في اليوم الـ71 من الحرب الإسرائيلية على غزة، نلقي نظرة على عناوين بعض الصحف البريطانية ونتناول أهم ما جاء فيها من موضوعات.
والبداية من صحيفة التايمز، التي نشرت تحليلاً صحفياً، تناولت فيه أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية، والتي وصفتها الصحيفة في تحليلها بأنها أهداف "تبدو غير واقعية".
وأشار التحليل إلى أن القوة النارية والخبرة القتالية للجيش الإسرائيلي، ستعطيه ثقة في قدرته على تدمير حركة حماس والتي يتراوح عدد مقاتليها بين 30– 40 ألف عضو، لكن ما يُعقّد المشهد هو المساحة المحدودة جداً لمنطقة العمليات في قطاع غزة.
وبيّن التحليل أنه أصبح واضحا "أن الخيار الوحيد المتاح للجيش الإسرائيلي للوصول إلى مقاتلي حماس الذين يعملون تحت الأرض هو قصف كل شيء فوقهم".
وارتكز التحليل على عمليتين عسكريتين حدثتا خلال العقود الأخيرة، إذ كانت الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية التي قادتها الولايات المتحدة "مهمة ناجحة في كثير من النواحي"، والتي بدأت منذ إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن نيته "إضعاف تنظيم داعش وتدميره في نهاية المطاف" في عام 2014 وحتى إعلان الرئيس دونالد ترامب هزيمة التنظيم، في 2018.
ويقول التحليل: "مع ذلك، بعد مرور خمس سنوات، ما تزال أيديولوجية داعش تشكل تهديداً قوياً في أجزاء كثيرة من العالم، وتنشط الفروع التابعة للتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق وفي جميع أنحاء أفريقيا، وكذلك في أفغانستان وباكستان".
وجاء في التحليل أن سيناريو "تحويل أفغانستان إلى دولة ديمقراطية" قادرة على الدفاع عن نفسها من دون مساعدة خارجية كان مهمة بعيدة المنال.
ويضيف التحليل أنه "بالرغم من هزيمة حركة طالبان، التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 80 ألف مقاتل فقط، في البداية في عام 2001، لكنها "عادت من مخابئها في باكستان" لتحدّي حكومة كابل المدعومة من الغرب، وبعد عقدين من الهزيمة عادت طالبان إلى السلطة، بعد انهيار الجيش الأفغاني، ومشاهدة أعدائها الغربيين وهم ينسحبون على عجل.
ويعود التحليل في مقاربته إلى الحرب في غزة، ويوضح أن الجيش الإسرائيلي "قصف بشكل منهجي المباني التي تم وضعها في قائمة الأهداف الشاملة للمواقع التي من المعروف أن حماس تعمل منها في الماضي وأثناء النزاع الحالي".
ويؤكد التحليل أنه رغم القصف "ما تزال حماس تعمل كوحدة قتالية، فهي تحتجز حوالي 130 رهينة، وهو ما يعيد الحسابات بشكل دائم أمام المهام القتالية للجيش الإسرائيلي، وقد يجبر قتل هذا العدد الكبير من المدنيين حكومة الحرب الإسرائيلية، على تغيير تكتيكاتها من القصف المكثف إلى الهجمات الدقيقة من قبل القوات الخاصة.
ويصل التحليل إلى نهايته قائلاً: "النصر التكتيكي، مثل قتل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، والقضاء على هيكل قيادته، يمكن أن يكون نصراً كاذباً إذا انتشرت أيديولوجية المنظمة المصنفة كمنظمة إرهابية بين السكان المدنيين ونشأت جماعة جديدة، وظهر جيل جديد من المقاتلين".
انقطاع الاتصالات وتفاقم الجوع يفاقم البؤس في قطاع غزة
وننتقل إلى صحيفة الإندبندنت، التي قالت إن انقطاع الاتصالات الهاتفية والإنترنت، أدى إلى "تفاقم البؤس يوم السبت في قطاع غزة المحاصر"، وأضافت الصحيفة أن "هذا هو أطول حادث من نوعه" في الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وأشارت الصحيفة أن انقطاع خطوط الإنترنت والهاتف منذ مساء الخميس، أعاق تسليم المساعدات وجهود الإنقاذ مع استمرار الحرب.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب أدت إلى تسوية جزء كبير من شمال غزة بالأرض ودفع 85 قي المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى ترك منازلهم، واحتشد النازحون في ملاجئ خاصة في الجنوب وسط أزمة إنسانية متصاعدة.
وبينت الصحيفة أن الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، قد أعربت عن عدم ارتياحها إزاء فشل إسرائيل في الحد من الخسائر في صفوف المدنيين وخططها لمستقبل غزة، وأضافت أن "البيت الأبيض يواصل تقديم الدعم القوي لإسرائيل من خلال شحنات الأسلحة والدعم الدبلوماسي".
وكشفت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قد يزور إسرائيل قريباً لمناقشة "قضية تخفيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع".
وبحسب الصحيفة فإن الولايات المتحدة قد "نجحت في الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وبفتح نقطة دخول ثانية لتسريع عمليات التسليم".
وتنقل الصحيفة عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن زيادة من 38 في المئة إلى 56 في المئة في عدد الأسر النازحة التي تعاني من مستويات شديدة من الجوع في غضون أقل من أسبوعين.
وحول الداخل الإسرائيلي قالت الصحيفة إن مئات المتظاهرين قاموا بإغلاق الطريق السريع الرئيسي في مدينة تل أبيب للمطالبة بعودة الرهائن.
ورجحت الصحيفة أن يؤدي الغضب من القتل الخطأ للرهائن الثلاثة– شبان في العشرينيات من العمر– إلى زيادة الضغط على الحكومة لتجديد المفاوضات بوساطة قطرية مع حماس حول مبادلة المزيد من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن القادة على المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل يقولون إن إطلاق سراحهم لا يمكن أن يتم إلا من خلال الضغط العسكري على حماس، وهو الادعاء الذي بينت الصحيفة أنه "أدى إلى انقسام حاد في الرأي العام".
الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل تخفيف حدة الحرب "في المستقبل القريب"
ونختم جولتنا من صحيفة فايننشال تايمز، التي تناولت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى إسرائيل والتي أبلغ خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أن واشنطن تريد أن يتحول الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة أقل حدة من الحرب مع حماس "في المستقبل القريب".
وتقول الصحيفة أن رغبة واشنطن جاءت في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون إسرائيليون كبار من أن هزيمة حماس ستستغرق أشهراً، ووضعوا رؤية لمستقبل غزة بعد الحرب تختلف بشكل حاد عن الأفكار التي طرحتها الولايات المتحدة، بما في ذلك سيطرة إسرائيل الأمنية الكاملة على القطاع و"الاستيلاء على الأراضي" لصالحها.
وبينت الصحيفة أن البيت الأبيض يريد للجيش الإسرائيلي أن ينتقل من العمليات عالية الكثافة، إلى عمليات أقل كثافة "في المستقبل القريب".
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل أن تكون أكثر دقة في غاراتها التي تستهدف القادة العسكريين لحماس اعتباراً من أوائل شهر يناير/كانون ثاني.
وأوضحت أن المسؤولين الأمريكيين يدعمون جهود إسرائيل الرامية إلى هزيمة حماس، ولكنهم يريدون إنهاء القتال الشامل الذي أودى بحياة العديد من المدنيين في أقرب وقت ممكن.