: آخر تحديث
دعا السنة والأكراد لتجنب جرح مشاعر "المكون الأكبر"

الحكيم ينتقد صراعات القوى الشيعية العراقية وتشتتها

50
53
54

إيلاف من لندن: انتقد رئيس تيار الحكمة العراقي عمار الحكيم الجمعة صراعات وتشتت القوى الشيعية داعياً السنة والأكراد إلى عدم جرح مشاعر الشيعة برسائل خاطئة مؤكداً عدم مشاركة تحالفه في الحكومة المقبلة.
جاء ذلك في كلمة للحكيم وهو رئيس تحالف القوى الوطنية العراقية أيضاً أحد قوى الإطار التنسيقي الشيعي اليوم في تجمع جماهيري بمدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) في ذكرى مصرع زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السابق آية الله محمد باقر الحكيم في انفجار سيارة مفخخة في المدينة في 29 آب/أغسطس عام 2003 إثر عودته إلى بلاده من المنفى في إيران بعد خمسة أشهر على سقوط النظام السابق في نيسان/ أبريل من العام نفسه.

وحدة الصف للمكون الشيعي
وشدد الحكيم على ضرورة وحدة الصف للمكون الأكبر (الشيعي) في العراق مؤكداً تأييده لتشكيل حكومة أغلبية وطنية شرط عدم تهديدها لكيان هذا المكون في إشارة إلى الخلاف المستحكم بين الإطار الشيعي والتيار الصدري بزعام مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات المبكرة الأخيرة والذي يصر على تشكيل حكومة أغلبية بينما يرفض الإطار ذلك داعياً إلى حكومة توافقية كما سارت عليه العملية السياسية منذ 2003 .
ورأى أنه "لا معنى لأغلبية وطنية ضيقة أو واسعة من دون أن تنتج حكومة خدمية ناجحة تضع على عاتقها أولويات واقعية محددة بأسقف زمنية واضحة".. منوهاً إلى أنه إذا "كانت الأغلبية الوطنية الضيقة راعية لذلك بلا تهديد لحق المكون الأكبر من الشعب فلنمض بها.. وإن كانت الأغلبية الواسعة راعية لمسار الخدمة الحكومية المطلوبة والنجاح المنشود وتقديمه على المصالح الخاصة فأهلاً بها".
وقال"إن وحدة كلمتنا وتوحيد صفوفنا وتحقيق طموحاتنا وأهدافنا يجب أن يبدأ من المكون الإجتماعي الأكبر في البلاد، تمهيداً لوحدتنا على صعيد الوطن كله" .. مضيفا انه "لا يمكن أن نتوقع تحقيق الوحدة الوطنية إذا كان المكون الأكبر مبعثراً متفرقاً مشتتاً متصارعاً، متراشقاً".

الانتخابات لم تكن منصفة  
ووصف الحكيم نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة بأنها لم تكن منصفة لتحالف القوى الوطنية ولتيار الحكمة.
وقال "أن النتائج الإنتخابية لم تكن منصفة معكم بل نعلم جيداً أن هناك أيادٍ أرادت تقويض حضوركم وحجمكم الحقيقيين وإبعادكم عن سيادة القرار في المرحلة المقبلة".
وأضاف "لولا حرصنا الشديد على دعم العملية الديمقراطية في العراق وتمسكنا بمنهجنا الوطني الذي يقدم مصالح العراق على أي مصلحة أخرى لكان لدينا موقف مغاير من العملية الإنتخابية برمتها لكننا آلينا على أنفسنا إلا أن نكون أول المباركين لمسار العملية الإنتخابية حفظاً لمصالح العباد والبلاد".. في إشارة إلى الاتهامات التي وجهتها قوى شيعية خاسرة للانتخابات يتقدمها تحالف الفتح الغطاء السياسي لمليشيات العراقية الموالية لإيران بزعامة هادي العامري والتي اتهمت المفوضية العليا للانتخابات بتزوير نتائج الاقتراع العام.


