: آخر تحديث
الهدنة رهن محادثات جديدة في القاهرة

رفح: مليون فلسطيني في عين العاصفة الإسرائيلية

33
29
37

قطاع غزة: تتزايد المخاوف الخميس حول مصير أكثر من مليون فلسطيني محاصرين في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث تستعد إسرائيل لشن هجوم، مع انطلاق جولة جديدة من المحادثات في القاهرة للتوصل إلى هدنة.

ويختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس جولته الخامسة في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب باجتماع مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بعدما أجرى محادثات منفصلة الأربعاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وبالإضافة إلى دعوته إلى هدنة تسمح بإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وإطلاق سراح الرهائن، حض بلينكن حليفه الإسرائيلي على "حماية" المدنيين خلال عملياته العسكرية المستمرة.

وبعد مرحلة أولى تركز فيها القتال على شمال القطاع، تقدم الجيش الإسرائيلي باتجاه وسط غزة وجنوبها، خصوصا مدينة خان يونس التي تشهد منذ أسابيع اشتباكات عنيفة وقصفا جويا متواصلا.

وأعلن نتانياهو الأربعاء أنه أمر الجيش الإسرائيلي "بالتحضير" لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، حيث يعيش أكثر من 1,3 مليون نازح فلسطيني وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.

وليل الأربعاء الخميس، أفاد شهود عيان ومصادر طبية باستهداف قصف إسرائيلي جنوب قطاع غزة، خصوصا مدينة رفح حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل 109 أشخاص.

"جرّدوا من إنسانيتهم"
وحذّر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش امام الجمعية العامة للامم المتحدة الأربعاء من "تداعيات إقليمية لا تحصى" لهجوم اسرائيلي بري محتمل على رفح موضحا أن "عملا مماثلا سيزيد في شكل هائل ما هو اصلا كابوس إنساني"، مجددا مطالبته ب"وقف انساني فوري لاطلاق النار" والافراج عن جميع الرهائن.

من جهته، قال بلينكن إنه في ما يتعلق برفح "المسؤولية تقع على إسرائيل (...) لبذل كلّ ما في وسعها لضمان حماية المدنيين" مضيفا أن أي "عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل يجب أن تضع المدنيين في الاعتبار أولا وقبل كلّ شيء".

وأضاف "جرّد الإسرائيليون من انسانيتهم بأفظع الطرق في 7 تشرين الأول/أكتوبر"، موضحا "لكن هذا لا يمكن أن يكون بمثابة رخصة لتجريد الآخرين من إنسانيتهم. فالغالبية الساحقة من الناس في غزة لا علاقة لهم بهجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر".

واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتردّ إسرائيل على الهجوم بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 27708 أشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

وأبدى المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الأربعاء "قلقا بالغا إزاء الصور الآتية من غزة" حيث تتبادل إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وفظائع في المعارك الدائرة بينهما منذ أربعة أشهر.

من جهتها، أعلنت النروج، إحدى الدول المانحة الرئيسية القليلة التي لم تعلّق تمويلها لوكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأربعاء أنّها قدّمت للوكالة 275 مليون كرونة (24 مليون يورو) لتمكينها خصوصا من مواجهة "الوضع الكارثي" في غزة.

"روحي قتلت"
وفي جولته الخامسة في المنطقة منذ بدء الحرب، أيد بلينكن اقتراح الهدنة الذي قدّمه مسؤولون أميركيون وقطريون ومصريون أواخر كانون الثاني/يناير في باريس والذي ردّت عليه حماس.

ورغم اعتباره أن عناصر رد حماس "غير مقبولة"، قال بلينكن إنه يأمل في التوصل إلى هدنة ثانية بعد هدنة أولى استمرت أسبوعا في تشرين الثاني/نوفمبر أطلق بموجبها سراح رهائن إسرائيليين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وتستضيف القاهرة الخميس جولة جديدة من المفاوضات برعاية مصرية-قطرية من أجل "تهدئة" الأوضاع في قطاع غزة المحاصر، بحسب ما قال مسؤول مصري لوكالة فرانس برس الأربعاء، مشيرا إلى أن المفاوضات ستشمل الحديث عن "صفقة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين".

وصباح الخميس، أعلنت حماس أنه يتوقع وصول وفد برئاسة القيادي البارز في الحركة خليل الحية إلى القاهرة.

والأربعاء، تجمّع رهائن مفرج عنهم في تل أبيب لمناشدة حكومة نتانياهو إجراء مفاوضات على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة.

وقالت سحر كالديرون التي ما زال والدها محتجزا في غزة "بقيت هناك 52 يوما. لمَ كان عليّ، أنا فتاة عمري 16، أن أعيش هذا الكابوس؟ (...) قد أكون على قيد الحياة وأتنفس، لكن روحي قُتلت. وكل من بقي هناك يقتل كل يوم".

توتر مستمر
وما زالت التوترات تتصاعد في المنطقة بين إسرائيل وحلفائها من جهة وإيران و"محور المقاومة" من جهة أخرى والذي يضم، بالإضافة إلى حماس، حزب الله اللبناني ومجموعات مسلّحة في العراق والمتمردين الحوثيين في اليمن.

وقُتل قيادي بارز في كتائب حزب الله، الفصيل العراقي المسلّح النافذ المرتبط بإيران، في ضربة نفّذتها طائرة مسيّرة أميركية استهدفت سيارته في بغداد مساء الأربعاء، فيما تتّهمه واشنطن بالتورّط في التخطيط لهجمات استهدفت قواتها في الشرق الأوسط.

وقتل مدني وأصيب آخران بجروح في قصف إسرائيلي استهدف الأربعاء بلدة في جنوب لبنان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

لكن كومفورت إيرو، رئيسة مجموعة الأزمات الدولية اعتبرت أن خطر توسّع نطاق الحرب ما زال قائما.

وأوضحت "أعتقد أن اللاعبين الثلاثة الكبار، إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، لا يريدون التصعيد. لكننا نرى أيضا أننا نقترب كل يوم من ارتكاب خطأ كبير في الحسابات".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار