نشرت الأوبزرفر تقريرا لكل من مراسلها في رام الله سفيان طه، ومراسلها في جنين جيسون بيرك بعنوان "نحن المقاومة: حماس تعلن التحدي في جنازات الضحايا في جنين".
يصف التقرير الحال بعد تشييع إحدى الجنازات في جنين، حيث بدأ المشاركون التفرق في شوارع وسط المدينة، البعض ذهب للمسجد، والبعض إلى منازلهم، وبعضهم اتجه لشراء العصائر أو الشاي، من الباعة المتجولين، لكن الكثيرين كانوا يحملون السلاح، وكلهم من الشباب.
ويشير التقرير إلى أن هذا المشهد جاء بعد يوم واحد من اقتحام إسرائيل المدينة، الواقعة شمال الضفة الغربية، وهو ما انتهى إلى اشتباك ضخم شهد سقوط 14 قتيلا فلسطينيا، بينهم على الأقل مدنيان، وبين المصابين مسعفة تبلغ من العمر 31 عاما، كانت تحاول مساعدة مصاب آخر، وأحد عمال البناء.
ويواصل التقرير أن الجيش الإسرائيلي أوضح من جانبه أنه اعتقل "أحد قادة الإرهابيين، ودمر خلية إرهابية" وفكك بنيتها التحتية وصادر كمية من الذخائر والقنابل.
ويصف التقرير الوضع الحماسي خلال تشييع الضحايا، حيث يقول أحد الشباب بينما تلمع عيناه من وراء القناع القماشي الذي يضعه على وجهه، "نحن مقاومة الاحتلال في كل مكان، في غزة، في الضفة، كلنا واحد".
ويعرج التقرير على أن القوات الإسرائيلية والمستوطنين قتلوا 176 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بداية الحرب في غزة الشهر الماضي، بينما تسببت هجمات للفلسطينيين في مقتل 3 إسرائيليين، وذلك حسب إحصاءات الأمم المتحدة، بينما اعتقلت إسرائيل أكثر من 2500 فلسطيني في الضفة الغربية، اتهمتهم بتدبير هجمات ضدها.
ويشير التقرير إلى مسألة خلافة محمود عباس البالغ من العمر 87 عاما، واعتقاد الكثير من المراقبين أن أقرب المرشحين هو حسين الشيخ، أحد أقرب مساعديه، رغم أن مروان البرغوثي، يعد الأكثر شعبية - رغم أنه رهن الاعتقال في أحد سجون إسرائيل لفترة طويلة - ويصفه الفلسطينيون بأنه "مانديلا فلسطين".
ويضيف التقرير أن مؤيدي السلطة الوطنية الفلسطينية، يقولون إنها أسست أصلا كسلطة انتقالية لبناء مؤسسات الحكم والسلطة اللازمة لقيام دولة فلسطينية، لكن ذلك لم يحدث، بينما يعترفون بأن حماس كسبت الكثير من الشعبية.
ويواصل التقرير أن جنين تحولت إلى هدف للقوات الإسرائيلية حيث يوجد مئات المسلحين التابعين لحماس، وهو ما يطرح تحديا كبيرا في مواجهة الحكومة الإسرائيلية، وهدفها المعلن بمحو حركة حماس، وتدمير بنيتها التحتية.
"حل الدولتين"
في الغارديان نطالع مقالا لأحمد سميح خالدي بعنوان "كمفاوض فلسطيني سابق أعرف أن حل الدولتين الذي اقترحه بايدن خداع صرف".
يقول الكاتب إنه لا يبدو أن هناك نهاية للّعبة السياسية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية وتقتل خلالها الناس في غزة، بدعم من حلفائها الغربيين، بدعوى أنها تدافع عن نفسها، وبغض النظر عن الدعاوى المتشددة التي تطالب بإخلاء القطاع من السكان تماما، أو قصفه بالنووي، إلا أن هناك هدفان يمكن استخلاصهما من الموقف الإسرائيلي حتى الآن.
ويقول الكاتب إن الهدف الأول لإسرائيل هو أن حركة حماس يجب أن يتم محوها بشكل تام، وإنهاء وجودها العسكري والسياسي في قطاع غزة، أما الهدف الثاني هو عدم السماح بالعودة إلى الوضع الراهن في المستقبل، بما يعني أن النظام الذي سيلي حماس، يجب أن يكون مستقرا ومتفاهما مع إسرائيل.
ويوضح الكاتب أنه رغم الفارق الواضح على المستوى العسكري بين إسرائيل وحماس، إلا أن الحركة متغلغلة عسكريا واجتماعيا في القطاع، كما أن لها انتشارها في الإقليم ولها الكثير من المؤيدين، من بين الحركات الأكثر توسعا، والأضخم مثل الإخوان المسلمين، وهو ما يعني أن الحركة قادرة على تجديد نفسها في المجتمع الفلسطيني.