عمار الحكيم متحدثا في النجف الجمعة 4 فبراير 2022 (مكتبه)

وحدة القوى السنية والقوى الكردية
وأكد الحكيم أنه أول الداعمين لوحدة الصف السياسي الكردي والصف السياسي السني في البلاد واحترام الخصوصيات الاجتماعية المطروحة من قبلهما مستدركاً بالقول "لكننا نريدها وحدة تمهد للوحدة الوطنية الكبرى.. لا أن تكون على حساب وحدة المكون الأكبر وحقوقه ووجوده وأدواره وامتداداته" بحسب قوله.
وقال إن "الوطنية الشيعية التي رفعنا شعارها ورايتها ودافعنا عنها بقوة، تعني مكافحة الفرقة والتشتت في البيت الداخلي أولاً تمهيداً لاحتواء المكونات الكريمة الأخرى بعيداً عن الطائفية والعنصرية والتهميش والإقصاء".
وناشد الأحزاب السياسية الكردية والسنية بأن "يعملوا على ما عملنا به معاً لإنقاذ البلاد من براثن الفتنة والفرقة والتقاطع نحو الاستقرار والأمن والازدهار وأن لا يبعثوا برسائل خاطئة تجرح مشاعر شركائهم في البلاد من أبناء المكون الاجتماعي الأكبر".
وأشار إلى أن "الحكومة الخدمية الناجحة هي الغاية التي يجب أن تكون ماثلة أمام سلوكنا السياسي تحت أي مسمى كان".

مطلوب موقف محايد
ودعا الحكيم المجتمع الدولي وما أسماهم الأشقاء والأصدقاء كافة إلى "اتخاذ موقف الحياد و التفهم لمسار الحوار الداخلي ومآلاته وعدم التلاعب باستراتيجية العراق الواحد الموحد القوي على حساب تكتيكات مكشوفة وآنية وغير مجدية".
وحذر قائلاً أنّ "الدم العراقي حرام على الجميع وأنّ الدم الشيعي حرام على الجميع وأن الأمن والاستقرار خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها أو التعدي عليها أو التلاعب بها".
وشدد بالقول أن "على الجميع ضبط النفس وسعة الصدر والإحتكام للأدوات السلمية والقانونية في حل الإشكاليات والإختلافات".. معتبراً أنّ "السيادة الوطنية تمثل أولوية قصوى في كل الظروف.. واليوم نمتلك من الخبرات الأمنية والعسكرية ما يمكننا من الاعتماد على أنفسنا دون الحاجة إلى قوات عسكرية أجنبية.. وكل ما نحتاجه هو الإرادة الحقيقية لتفعيل عناصر القوة المتاحة لبناء منظومة عسكرية متكاملة ومحترفة وغير مخترقة وعلى الحكومة المقبلة أن تكون جادة في بناء هذه المنظومة والاستفادة من تنوع مفاصل المؤسسة العسكرية من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركة في تكوين عقيدة عسكرية وطنية موحدة وجامعة".

لا مساس بالحشد الشعبي
كما حذر الحكيم مما أسماه "الزهد بمؤسسة الحشد الشعبي".. مشيراً إلى أنّ "هذه المؤسسة قدمت الغالي والنفيس من أجل تلبية نداء الوطن والذود عنه وحماية شعبه".
وأكّد عمار الحكيم في الختام أن "محاربة الأجندات المخربة التي تستهدف مجتمعنا وفي مقدمتها مافيات المخدرات والفساد والعنف الأسري وغيرها من الظواهر المجتمعية الشاذة يجب أن تكون أولى أولويات الحكومة المقبلة إلى جنب حملات البناء والإعمار".
لا مشاركة في الحكومة المقبلة.
وأشار الحكيم إلى أن تياره سوف يكتفي بأدواره البرلمانية والاجتماعية والسياسية "في خدمة أبناء مناطقنا وشعبنا ولا نشترك في الحكومة المقبلة".
وأضاف "نعلنها صراحة بأننا سندعم إخوتنا المتصدين للمسؤولية آملين الإنجازات والنجاحات الكبرى على أيديهم وسوف نكون أول الداعمين والمساندين لهم ولكل خدمة تنتشل مناطقنا من أزماتها وإحتياجاتها".
وتأتي طروحات الحكيم هذه عن الأوضاع السياسية العراقية الراهنة ومتطلبات المرحلة المقبلة في وقت ستجري الاثنين المقبل انتخابات البرلمان لاختيار رئيس للجمهورية وسط خلافات بين القوى السياسية حول المرشحين الأكبر المنتنافسين على المنصب: الرئيس الحالي برهم صالح مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني وهوشيار زيباري وزير الخارجية الأسبق مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار