واشنطن: ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل مفاجىء زيارة محلية والتقى فريق الأمن القومي الاثنين فيما يدرس دعوة لزيارة اسرائيل لإظهار الدعم لها في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة.
كان من المقرر ان يزور بايدن كولورادو لكنه قرر في اللحظة الأخيرة البقاء في البيت الأبيض لعقد هذه اللقاءات وسط تزايد المخاوف من احتمال توسع النزاع الى حرب أشمل في الشرق الأوسط.
دعوة
أكد البيت الأبيض أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو دعا بايدن لزيارة اسرائيل بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/اكتوبر الذي أسفر عن أكثر من 1400 قتيل، لكنه قال انه ليس هناك خطة للسفر بعد.
توقيت أي زيارة سيكون بالغ الحساسية مع استعداد اسرائيل لعملية برية في قطاع غزة بعد ضربات وغارات جوية أوقعت 2750 قتيلا على الأقل.
وقال البيت الأبيض إن بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس "أبلغا من قبل فريق الأمن القومي بآخر التطورات بعد هجوم حماس البغيض في اسرائيل والنزاع الناتج منه في غزة".
بيرنز
وأضاف أن الإحاطة قادها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) بيل بيرنز ومديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان والتي انضم اليها مدير مكتب بايدن، جيف زاينتس ونشر صورة للاجتماع في المكتب البيضوي على وسائل التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك فيما ذكرت عدة وسائل إعلامية أميركية بينها "أكسيوس" و"سي إن إن" أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يناقشون احتمال سفر بايدن إلى إسرائيل هذا الأسبوع.
كان من المقرر أن يسافر بايدن (80 عامًا) إلى كولورادو لزيارة مصنع توربينات الرياح والترويج للانتعاش الاقتصادي والرسائل المؤيدة للبيئة في إطار حملته لانتخابات العام 2024.
إلغاء الزيارة في اللحظة الأخيرة أمر غير معتاد ولا سيما ان الرحلات الرئاسية تكون عادة مخططة بشكل دقيق، وكان مفاجئا لدرجة أن مسؤولي البيت الأبيض كانوا قد نشروا قبل ساعات فقط تفاصيل عن زيارة كولورادو.
كيربي
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الوطني جون كيربي لشبكة "سي إن إن" إن بايدن "سيبقى مركزا على ما يحصل بين اسرائيل وحماس".
وأضاف "بالنسبة لاسرائيل، كان هناك دعوة من رئيس الوزراء لكن مرة أخرى - لا يوجد سفر للتحدث عنه في الوقت الراهن".
بلينكن
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن موجود في القدس حاليا، في ثاني زيارة له الى اسرائيل خلال أقل من أسبوع، بعد جولة عربية سعى خلالها لحشد تأييد ضد الحركة والبحث عن سبل لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة.
وبعد أربعة أيام من زيارة تضامن الى تل أبيب بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عاد بلينكن للقاء المسؤولين الاسرائيليين في ظل تحضيرات واسعة تقوم بها الدولة العبرية لعملية برية في القطاع المحاصر.
تعهد بايدن مرارا تقديم دعم قوي لإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الوثيقة، في ردها على الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من غزة وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين.
أطلقت إسرائيل التي شهدت الهجوم الأكثر دموية في تاريخها، حملة ضربات على قطاع غزة أدت الى مقتل 2750 شخصا على الاقل معظمهم مدنيون، والى دمار كبير.
تزداد المخاوف من احتمال دخول حزب الله اللبناني المدعوم على غرار حماس من ايران على خط المواجهة مع حصول بعض المناوشات على الحدود الشمالية لاسرائيل.
وقال كيربي "من المثير للقلق احتمال فتح بعض الجبهات الشمالية".
وأضاف "حتى هذا الصباح، لم نر أي مؤشرات قوية الى أن حزب الله قرر التدخل وفتح جبهة ثانية فعليا".
وقد أرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات - "يو إس إس جيرالد آر فورد"و"يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" - إلى المنطقة لردع الأطراف الأخرى عن الضلوع في النزاع.
وأوضح كيربي أن بلينكن يعمل في هذا الوقت "بجهد كبير جدا في المنطقة" لمحاولة تأمين فتح معبر رفح إلى قطاع غزة من مصر، وهو ما سيسمح بدخول المساعدات وخروج الأجانب.
وقالت الولايات المتحدة تكرارا انها لا تعتزم نشر قوات على الأرض لدعم اسرائيل لكنها زادت من إظهار الدعم للدولة العبرية مع تدهور الوضع.
لكن بايدن حذر في مقابلة بثت الاحد من إن أي تحرك من جانب إسرائيل لاحتلال قطاع غزة مرة أخرى سيشكل "خطأ فادحا".
وكان بايدن زار منطقة حرب أخرى هي اوكرانيا في شباط/فبراير الماضي، في رحلة تم التحضير لها بسرية تامة. وزار اسرائيل آخر مرة في تموز/يوليو 2022.