تنخرط عائلة "نيميشا بريا"، وهي ممرضة من ولاية كيرالا الهندية تواجه عقوبة الإعدام في اليمن، في نضال حثيث من أجل حريتها.
من قلب ولاية كيرالا، جاءت نيميشا إلى اليمن لتجد نفسها متورطة في رحلة من اليأس. تواجه حكم الإعدام في ذلك البلد بتهمة قتل المواطن اليمني، طلال عبده مهدي، في عام 2017، وتتكشف قصة نيميشا على خلفية معركة قانونية مضطربة.
- ياباني محكوم عليه بالموت انتظر نصف قرن حتى تعاد محاكمته
- إعدام رجل يعاني من إعاقة ذهنية في سنغافورة رغم مناشدات بتخفيف الحكم
معضلة الهروب من العقوبة
وسط الحماس الذي يحيط بقضية نيميشا، يبرز سؤالٌ مثير للجدل: هل يمكن الهروب من عقوبة الإعدام في اليمن من خلال تعويض عائلة الضحية مالياً، بدفع الدية؟
إنّ الفكرة المقلقة المتمثلة في أن دفع المال قد يكون بمثابة تذكرة للحرية يتردد صداها من خلال المناقشات المحيطة بمحنة نيميشا.
أهمية الاعتذار
تحت سطح الجانب المالي للقصة يكمن عنصر أكثر عمقاً - سعي نيميشا للخلاص من خلال الاعتذار. وهذا الجانب الرئيسي، الذي غالبا ما تطغى عليه الاعتبارات المالية، يشكل محور كفاحها من أجل العدالة.
في الرحلة الشاقة من أجل حرية نيميشا بريا، تواجه عائلتها تعقيدات النظام القانوني في اليمن. لقد اتخذت حياة الممرضة البالغة من العمر 34 عاما منعطفا غير متوقع، عندما حُكم عليها بالإعدام في السجن المركزي باليمن بتهمة قتل طلال عبده مهدي.
ويتفاقم الوضع مع ظهور نقاشات حول إمكانية إطلاق سراح نيميشا، إذا قامت عائلتها بتعويض عائلة القتيل اليمني. وهذا يثير مخاوف أخلاقية ويرسم صورة قاتمة، مفادها أنه من الممكن شراء طريقة للهروب من عقوبة الإعدام في اليمن.
ومع ذلك، فإنّ التعمق في تعقيدات قضية نيميشا يكشف عن قصة أكثر إثارة للمشاعر. وبعيدا ًعن العناوين والمفاوضات المالية، فإن جوهر الأمر يكمن في الرغبة الصادقة لعائلة نيميشا في تقديم اعتذار لعائلة الضحية. هذه البادرة، المتجذرة في مبادئ طلب العفو، هي النقطة المحورية في جهودهم لتأمين إطلاق سراح نيميشا.
خلفية
اتخذت رحلة نيميشا بريا من ولاية كيرالا إلى اليمن منعطفاً غير متوقع، انتهت بسجنها في السجن المركزي في اليمن. وعلى الرغم من رفض مجلس القضاء الأعلى في اليمن طلبها نقض حكم الإعدام، إلا أن هناك بصيصاً من الأمل في عالم الشريعة الإسلامية. فرصة نيميشا الوحيدة لتجنب عقوبة الإعدام تكمن في الحصول على العفو من عائلة الضحية وتقديم التعويض.
التحديات والمعارك القانونية
ويضيف المشهد السياسي المعقد في اليمن، والذي يتميز بحرب أهلية طويلة الأمد بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية، طبقات من الصعوبة إلى قضية نيميشا. إنّ رفض الحكومة الهندية الاعتراف بالمتمردين الحوثيين يزيد الأمور تعقيداً، ما يخلق عقبات أمام أقارب نيميشا أو أصدقائها الذين يحاولون إنقاذها.
كما أنّ منح محكمة دلهي العليا الإذن لوالدة نيميشا، بريما كوماري، بالسفر إلى اليمن يعكس تطوراً كبيراً في هذه الملحمة القانونية. ومع ذلك، فإنّ توجيهات المحكمة لها بتحمل المسؤولية عن أمنها يسلط الضوء على طبيعة الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
دلالة تاريخية
وتبرز قضية نيميشا بريا باعتبارها حالة شاذة في تاريخ اليمن، حيث يعتبر الإعدام الفوري هو القاعدة في قضايا القتل. التأخير في تنفيذ الحكم يثير الدهشة، ويثير تساؤلات حول تفرد هذا الوضع.
اهتمام وسائل الإعلام وحملات الدعم
يلعب صامويل جيروم، أخصائي اجتماعي في اليمن، دوراً حاسماً في تسليط الضوء على قضية نيميشا. وتهدف جهوده، إلى جانب جهود حملة مجلس العمل الدولي لإنقاذ نيميشا بريا، إلى إعادة تشكيل سردية بالقضية. ويشددون على أنّ طلب العفو أمر بالغ الأهمية، ما يتحدى التصور القائل بأن التعويض المالي هو الحل الأساسي.
الرحلة القادمة والأمل في الخلاص
وتحمل رحلة بريما كوماري الوشيكة إلى اليمن، المقرر إجراؤها في شهر يناير/كانون الثاني، وعداً بتحقيق انفراجة. إنّ قرار المحكمة العليا في دلهي، إلى جانب الجهود المتواصلة التي يبذلها مجلس العمل الدولي لإنقاذ نيميشا بريا، يغذي التفاؤل بشأن إطلاق سراح نيميشا في نهاية المطاف.
عزيمة أم
إنّ تصميم بريما كوماري الثابت على إنقاذ ابنتها يسلط الضوء على المأساة الإنسانية، التي تكمن في قلب هذه المعركة القانونية. تصميمها على مواجهة التحديات في اليمن، على الرغم من حالة الحرب السائدة، ينبع من حب الأم والأمل في لم شمل نيميشا مع ابنتها الصغيرة.
وفي مواجهة الحزن الذي لا يمكن تصوره، تطالب بريما كوماري بتفهم قضية ابنتها، مبرزة رحلة نيميشا من الفقر إلى أرض أجنبية سعياً لحياة أفضل. وهي لا تزال ثابتة على قناعتها بأن طلب العفو، وليس مجرد دفع مبلغ من المال، هو الجوهر الحقيقي لسعيهم إلى العدالة.