أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون أنه يرغب في "وقف مستدام لإطلاق النار" في قطاع غزة. وحذر اللورد كاميرون من "العدد الكبير من الضحايا بين المدنيين".
وقُتل أكثر من 18 ألف شخص بينهم آلاف الأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في القطاع.
وتشكل تصريحات كاميرون، تحولا في لهجة الحكومة البريطانية، رغم أنها لم تصل إلى حد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار. وتؤكد كذلك توجهات الحكومة البريطانية التي شدد عليها رئيس الوزراء ريشي سوناك، عندما قال "لقد أكدنا باستمرار رغبتنا في وقف مستدام لإطلاق النار، بما يضمن توقف حماس عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وإطلاق سراح كل الرهائن".
وقال كاميرون في مقال مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، نشرته صنداي تايمز، إنه يدعم وقف إطلاق النار في غزة لو كان "مستداما". وأضاف "لا يمكن أن يكون هدفنا هو وقف القتال الآن، لكن يجب أن يكون سلاما دائما لأيام وسنوات وأجيال".
طبيب يصف لبي بي سي الوضع الصحي في غزة بأنه "كارثي" في ظل نقص الأدوية وتفشي الأمراض
خمسة أعمال سينمائية حديثة تروي حياة الفلسطينيين
وامتنعت بريطانيا وألمانيا الثلاثاء، عن التصويت على قرار الأمم المتحدة المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والذي أيدته 153 دولة في الجمعية العامة.
وأضاف كاميرون "لا نعتقد أن المطالبة بوقف فوري ومباشر لإطلاق النار، ستجعله مستمرا".
وواصل القول "هل سيجعل ذلك حماس تتوقف عن إطلاق الصواريخ؟ وهل ستطلق سراح الرهائن؟ وسيحول أي وقف قصير الأجل لإطلاق النار إلى معارك أشد حدة، ويجعل بناء الثقة أمرا أشد صعوبة لاحقا".
وبدلا عن ذلك تسعى بريطانيا وألمانيا إلى وقف إنساني لإطلاق النار لإيصال المساعدات، وإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
وقال نائب رئيس الوزراء أوليفر دودن، في برنامج على قناة بي بي سي نيوز: "لكي يكون هناك وقف مستدام لإطلاق النار، علينا وقف التهديد الذي تمثله حماس".
وأضاف: "لهذا السبب نواصل دعم إسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها، ووقف التهديد الذي تمثله حماس، وفي الوقت ذاته العمل على استعادة الرهائن".
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن إسرائيل قد ذهبت أبعد من ذلك، قال دودن: "لن أصف ذلك بأن إسرائيل ذهبت أبعد من اللازم، إنها تتعامل مع وضع صعب للغاية".
وقال إن المملكة المتحدة تواصل دعوة إسرائيل على ممارسة ضبط النفس، لكنه أضاف: "إذا كنت تلاحق عدوا يختبئ حرفيا في أقبية المستشفيات، وبين السكان المدنيين، فسوف تتحمل نسبة كبيرة جدا من الضحايا المدنيين".
وأدى الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الثاني على إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص، وأسر ما لا يقل عن مئتي شخص.
وفي إشارة إلى تغير المواقف، حذر وزيرا خارجية المملكة المتحدة وألمانيا من أن إسرائيل "يجب أن تبذل المزيد من الجهود للتمييز بشكل كافٍ بين الإرهابيين والمدنيين".
وأضاف الوزيران أنه لا بد من إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة، في ظل تحذير الأمم المتحدة من كارثة إنسانية جرّاء النقص الكبير في المساعدات.
وأعربت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، عن قلقها إزاء فشل إدارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحد من أعداد الضحايا بين المدنيين في غزة.
وفي محاولة منه لتقليل هذه الضغوط قال نتنياهو السبت إن "الضغط العسكري على حماس يعد أمرا ضروريا لتحقيق هدفين الأول استعادة الرهائن، والثاني تحقيق النصر"، وأضاف "دون الضغط العسكري لن نحقق شيئا".