: آخر تحديث
تمكن من زعزعة مواقع أردوغان في الدورة الأولى من الانتخابات

كيليتشدار أوغلو... وحلم إنقاذ الديموقراطية في تركيا

65
37
36

اسطنبول: كمال كيليتشدار أوغلو مناهض للرئيس التركي رجب طيب اردوغان وتمكن من زعزعة مواقعه في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية ويحلم بأن يكون منقذ الديموقراطية التركية التي تضررت من عقدين من سلطة بدون منازع.

لكن لا يزال أمام كيليتشدار أوغلو مرشح المعارضة الموحدة، الكثير ليفعله الأحد 28 أيار/مايو في مواجهة الرئيس التركي الذي يبدو، في هذه المرحلة، غير قابل للإزاحة.

في الدورة الأولى من الانتخابات، نال زعيم حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي-ديموقراطي) 44,9% من الأصوات مقابل 49,5% لاردوغان مرغما إياه على خوض دورة ثانية للمرة الأولى.

في مواجهة رئيس الدولة، شدد هذا الموظف الرسمي السابق البالغ من العمر 74 عاما لهجته هذا الأسبوع حول مصير اللاجئين ومسألة الإرهاب، خلافا لأسلوبه الهادىء الذي اعتمده خلال حملته الانتخابية للدورة الأولى في محاولة لاستمالة القاعدة الناخبة للقوميين.

هذا المرشح الذي لطالما بنى صورة رجل شخصية عامة لا تتمتع بالكاريزما، طوّر حتى الآن رؤيته خلال تجمعاته الانتخابية وخصوصا في أشرطة فيديو بسيطة ينشرها كل مساء على شبكات التواصل الاجتماعي.

هذه الاستراتيجية يبدو انها أعطت نتائج حيث ان استطلاعات الرأي تظهر انه في موقع جيد. لكن نتائج الدورة الأولى خلفت اجواء مخيبة للآمال.

قال كيليتشدار أوغلو "سأحمل القانون والعدالة الى هذا البلد. سأحمل التهدئة" واعداً بـ"الربيع".

كما يطرح أبرز معارض لاردوغان نفسه كمكافح للفساد في السياسة التركية مندداً منذ سنوات بهذه الآفة المستشرية بحسب قوله في أعلى هرم السلطة.

ووعد بانه في حال انتخابه سيدفع فواتير الماء والكهرباء وسيفضل قصر جانكايا الرئاسي التاريخي على القصر الفخم المكون من 1100 غرفة الذي بناه اردوغان على تلة مشجرة في أنقرة.

تعهد كمال كيليتشدار أوغلو أيضا بعدم مصادرة السلطة مؤكدا انه "بعد إعادة الديموقراطية" والحد من سلطات الرئيس سيتخلى عن كل شيء للاهتمام بأحفاده.

كسر أحد المحرمات
منذ ان تولى رئاسة حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، قام بتغيير نهج الحزب من خلال محو صورته العلمانية المتشددة.

هكذا في 2022 اقترح مشروع قانون لضمان حق النساء التركيات في وضع الحجاب، سعيا منه لاستمالة القاعدة المحافظة.

المرشح الذي ولد لعائلة متواضعة في مقاطعة تونجلي المتمردة تاريخياً (شرق) ذات الأغلبية الكردية والعلوية، أراد في موازاة ذلك كسب أصوات الأكراد الذين يطلق كثيرون منهم عليه اسم "بيرو"، مثل استحضار لكلمة جد او شخصية دينية علوية.

خلال الحملة، كسر أحد المحرمات بعدما كشف في شريط فيديو انتشر على نطاق واسع، انتماءه الى الطائفة العلوية.

هذا الخبير الاقتصادي الذي تولى لفترة رئاسة الضمان الاجتماعي التركي في التسعينيات، كان يعتبر حتى الآن غير قادر على الفوز بانتخابات.

فوز مزدوج
لكن الفوز المزدوج في 2019 لمرشحي حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البلدية في اسطنبول وأنقرة، الذي شكل نكسة غير مسبوقة لرجب طيب اردوغان وحزبه، يعود الفضل فيه اليه بشكل كبير.

متسلحاً بهذا النجاح، تمكن هذه السنة من أن يجمع حوله ستة تنظيمات معارضة وان ينال دعم أبرز حزب مؤيد للاكراد.

أحاط نفسه خلال الحملة برئيسي بلدية اسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش وهما يحظيان بشعبية واسعة ويريد تعيينهما نائبين للرئيس في حال فوزه وأعاد تشكيل فريقه حول إمام أوغلو في الدورة الثانية.

في كل من تجمعاته الانتخابية، كان كمال كيليتشدار أوغلو يتوجه الى مناصريه راسماً علامة "قلب بأصابعه" ما أصبح شعار حملته.

لكن هذا الرمز المحبب ووعوده بانهاض الاقتصاد لم تكن كافية لكي يتقدم على الرئيس الحالي.

ويحب كمال كيليتشدار أوغلو تقديم نفسه كرجل يتحلى بالصبر والمثابرة، وهما صفتان سيكون عليه استخدامهما مجدداً لحشد الناخبين وصولا حتى 28 أيار/مايو اذا كان يأمل في هزم منافسه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار