوات، من كلمتها خلال إعلان الحكومة
“يجب أن يكون هدفنا جميعًا نظامًا اجتماعيًا عادلًا ومستدامًا، يضمن التوزيع العادل للموارد.”
خلفية أكاديمية ومهنية متجذرة
تحمل قبوات شهادة ليسانس في الاقتصاد والقانون من جامعة دمشق، وشهادة في حل النزاعات والتحكيم من جامعة تورنتو الكندية، وماجستير في القانون والدبلوماسية من جامعة فليتشر في الولايات المتحدة.
وهي أستاذة في جامعة جورج ماسون الأميركية، وسبق أن كانت عضوًا زائرًا في برنامج التفاوض بكلية القانون في جامعة هارفرد.
تجربة تفاوضية عابرة للمؤتمرات
في فبراير الماضي، كانت قبوات من بين الأسماء المختارة لعضوية اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، الذي أطلقته الإدارة الانتقالية.
لكنها ليست جديدة على هذا المسار؛ فهي شاركت في جميع جولات محادثات جنيف الثمانية، وشغلت منصب نائبة رئيس مكتب لجنة المفاوضات السورية، وكانت عضوًا في اللجنة العليا للمفاوضات.
“افتقدنا العدالة الاجتماعية لفترة طويلة. الآن، يجب أن نعيد بناءها بأسس عادلة، لا شعارات جوفاء”
شبكة مدنية ممتدة دوليًا
تدير قبوات قسم حوار الأديان وحل النزاعات في معهد الأديان والدبلوماسية بجامعة جورج ماسون، وهي مؤسسة ومديرة مركز الحوار والسلام والمصالحة السوري في تورنتو.
كما ترأس منظمة تستقل المعنية بشؤون المرأة وبناء السلام، وعملت كمستشارة وعضو في المجلس الاستشاري للبنك الدولي.
وكانت أيضًا رئيسة جمعية النساء السوريات الكنديات، وعضوًا في مجلس إدارة منظمة إنتربيس، وعضوة في المنتدى الاقتصادي السوري، ومنظمة المسيحيين السوريين من أجل السلام.
تكريمات وشهادات تقدير
حصلت على جائزة من مركز Tanenbaum الأميركي لصانعي السلام في العمل، بالإضافة إلى جائزة من جامعة جورج ماسون في مجال الدبلوماسية العامة.
ما وراء التعيين: دلالة سياسية واجتماعية
تعيين قبوات لا يبدو مجرّد خطوة رمزية. بل هو إشارة إلى محاولة حقيقية لتضمين أصوات نسوية ومدنية وطائفية في عملية إعادة هيكلة السلطة.
بصفتها امرأة، مسيحية، ومعارضة سابقة، تدخل قبوات المشهد الحكومي بتجربة موثوقة، وسجل عمليّ ثقيل في التعليم، الحوار، والمفاوضات، بعيدًا عن الهامش التمثيلي المعتاد.