كييف (أوكرانيا): اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن الثلاثاء بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا، بينما هزّت انفجارات منشأة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو.
وبالتزامن، غادرت أول سفينة تابعة للأمم المتحدة لنقل الحبوب، أوكرانيا متّجهة إلى إفريقيا: وهي الشحنة الأولى من المساعدات الغذائية منذ أن وقّعت كييف اتفاقًا في تموز/يوليو مع روسيا بوساطة تركية وبإشراف الأمم المتحدة، ينص على استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية بعدما توقّف بسبب الحرب بين البلدين.
أدت الحرب التي اندلعت في 24 شباط/فبراير إلى فرض عقوبات غربية قاسية على روسيا وتقديم مساعدات مالية وعسكرية غير مسبوقة لأوكرانيا، وتسبب ذلك في توترات لا سيما بين واشنطن وموسكو.
انتقد بوتين بشكل عام الولايات المتحدة لسعيها إلى "زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في المنطقة والعالم" عبر زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وقال بوتين في تصريحات متلفزة "يظهر الوضع في أوكرانيا بأن الولايات المتحدة تحاول إطالة أمد هذا النزاع. ويتصرّفون بالطريقة ذاتها إذ يثيرون احتمال اندلاع نزاعات في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية".
واعتبر الزيارة "تعبيرا صارخا عن عدم احترام سيادة الدول الأخرى والتزامات (واشنطن) الدولية".
يأتي هذا الاتهام فيما اندلع حريق في مخزن للأسلحة في منطقة دجانكوي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
واندلع الحريق حوالى الساعة 6:15 صباحا بالتوقيت المحلي (3:15 بتوقيت غرينيتش) في مخزن مؤقّت للمعدّات العسكرية بالقرب من بلدة مايسكوي في منطقة دجانكوي تسبّب بانفجار ذخائر، حسبما جاء في بيان لوزارة الدفاع نقلته وكالات الأنباء الروسية.
وأُصيب مدنيان بجروح، وفق ما قال حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف الذي زار موقع الحريق. وجرت عملية إجلاء للسكان في قرية مجاورة.
واكدت الوزارة في بيان نقلته وكالات إخبارية روسية أن الانفجار كان "نتيجة عمل تخريبي" بدون أن تحمل أي جهة المسؤولية.
وكشفت أن "أضرارا لحقت بعدد من المنشآت المدنية، بما في ذلك خطوط كهرباء ومحطّة توليد كهربائي وسكة حديد، فضلا عن عدد من المباني السكنية".
ورداً على هذا الانفجار، رحب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريتش إيرماك على تطبيق تلغرام بـ "عملية نزع سلاح أنجزتها القوات المسلحة الأوكرانية" التي، ستتواصل، وفق قوله، "حتى التحرير الكامل للأراضي الأوكرانية".
ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع على انفجار ذخائر تُستخدم في الطيران العسكري في مستودع يقع في أرض تابعة للمطار العسكري في ساكي في غرب شبه جزيرة القرم، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
وفي حين وصفت روسيا ما حصل بأنّه حادث، يقول خبراء إنّ صورًا ملتقطة بالأقمار الاصطناعيّة وكذلك تسجيلات فيديو أرضيّة توحي بأنّه هجوم أوكراني.
منذ غزو أوكرانيا، تلعب القرم دورًا رئيسيًا في الاستراتيجية الروسية. فقد بدأ الهجوم على جنوب أوكرانيا الذي سمح لموسكو بالسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي في الأسابيع الأولى من الحرب، منها.
تقلع طائرات روسية أيضًا بشكل شبه يومي من شبه جزيرة القرم لضرب أهداف في المناطق الخاضعة لسيطرة كييف؛ تقع العديد من مناطق شبه الجزيرة هذه في مرمى المدافع والطائرات المسيرة الأوكرانية.
رغم النزاع، لا تزال شبه جزيرة القرم وجهة مفضلة بالنسبة للعديد من الروس الذين يقضون اجازتهم الصيفية على شواطئها.
شكلت محطة زابوريجيا للطاقة النووية الخاضعة للسيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا، مصدر توترات شديدة لعدة أيام. استُهدفت المنشأة، وهي الأكبر في أوروبا، بعدة ضربات تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بالوقوف خلفها.
إذ ساد الخوف من حدوث كارثة نووية ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع الخميس الماضي، إلا أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حاول الثلاثاء بث الطمأنينة فيما يتعلق بالنوايا الروسية في المجال النووي.
وأكد شويغو أن "الهدف الأساسي للأسلحة النووية الروسية هو ردع أي هجوم نووي".
بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً الثلاثاء مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع في محطة زابوريجيا.وجرى الاتصال الهاتفي "في الصباح" واستمر "ساعة وعشرين دقيقة"، على ما أعلنت الرئاسة الفرنسية التي من المقرر ان تكشف في وقت لاحق عن فحوى المحادثة.
في الوقت الذي أدى فيه الصراع إلى عرقلة صادرات الحبوب الأوكرانية لشهور، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العديد من البلدان النامية، انطلقت أول سفينة للأمم المتحدة محملة بالحبوب إلى إفريقيا الثلاثاء.
أعلنت الوزارة الأوكرانية للبنى التحتية أن السفينة غادرت ميناء بيفديني في جنوب أوكرانيا محمّلة بـ"23 ألف طنّ من القمح" إلى إثيوبيا.
ويؤكد برنامج الأغذية العالمي أن 345 مليون شخص، وهو رقم قياسي، في 82 بلدًا، يواجهون اليوم انعدامًا في الأمن الغذائي، فيما تُهدّد المجاعة نحو 50 مليون شخص في 45 بلدًا إن لم يحصلوا على مساعدات إنسانية.
وغادرت أول سفينة تجارية في الأول من آب/أغسطس، وانطلقت 16 باخرة من أوكرانيا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وفق تعداد للسلطات الأوكرانية، لكن لم تكن غادرت بعد أي باخرة إنسانية تابعة للأمم المتحدة الميناء.
وكان وزير البنى التحتية الأوكرانية أولكسندر كوبراكوف قد قال الأحد في ميناء بيفديني "آمل أن تصل بواخر أخرى مستأجرة في إطار برنامج الأغذية العالمي إلى موانئنا، وآمل أن تكون هناك قريبًا باخرتان أو ثلاث إضافية".