ويخلص الكاتب إلى مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة آخرين، بفكرة حل الدولتين، ما يعني على المستوى الفعلي أن تحل قوات حفظ سلام عربية في قطاع غزة، بعد نهاية الحرب، وتولي السلطة الوطنية إدارة قطاع غزة مع الضفة الغربية، ثم إعادة إحياء عملية السلام، إضافة إلى دفع عملية التطبيع بين إسرائيل والرياض، مع ضخ المال السعودي لإعادة بناء القطاع المدمر.
ويعتبر الكاتب أن هذا الأمر محض خداع، فأي سلطة دائمة أو شبه دائمة لحفظ الأمن في غزة نتيجة لعمل عدائي ضد حركة حماس أو أي حركة من حركات المقاومة سيتم النظر إليها من جانب الشعب الفلسطيني على أنها احتلال وسلطة غاشمة، تعمل لصالح إسرائيل، وهو أمر لا يمكن أن يكون جاذبا للكثير من المشاركين على المستويين العربي والفلسطيني.
ويشير الكاتب إلى أن أكبر عقبة تواجه حل الدولتين هي إسرائيل نفسها، لأن أي خطوة حقيقية في هذا الاتجاه يجب أن تكون مبنية على تغيير واقعي في الوضع الراهن على الأرض، وهو دولة واحدة وهي إسرائيل، ناهيك عن أن الهجوم الأخير لحماس على إسرائيل سيقوم في الغالب بدفع المجتمع الإسرائيلي نحو المزيد من التشدد، علاوة على وجود أكثر من 750 ألف مستوطن في الضفة الغربية، والقدس الشرقية.
ويخلص الكاتب إلى أن إدارة بايدن بعد دعمها المستمر لإسرائيل في ارتكاب المذابح، ضد الفلسطينيين، من الصعب عليها أن تقنع أحدا بالحديث عن السلام، كما أنها تفتقد الثقل الكافي لرسم الخطوط الفاصلة والتي ترضي الطرفين بحيث تضمن لإسرائيل الأمن وتلبي الحد الأدنى لمطالب الفلسطينيين، بحيث يعلنوا دولة مستقلة.
"الكثير من الضحايا"
الفانيننشال تايمز نشرت تقريرا لعدد من مراسليها بعنوان "بلينكن يقول إن الكثير من الضحايا يسقطون في حرب حماس وإسرائيل".
يقول التقرير إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تلقي الضوء على الضغوط الدولية التي يمارسها المجتمع الدولي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، التي توصف بأنها الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل، بسبب تزايد أعداد الضحايا.
ويضيف التقرير أن التصريحات جاءت الجمعة بعدما قال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قصفت مستشفيات في شمال غزة، حيث يقيم آلاف النازحين فرارا من الغارات الإسرائيلية.
وينقل التقرير عن بلينكن قوله خلال زيارته للهند "يجب بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين والتأكد من إيصال المساعدات لهم، وقد قتل الكثير من الفلسطينيين، ويعاني الكثيرون بشدة خلال الأسابيع الماضية".
ويعرج التقرير على أن تصريحات بلينكن ليست الوحيدة، بهذا الصدد، فقد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حوار مع بي بي سي، إن إسرائيل يجب أن "توقف قتل المدنيين والرضع في فلسطين"، وهو ما يعني أن تصريحات بلينكن تضع المزيد من الضغط الدولي على إسرائيل، ونظامها القضائي، للتحقيق في الإجراءات التي تتم خلال الحرب.
ويشير التقرير إلى أنه رغم أن الولايات المتحدة لم تطالب حتى الآن بوقف إطلاق النار في غزة، إلا أنها تطالب بهدنة إنسانية، بشكل متكرر، للسماح بتمرير المزيد من المساعدات الإنسانية، والطبية إلى داخل القطاع المحاصر بشكل تام، كما أن واشنطن أعلنت عن رؤية مختلفة تماما لطبيعة إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وهي الرؤية التي تختلف تماما عن رؤية إسرائيل.
ويوضح التقرير أن الولايات المتحدة ترغب في تولي السلطة الوطنية، إدارة الأوضاع في قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب، وذلك في أعقاب 16 عاما من حصار القطاع بشكل قوي، ما أدى لإفقار السكان دون أن يضعف ذلك من حركة حماس، أو يفكك بنيتها التحتية.
وعلى الجانب الآخر يختم التقرير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام الإسرائيلية إنه بعد انتهاء الحرب في غزة "ستكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على قطاع غزة ويتضمن ذلك نزع السلاح بشكل تام".