تايبيه: وصلت السناتورة الأميركية مارشا بلاكبورن إلى تايوان مساء الخميس لتصبح رابع شخصية سياسية أميركية تزور الجزيرة هذا الشهر، في خطوة ستثير حتماً غضب بكين.
وبلغ التوتر ذروته في مضيق تايوان في أعقاب زيارة قامت بها مطلع آب/أغسطس الجاري إلى تايبيه رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، ما أثار ردّ فعل غاضباً من بكين التي أطلقت على الإثر أكبر تمارين عسكرية لها في محيط الجزيرة.
وقبيل منتصف ليل الخميس-الجمعة، حطّت الطائرة الحكومية الأميركية التي تقلّ بلاكبورن، وهي سناتورة جمهورية من ولاية تينيسي، في مطار سونغشان في تايبيه. ووصفت وزارة الخارجية التايوانية الزيارة بالفردية.
وكتبت بلاكبورن على حسابها في موقع تويتر "لقد هبطتُ للتوّ في تايوان لإرسال رسالة إلى بكين - لن نخاف".
وقالت وزارة الخارجية التايوانية إنها "ممتنّة لأنّ أعضاء الكونغرس الأميركي أظهروا مرة أخرى دعمهم القوي والتزامهم تجاه تايوان من خلال زيارتها" في وقت "تواصل فيه الصين زيادة تهديدها".
وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها وتؤكّد أنّ الجزيرة ستعود إلى سيادتها يوما ماً، وبالقوة إن لزم الأمر.
زيارات ومناورات
وبيلوسي هي أرفع مسؤول أميركي منتخب يزور الجزيرة منذ عقود.
وعلى مدى أسبوع بعد زيارة بيلوسي أرسلت بكين سفناً حربية وطائرات مقاتلة إلى محيطة الجزيرة، في أكبر مناورات عسكرية من نوعها تنفّذها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.
واتّهمت تايوان الصين باستخدام الزيارة ذريعة لبدء مناورات قد تكون بمثابة تدريب على عملية غزو.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل لدى سؤاله عن زيارة بلاكبورن إنّ "أعضاء الكونغرس والمسؤولين المنتخبين يزورون تايوان منذ عقود وسيواصلون القيام بذلك. وهذه الزيارة تتماشى مع سياستنا القديمة الداعمة لصين واحدة".
وزار وفد آخر من الكونغرس، بقيادة السناتور إد ماركي، تايوان بعد فترة وجيزة من زيارة بيلوسي، بينما كانت الصين تواصل مناوراتها العسكرية.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع زار حاكم ولاية إنديانا الجمهوري إريك هولكومب الجزيرة.
وبلاكبورن، العضو في لجنتي التجارة والأجهزة الأمنية في مجلس الشيوخ، تدعم الرئيس السابق دونالد ترامب.
نهج عدائي
واتّبعت بكين نهجاً عدائياً بشكل متزايد تجاه تايوان في عهد الرئيس شي جينبينغ.
وتفاقم توتّر العلاقات بين الطرفين بعد انتخاب رئيسة تايوان تساي إنغ-ون في 2016، إذ إنّ تساي تعتبر الجزيرة دولة ذات سيادة وليست جزءاً من الصين.