ارتفع عدد القتلى إلى 87 على الأقل بعد تفجير انتحاري بمسجد استهدف رجال شرطة في مدينة بيشاور بباكستان.
يقع المسجد داخل مقر للشرطة شديد الحراسة، ويجري تحقيق في كيفية دخول المفجر إلى مكان الحادث.
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني وقادة آخرون الهجوم الذي وقع الاثنين - وهو أحد أسوأ الهجمات في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ونفت حركة طالبان الباكستانية أي ضلوع لها في الأمر بعد ادعاء أولي من جانب أحد قادتها.
وقال رئيس الوزراء شهباز شريف: "يريد الإرهابيون بث الخوف من خلال استهداف من يقومون بواجب الدفاع عن باكستان". وأعلن يوم حداد وطني.
ويوم الثلاثاء، كان رجال الإنقاذ ما زالوا يعملون على إخراج المصلين المدفونين تحت الأنقاض، وقال متحدث لبي بي سي إن العملية ستستمر لمدة ثلاث ساعات أخرى.
وقال محمد بلال فايزي: "عملية الإنقاذ مستمرة منذ أكثر من 18 ساعة".
وأضاف: "تم انتشال 20 جثة أخرى، ويُخشى أن تكون هناك بعض الجثث الأخرى تحت الأنقاض".
وشاهدت بي بي سي سيارات الإسعاف وهي تهرع داخل وخارج المجمع كل بضع دقائق.
وأكد متحدث باسم أحد المستشفيات أن أكثر من 100 شخص ما زالوا مصابين.
من ناحية أخرى، تم تشييع جنازات أكثر من 20 ضابط شرطة، وكانت توابيتهم ملفوفة بالعلم الباكستاني، كما بدأت عائلات القتلى باستلام جثامينهم.
وقال قائد شرطة بيشاور، محمد إعجاز خان، لوسائل إعلام محلية في وقت سابق إن ما بين 300 و400 من ضباط الشرطة كانوا في المنطقة وقت وقوع الحادث.
يقع المسجد في واحدة من أكثر المناطق التي تخضع لحراسة شديدة في المدينة، التي تضم مقرات للشرطة ومكاتب للاستخبارات ومكافحة الإرهاب. ويوم الثلاثاء، اصطفت وسائل الإعلام المحلية على الطريق خارج البوابات - وهو أقرب مكان يسمح الأمن بالتواجد فيه.
وقال شريف إن من يقفون وراء الهجوم "لا علاقة لهم بالإسلام". وأضاف: "الأمة كلها تقف متحدة في مواجهة خطر الإرهاب".
وأنهت حركة طالبان الباكستانية - وهي جماعة منفصلة عن حكومة طالبان الأفغانية - وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتصاعد العنف في البلاد منذ ذلك الحين.
ووقع انفجار يوم الاثنين في حوالى الساعة 13:30 (08:30 بتوقيت غرينتش) خلال صلاة الظهر في المدينة الشمالية الغربية القريبة من حدود البلاد مع أفغانستان.
انهار جدار كامل للمبنى، وغطى الطوب والحطام المسجد، بينما كان الناس يتسلقون فوق الأنقاض للفرار.
وبعد ساعات من الانفجار، شاهدت بي بي سي منشأة مليئة بالجرحى، وكان كثيرون منهم لا يزالون يرتدون زي الشرطة.
وكان بعضهم مغطى بمراهم الحروق، وجلدهم أحمر بسبب الحروق الناجمة عن الانفجار. وأصيب آخرون بكسور في العظام جراء سقوط الأنقاض.
وقال رجل إنه لا يزال غير قادر على السمع بسبب صوت الانفجار. وقال رجل آخر إنه تم إنقاذه بعد أن حوصر تحت الأنقاض لمدة ساعة تقريبا.
وتوجه رئيس الوزراء إلى بيشاور في زيارة طارئة، حيث سيطلعه المسؤولون المحليون على آخر المستجدات، وسيزور المصابين.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالهجوم، وقالت المتحدثة باسمه: "من المثير للاشمئزاز أن يقع مثل هذا الهجوم في مكان للعبادة".
ووقع الهجوم على المسجد في بداية أسبوع مهم للدبلوماسية الباكستانية.
وكان من المقرر أن يزور رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد آل نهيان، إسلام أباد يوم الاثنين، لكن الرحلة ألغيت في اللحظة الأخيرة بسبب سوء الأحوال الجوية.
ويوم الثلاثاء، من المقرر أن يزور وفد من صندوق النقد الدولي باكستان، كجزء من عملية منح البلاد قرض لإنقاذها من التخلف عن سداد الديون.
وفي مارس/آذار الماضي، كانت بيشاور هدفا لتفجير آخر أسفر عن مقتل العشرات في مسجد للمسلمين الشيعة في الدولة ذات الأغلبية السنية.
وفي العاصمة إسلام أباد، أعلنت الشرطة حالة التأهب القصوى، وقالت إنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع نقاط الدخول والخروج في المدينة.