تسابق المؤسسة الإنسانية الإغاثية الدولية التابعة للأمم المتحدة الزمن من أجل إنقاذ المدنيين في قطاع غزة وتوفير الاحتياجات الإنسانية لهم، في ظل الحصار الإسرائيلي للقطاع و دخول القليل من المساعدات الإنسانية، واستمرار القصف ونزوح أكثر من مليون مواطن داخل غزة.
ويعاني سكان القطاع من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية ومياه الشرب إلى جانب الإمدادات الطبية، وناشدت منظمات دولية العالم بالتدخل لفتح ممرات إغاثة إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات للسكان في القطاع.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بضرورة إدخال الوقود إلى قطاع غزة، ووقف إطلاق نار إنساني.
وقال غوتيريش خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، في نيويورك، إنّ حجم الكارثة في غزة تحتم ضرورة وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنّ الأمم المتحدة تعمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح.
من جانبها وجهت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، نداءً عاجلاً من معبر رفح الحدودي يوم الأحد، من أجل ضمان وصول آمن وموسع للمساعدات الإنسانية إلى غزة، مع تزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير وانخفاض الإمدادات الغذائية الحيوية بمستويات خطيرة.
ماذا نعرف عن أول عملية أردنية لإنزال مساعدات جوية للمستشفى الأردني في غزة؟
حرب غزة: ما هي المساعدة التي يحتاجها أبناء القطاع؟
"المساعدات التي وصلت غزة عبر معبر رفح نقطة في بحر"
وأطلق غوتيريش، نداءً إنسانياً لجمع 1.2 مليار دولار لمساعدة غزة، محذراً من أن القطاع يتحول إلى "مقبرة للأطفال"
وقدر مكتب تنسيق العمليات الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، الحاجات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية بحوالي 1.2 مليار دولار حتى نهاية 2023 .
وجدد غوتيريش المطالبة بالسماح بدخول المزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى غزة "على نحو آمن وعاجل، وعلى النطاق الذي تتطلبه الحاجة الآن".
يأتي هذا في ظل رفض إسرائيلي لدخول الوقود إلى القطاع، فيما يتم السماح فقط بدخول كميات قليلة من المساعدات لا تكفي احتياجات السكان بحسب المنظمات الأممية، وكانت أكبر قافلة مساعدات قد دخلت من مصر عبر معبر رفح بعدد 47 شاحنة تحتوي على المواد الغذائية ومساعدات إغاثية وأدوية ومستلزمات طبية بالتعاون مع الهلال الأحمر.
مساعدات جوية
وأرسل الأردن مساعدات طبية إلى غزة باستخدام الطائرات العسكرية، إذ أعلن الملك عبدالله الثاني، أنّ سلاح الجو في القوات المسلحة تمكن في منتصف ليلة الاثنين، من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جواً للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند المبيضين، في تصريحات سابقة لبي بي سي إنه "تم التواصل مع جميع الأطراف المعنية والتنسيق معهم لإجراء عملية إنزال المساعدات الطبية والدوائية للمستشفى"، مبينا أن "العملية كانت صعبة وتطلبت ترتيبات لوجيستية معقدة".
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية، عليا زكي، إن "المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة حتى الآن تشكل نسبة ضئيلةً جداً مقارنة بحجم الاحتياجات في القطاع. كما نبهت إلى التحديات التي تواجهها المخابز التي تعمل مع البرنامج في ظل شح الوقود."
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، قد أعلن مؤخراً أن غزة تحتاج على الأقل 100 شاحنة مساعدات يومياً لتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان.
في حين كشف الأمين العام للأمم المتحدة أن ما يزيد قليلاً على 400 شاحنة عبرت إلى غزة خلال الأسبوعين الماضيين دون إمدادات الوقود، مقارنة مع 500 شاحنة في اليوم الواحد قبل الحرب.
ومن جانبه علق إياد نصر، المتحدث الإعلامي السابق لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، على الموقف بأن هناك "عجزاً دولياً لمواجهة الأزمة في غزة أو وقف آلة الحرب الإسرائيلية".
وبلغ إجمالي عدد الطائرات التي تحمل المساعدات لصالح قطاع غزة واستقبلها مطار العريش في مصر أكثر من 61 طائرة، وصلت خلال الأسابيع الماضية، وتم نقلها بشاحنات عبر معبر رفح.
وتحمل هذه الطائرات أكثر من 1500 طن من المساعدات، مقدمة من 19 دولة و 14 منظمة دولية.
وخزنت المساعدات في سبعة مخازن مؤمنة في مدينة العريش القريبة من معبر رفح البري، مع توقع زيادة تدفق هذه المساعدات خلال الأيام القادمة.
هدنة مؤقتة
طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعلان توقفات تكتيكية للقتال في غزة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كربي، يوم الاثنين، إنّ واشنطن ستواصل المحادثات مع إسرائيل بشأن "هدنة مؤقتة في غزة ونحن في بداية المحادثات".
وأوضح إياد نصر، المتحدث الإعلامي السابق لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أنّ "الحروب دائما يكون لها حدود وقد تحطمت هذه الحدود في قطاع غزة، و انتهكت اتفاقيات جنيف بالكامل بكل حرف وكل كلمة فيها، بما نراه يحدث في قطاع غزة، لذلك يجب العمل سريعاً على وقف آلة الحرب الدائرة".
مؤكداً أنّ الحل في قطاع غزة ليس عسكرياّ وليس حربياّ وليس الإغلاق والحصار، ويجب منح الناس الفرصة ليعيشوا مثل باقي البشر، فالشباب يشعر باليأس ولا توجد فرصة عمل أو فرصة للحياة أو مخرج من هذا الوضع.
وقالت عليا زكي المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إنه "بدون الوقود فلن تعمل المستشفيات أو المخابز، مشيرةً إلى أنّ "هناك 4 مخابز فقط تعمل في القطاع بأسره" بعد أن كان هناك 23 مخبزاً يعمل مع البرنامج في بداية التصعيد.
ويعمل برنامج الأغذية العالمي على توسيع نطاق جهوده للوصول إلى أكثر من مليون شخص بالمساعدات الغذائية العاجلة في الأسابيع القليلة المقبلة، وحسب بيان البرنامج، فإن أكثر من 650 ألف شخص في غزة والضفة الغربية تلقوا مساعدات غذائية ونقدية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.