قالت إسرائيل إن ثلاث رهائن إسرائيليين قتلوا بالخطأ على أيدي جنود في غزة يوم الجمعة كانوا قد استخدموا بقايا الطعام لكتابة نداءات استغاثة. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن الرجال كانوا يقيمون "لبعض الوقت" في المبنى المجاور للمكان الذي تم إطلاق النار عليهم فيه.
ويعتقد أن نحو 120 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة فيما تتعرض إسرائيل لضغوط متزايدة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
واعترف مسؤولون إسرائيليون بأن قتل الرجال الثلاثة الذين كانوا يحملون راية بيضاء يعد خرقا "لقواعد الاشتباك".
تصاعد عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية ينذر "بتفجر الأوضاع"
هل يؤدي تزايد الدعم الشعبي لحماس في الضفة الغربية إلى اندلاع انتفاضة جديدة؟
وكان الرجال الثلاثة بين الرهائن الذين تم اقتيادهم إلى غزة خلال هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين أول، والتي خلفت حوالي 1200 قتيل في جنوب إسرائيل، حسب البيانات الرسمية الإسرائيلية. وشنت إسرائيل عملية انتقامية واسعة النطاق تقول إنها تهدف إلى تدمير حماس.
وقد قتل أكثر من 18000 شخص في غزة منذ ذلك الحين، وفقا للسلطات الصحية المحلية، كما تم تشريد مئات الآلاف من منازلهم.
وقتل الرهائن الإسرائيليون -يوتام حاييم (28 عاما) وسامر طلالقة (22 عاما) وألون شمريز (26 عاما) في حي الشجاعية بمدينة غزة يوم الجمعة أثناء مواجهات ضارية بين الجيش ومسلحين فلسطينيين.
وقال عسكري إسرائيلي، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن الرجال الثلاثة خرجوا بلا قمصان من أحد المباني، وكان أحدهم يحمل عصا لُفت عليها قطعة قماش بيضاء.
وأضاف المسؤول أن أحد الجنود شعر بالتهديد حين كان الرجال الثلاثة على مسافة عشرات الأمتار، واعتبرهم "إرهابيين" وأطلق النار عليهم، وقتل اثنان على الفور بينما عاد الثالث إلى المبنى بعد إصابته.
وسُمعت صرخة تطلب المساعدة بالعبرية وأمر قائد الكتيبة القوات بوقف إطلاق النار. وقال المسؤول إن الرهينة الجريح عاد إلى الظهور في وقت لاحق، وقتل بالرصاص.
ولم يتضح ما إذا كان محتجزو الرهائن قد هجروهم أم أنهم هربوا منهم.
وقال الجيش الإسرائيلي الأحد إنه تم تفتيش المبنى، واكتشفت رسائل استغاثة واحدة تقول " أنقذونا " والثانية "بحاجة لمساعدة، 3 رهائن" مكتوبة على قطع قماش. ويعتقد المسؤولون أن الرهائن كانوا هناك لبعض الوقت.
يذكر أن عائلات الرهائن حثت الحكومة الإسرائيلية على التوصل إلى هدنة جديدة لإطلاق سراح المخطوفين، حيث أدى اتفاق مبدئي تم التوصل إليه بين حماس وإسرائيل إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة مقابل فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدعوات، وأصر على أن "الضغط العسكري ضروري لعودة الرهائن والنصر".
وتعرضت السلطات الإسرائيلية لضغوط دولية متزايدة، بما في ذلك من الحليف الرئيسي للبلاد، الولايات المتحدة، وسط تزايد الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وذهبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى إسرائيل يوم الأحد للدعوة إلى "هدنة فورية ودائمة".
وقال نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين إن وقف إطلاق النار سيكون خطأ واصفا إياه بأنه سيكون هدية لحماس.
ودعت المملكة المتحدة وألمانيا أيضا إلى "وقف إطلاق نار مستدام"، بينما لم تذهب إلى حد المطالبة بأن يكون فوريا.
وقد دمر القصف الإسرائيلي مساحات شاسعة من قطاع غزة، وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وسط نقص حاد في الإمدادات الأساسية.
و نشر الجيش الإسرائيلي، وسط القتال الدائر، صورا لما قال إنه أكبر نفق لحماس يكتشف حتى الآن.
وقال الجيش الإسرائيلي إن النفق ، الذي يتسع في بعض أجزائه ليسمح بعبور السيارات، كان على بعد حوالي 400 متر من معبر إيريز الحدودي مع إسرائيل.