حثت عائلات بريطانية فلسطينية الحكومة البريطانية على إنشاء نظام تأشيرة يشمل أقاربها الذين تقطعت بهم السبل في غزة.
وأرسلت 80 عائلة إلى وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، رسالة تدعو خلالها إلى وضع خطة مشابهة لنظام تأشيرة الأسرة الأوكرانية.
كما دعت عريضة تحمل أكثر من 22,700 توقيع، نشرت على الموقع الإلكتروني للبرلمان البريطاني، إلى خطة تأشيرات جديدة.
وقالت الحكومة إنها "تعمل على مدار الساعة" لإخراج "الذين يريدون المغادرة" من غزة.
وأضافت في بيان لبي بي سي أن أكثر من 270 مواطناً بريطانياً وعائلاتهم غادروا غزة حتى الآن.
ويحتاج المواطنون البريطانيون حالياً إلى التقدم بطلب للحصول على تأشيرات لأزواجهم أو زوجاتهم وشركائهم وأطفالهم الموجودين في غزة من خلال نظام التأشيرة العائلية الحالي، قبل قدومهم إلى المملكة المتحدة. ويمكن للأطفال البريطانيين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً أيضاً كفالة تأشيرة والديهم.
ويتضمن مسار التأشيرة هذا رسوماً مالية، فعلى سبيل المثال، يحتاج الشخص خارج المملكة المتحدة الذي يرغب في الانضمام إلى زوجته البريطانية إلى دفع ما يقرب من 2,345 دولاراً، وعلاوة على ذلك، هناك أيضاً رسوم صحية إضافية يجب دفعها، وهي لا تقل عن 1,990 دولاراً للبالغين.
وفي معظم الأحيان، لا تشمل هذه الحالات الأقارب مثل الأشقاء وأولياء أمور الأطفال البالغين، وبقية الأسرة الممتدة.
وتم إنشاء نظام الأسرة الأوكراني في مارس/آذار 2022 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، للسماح للأشخاص الفارين من الحرب في أوكرانيا بالانتقال إلى المملكة المتحدة للانضمام إلى أفراد أسرهم، ويشمل ذلك الأقارب من الدرجة الأولى أو الأفراد من العائلة الممتدة، بما في ذلك أحد الوالدين لطفل بالغ.
ويمكنك التقدم مجاناً إلى برنامج الأسرة الأوكراني، والذي أعفي من الرسوم الإضافية كالرسوم الصحية، وبموجب هذا النظام، تم إصدار حوالي 71.400 تأشيرة حتى الآن.
- حرب غزة: ما هو ثمن السلام؟
- فلسطينيون وإسرائيليون يمدون "جسورا لنبذ الكراهية" من لندن
- "أين أمي، أين جدتي وعائلتي، أين ذهبوا؟"
وتدعو الرسالة، التي شارك في كتابتها وتوقيعها مواطنون بريطانيون ومقيمون، وأفراد عائلات في غزة، إلى إنشاء نظام مماثل للفلسطينيين.
وجاء في نص الرسالة: "مع الاعتراف بتعقيدات كل صراع، فإنه من المحبط بالنسبة لنا، كمواطنين بريطانيين ومقيمين في المملكة المتحدة، أن نشهد التباين في رد فعل حكومتنا".
وذكرت الرسالة أن عدم وجود نظام محدد لتأشيرات الدخول للفلسطينيين "يتناقض بشكل صارخ مع الإجراءات السريعة والداعمة التي تم اتخاذها في ظروف مماثلة، كما هو الحال في الصراع الأوكراني".
وأضافت أن الفلسطينيين في المملكة المتحدة "يشعرون حالياً بإحساس عميق بالتخلي والإهمال"، نتيجة لذلك.
وقال إبراهيم عسلية، أحد الموقعين على الرسالة، لبي بي سي، إن والدته البالغة من العمر 71 عاماً محاصرة وحدها في مخيم جباليا للاجئين في غزة.
وأضاف: "إنه وضع فظيع، لا يوجد سوى القصف والقنابل... لقد طُلب منها مرتين مغادرة منزلها للذهاب إلى مكان آخر، لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك كل مرة، لأنها معاقة".
وأشار عسلية إلى أن "الوضع بائس هناك، فلا يوجد طعام ولا ماء. إنهم يتضورون جوعاً".
وكان الدكتور عسلية وزوجته وأبناؤه الخمسة، وجميعهم مواطنون بريطانيون، يزورون والدته في غزة عندما اندلعت الحرب.
وتمكنوا من الخروج عبر معبر رفح الشهر الماضي، لكنه ترك والدته هناك.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان أرسلته إلى بي بي سي: "إننا نعمل بوتيرة سريعة لدعم الأسر البريطانية التي عبرت الحدود إلى مصر، مع التأكد من أنه يمكن للأشخاص الذين تعولهم هذه الأسر- والذين يحتاجون إلى تأشيرة - أن يتقدموا بطلب للحصول عليها، وإجراء الفحوصات المناسبة في مصر في الوقت المناسب".