القدس: أعلنت الرئاسة الإسرائيلية الجمعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتانياهو الذي تصدر حزبه انتخابات الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، سيكلف الأحد رسمياً تشكيل الحكومة.
وقالت الرئاسة في بيان أن "رئيس الدولة اسحق هرتسوغ أنهى اليوم بعد ثلاثة أيام من المشاورات مع ممثلي الأحزاب المنتخبين في الكنيست".
وأوصت غالبية من النواب يبلغ عددهم 64، بمنح نتانياهو تفويضًا لتشكيل حكومة وسيتسلمه بموجب ذلك، الأحد.
وسيكون أمام نتانياهو 28 يومًا لتجميع فريقه الوزاري ويمكن أن يحصل على 14 يومًا إضافية إذا لزم الأمر.
ونتانياهو متهم بقضايا فساد تتعلق "بخيانة الأمانة والرشوة" لكنه ينفي هذه التهم.
مفاوضات مع الحلفاء
بدأ زعيم حزب الليكود الجمعة الماضية مفاوضات مع حلفائه من اليمين المتدين واليمين المتطرف لتشكيل حكومة يرجّح أن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
تصدر نتانياهو نتائج الانتخابات التي أظهرت حصول حزب الليكود برئاسته على 32 مقعداً، فيما حصل الحزبان المتدينان المتشددين "يهودوت هتوراه" لليهود الاشكناز الغربيين وحزب "شاس" لليهود الشرقيين السفرديم على 18 مقعدًا، وتحالف اليمين المتطرف "الصهيونية الدينية" على 14 مقعداً.
وتشغل هذه الأحزاب والتحالفات 64 مقعدا وهي أغلبية مستقرة في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، ما يعني أنها قد تسدل الستار على حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي.
كانت الانتخابات الأخيرة الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف في بلد منقسم سياسيًا.
ويتطلع حلفاء نتانياهو إلى حقائب وزارية بارزة ، الأمر الذي يثير مخاوف بالفعل.
الأحزاب المتفاوضة
حزب شاس اليهودي الشرقي المتشدد برئاسة ارييه درعي الذي حصل على 11 مقعدًا ويتوقع ان يضطلع بدور محوري في مفاوضات الائتلاف ويركز درعي على وزارتي الداخلية أو المالية وفقًا للصحافة.
أدين ارييه درعي بالتهرب الضريبي في عام 2021 وكان قد سُجن في السابق بتهمة الفساد.
ويطالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير وهو الذي لطالما طالب بضم كامل الضفة الغربية بتولي حقيبة الأمن العام وهو منصب سيجعله مسؤولاً عن الشرطة.
وكان بن غفير قد جدد مؤخراً دعواته للأجهزة الأمنية لاستخدام مزيد من القوة في مواجهة الفلسطينيين.
أما بتسلئيل سموطريتش من تحالف الصهيونية الدينية فيطالب علناً بوزارة الدفاع.
وكانت وسائل اعلامية ذكرت أن الرئيس إسحق هرتسوغ يعمل على تشجيع منافسي نتانياهو ولا سيما رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس على تشكيل حكومة وحدة من شأنها تهميش زعيم حزب القوة اليهودية المثير للجدل والمحرض المعادي للعرب إيتمار بن غفير.
ونفى هرتسوغ هذه المعلومات.
لكن خلال مقابلته مع اليمين المتطرف الخميس وفي بث مباشر أخبرهم أنه تلقى "أسئلة من المواطنين الإسرائيليين وزعماء العالم ... أسئلة حساسة للغاية حول حقوق الإنسان".
وقال الرئيس هرتسوغ للنائب بن غفير، المعروف بشكل خاص بخطاباته الهجومية المعادية للعرب، "هناك صورة معينة لك ولحزبك وأنا أقول هذا بكل أمانة، تبدو مثيرة للقلق من نواح كثيرة".
وتطرق هرتسوغ إلى المسجد الاقصى الذي يسميه اليهود جبل الهيكل ويقوم بن غفير بزيارات تستفز المسلمين وتثير التوتر. وقال هرتسوغ "يثير موضوع جبل الهيكل تساؤلات كثيرة في العالم الإسلامي بأسره، وبما أننا نريد السلام مع جيراننا، فإن هذه القضية حساسة".
شارك بن غفير في احتفال الخميس في القدس لتكريم الحاخام المتطرف مئير كهانا الذي حُظرت حركته كاخ في إسرائيل، بعد مقتل 29 فلسطينيا في الخليل بالضفة الغربية المحتلة عام 1994 على يد أحد أنصاره باروخ غولدشتاين.
"بغيضة"
واعتبرت واشنطن مشاركته في هذا الحفل "بغيضة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة لا تزال "قلقة، كما قلنا من قبل، بشأن الإرث الذي خلفه "كهانا حاي واستمرار استخدام خطاب اليمين المتطرف" . ودعا أيضًا "جميع الأطراف إلى" ممارسة ضبط النفس والامتناع عن الأعمال التي لا تؤدي إلا إلى تفاقم التوتر".
نتانياهو الذي ظل لاطول فترة رئيس وزراء منذ نشأة اسرائيل ولطالما شكّك في اتفاقيات أوسلو للسلام، تولى زعامة حزب الليكود العام 1993، وفاز في الانتخابات العام 1996، ليكون أصغر رئيس وزراء في عمر 46 عاماً.
وخسر السلطة سنة 1999، لكنه استعادها بعد عشر سنوات وبقي في منصبه حتى 2021.