: آخر تحديث
رغم التحذيرات الدولية والأممية

رفح على قاب قوسين أو أدنى من الكارثة

42
33
34

قطاع غزة: لا تزال إسرائيل ماضية في خطتها لشن هجوم على مدينة رفح المكتظة بحوالى 1,5 مليون فلسطيني، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة والمفاوضات الجارية سعيا للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.

وعلى جبهة أخرى، نفذت إسرائيل الأربعاء غارات جوية على جنوب لبنان أوقعت تسعة قتلى على الأقل وفق مصادر لبنانية، بعد مقتل جندية في شمال الدولة العبرية جراء صاروخ أطلق من الجانب الآخر من الحدود، وسط دعوات دولية لتفادي اتساع رقعة الحرب.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بعد لقائه قادة عسكريين قرب الحدود اللبنانية إن "الحملة المقبلة لإسرائيل ستكون هجومية للغاية"، بعد أربعة أشهر من القصف اليومي المتبادل عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران وحليف حركة حماس.

وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على حسابه الرسمي على تطبيق تلغرام "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".

وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يتركز القصف حاليا على المناطق الجنوبية، وخصوصا مدينتي خان يونس حث لجأ آلاف النازحين إلى مستشفى ناصر الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي، ورفح على الحدود المصرية المغلقة.

ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اجتياحها بريا.

"لا مكان يذهبون إليه"
وبعد أن أبدت الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيسي، معارضتها لشن هجوم على رفح بدون "ضمانات" بشأن أمن المدنيين، حذّرت استراليا وكندا ونيوزيلندا الخميس اسرائيل من النتائج "الكارثية" لمثل هذا الهجوم.

وحضت دول الكومنولث الثلاث في بيان مشترك نادر من نوعه حكومة نتانياهو "على عدم سلوك هذا المسار"، مؤكدة أن "نحو 1,5 مليون فلسطيني لجأوا إلى هذه المنطقة (...) ولا يوجد ببساطة أمام المدنيين أي مكان آخر يذهبون إليه".

وأفادت وزارة الصحة في حكومة حماس الخميس عن سقوط 107 قتلى معظمهم من النساء والأطفال جراء القصف الليلي على قطاع غزة.

وذكرت الوزارة سقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف طال قسم العظام في مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

"إننا خائفون"
وقالت جميلة زيدان (43 عاما)، التي نزحت مع عائلتها من بلدة خزاعة إلى شرق خان يونس، متحدثة لوكالة فرانس برس "غادر زوجي وابني محمد أمس (الأربعاء) مع آلاف آخرين، لكن لا أدري ما حلّ بهم، انقطع الاتصال بيننا".

وتابعت اللاجئة التي بقيت مع بناتها الستّ في المستشفى خوفا مما ينتظرهنّ في الخارج "إننا خائفون. لم يعد لدينا طعام منذ عدة أيام، ونشرب ماء ملوّثة".

في الأثناء، تتواصل المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية سعيا للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس تشمل إطلاق سراح رهائن جدد.

وبعد اجتماع الثلاثاء في القاهرة شارك فيه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولون مصريون، تتواصل المفاوضات حتى الجمعة.

وكان من المتوقع أن يلتقي وفد من حماس برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية الأربعاء مع رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية، حسبما أفاد مصدر في الحركة وكالة فرانس برس.

لكن نتانياهو قال الأربعاء في بيان "أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية. وعندما تتخلى عن مطالبها، سنكون قادرين على المضي قدما"، من دون كشف المزيد من التفاصيل.

من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء حماس إلى أن تنجز "بسرعة" صفقة تبادل "لتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا".

اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28576 شخصا في قطاع غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وتقول إسرائيل إن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من أصل حوالي 250 شخصا خُطفوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وسمحت هدنة مدتها أسبوع في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بإطلاق سراح 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا من النساء والقصّر.

إلى ذلك، دقت منظمة الصحة العالمية مجددا ناقوس الخطر الأربعاء بشأن الوضع في مستشفيات غزة "المكتظة بالكامل والتي تعمل فوق طاقتها وتفتقر للإمدادات الكافية".

ويضطر الأطباء إلى إجراء عمليات بتر بسبب نقص الوسائل اللازمة لعلاج المرضى، حسب ما أفاد الممثل المحلي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور ريك بيبيركورن من غزة، متهما إسرائيل بمواصلة "عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية" إلى القطاع.

ورفح هي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر، ويخضع مرور المساعدات لموافقة إسرائيل وهي غير كافية لتلبية احتياجات السكان المهددين في خضم الشتاء بالمجاعة والأوبئة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار