: آخر تحديث
استهدفت ملاجئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة

ضربات تركية تطال أهدافاً كردية في سوريا والعراق وتوقع قتلى

75
63
87

بيروت: شنّت تركيا ضربات جوية ليل الثلاثاء على أهداف كردية في العراق وسوريا، موقعة خسائر بشرية، في عملية جاءت بعد أيام من انتهاء اشتباكات خاضتها قوات سوريا الديموقراطية ضد تنظيم الدولة الإسلامية إثر شنه هجوماً على سجن في مدينة الحسكة.

على جبهة أخرى في شمال سوريا، قتل ثمانية أشخاص، بينهم خمسة مدنيين، في قصف على مدينة الباب، الواقعة تحت سيطرة القوات التركية وفصائل سورية موالية لها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي لم يتمكّن من تحديد هوية الجهة التي نفّذته.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الأربعاء شنّها ضربات على "ملاجئ ومخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة ومقار عامة مزعومة ومعسكرات تدريب" في مناطق ديريك (المالكية) وسنجار و(جبل) كاراجاك في شمال العراق وسوريا. وقالت إنها "تُستخدم كقواعد خلفية من إرهابيي" حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، التي تعدّها أنقرة "إرهابية".

في شمال شرق سوريا، طال القصف وفق المرصد السوري لحقوق الانسان محطة الكهرباء الرابعة قرب مدينة المالكية في محافظة الحسكة، ما أدى إلى مقتل أربعة من حراس الأمن في المنشأة التي تتولى الإدارة الذاتية الكردية الإشراف عليها.

وجاء الهجوم التركي بعد ساعات من مشاركة المئات في تشييع جماعي لعدد من قتلى قوات سوريا الديموقراطية، قضوا خلال الاشتباكات ضد تنظيم الدولة الإسلامية إثر هجوم منسّق شنّه الأخير على سجن في حي غويران من الداخل والخارج.

في العراق، أوضح جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في بيان أنّ سلاح الجو التركي "قصف ستّة مواقع لحزب العمال الكردستاني في جبل قرجوغ، كما قصف موقعين آخرين لهؤلاء المسلّحين في حدود سحيلا وداخل الأراضي السورية (ملادريج) وموقعين آخرين في جبل شنكال/سنجار والمنطقة المحاذية في سوريا".

وأضاف أنّ "القصف تسبّب بوقوع خسائر بشرية ومادية" لم يحدّد حجمها.

وأفادت القيادة العامة لقوات الحماية الجوهرية في مخيم مخمور الأربعاء عن مقتل اثنين من صفوفها جراء القصف وإصابة "العشرات من سكان المخيم" تمت معالجتهم و"أوضاعهم الصحية مستقرة" حالياً.

ولحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا وحلفاؤها الغربيون "تنظيماً إرهابياً" قواعد خلفية ومعسكرات تدريب في منطقة سنجار، وكذلك في المناطق الجبلية بإقليم كردستان العراق الحدودي مع تركيا.

وفي سوريا، تعدّ أنقرة الوحدات الكردية، التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، منظمة "إرهابية" وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.

وجاء القصف التركي في شمال شرق سوريا بعد أيام من انتهاء اشتباكات بين القوات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية في سجن الصناعة ومحيطه في مدينة الحسكة.

وأوقع الهجوم الذي بدأ في 20 كانون الثاني/يناير والاشتباكات التي تلته، مئات القتلى من الطرفين.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية الإثنين سيطرتها على الوضع بعد إحكام قبضتها على سجن الصناعة في مدينة الحسكة. وأحصت مقتل 121 من مقاتليها والعاملين في السجن خلال الهجوم والاشتباكات التي تلته.

واعتبرت وحدات حماية الشعب الكردية في تغريدة الثلاثاء أن تركيا "تحاول أن تكمل الهجوم الواسع الذي بدأه تنظيم الدولة الإسلامية" في شمال سوريا وشرقها.

وأضافت "على الجميع اتخاذ إجراءات ضد هذا الهجوم الآن".

ومنذ العام 2016، شنّت أنقرة مع فصائل سورية موالية لها ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق في شمال سوريا، ضد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد. وأتاح لها ذلك السيطرة على مساحة تزيد عن ألفي كيلومتر مربع وعلى العديد من المدن الرئيسية.

وتنفذ تركيا بين الحين والآخر قصفاً برياً على الجانب السوري من حدودها. وأفاد المرصد عن قصف تركي بأكثر من 40 قذيفة صاروخية ومدفعية منذ منتصف الليل طالت مناطق في شمال حلب تحت سيطرة المقاتلين الأكراد.

في المقابل، أحصى المرصد الأربعاء مقتل ثمانية أشخاص، خمسة منهم مدنيون، جراء قصف بقذائف صاروخية استهدفت سوقاً وأحياء سكنية في مدينة الباب. كذلك، أصيب 29 آخرون بجروح بعضهم في حالات خطرة.

ولم يتمكن المرصد من تحديد هوية الجهة التي أطلقت القذائف، علماً أنّ لكل من قوات النظام السوري وقوات سوريا الديموقراطية وجوداً عسكرياً في محيط المدينة.

وفي كردستان العراق، أقامت تركيا في السنوات الخمس والعشرين الماضية، بحكم الأمر الواقع، عشرات القواعد العسكرية. وفي ربيع 2021، شنّ الجيش التركي حملة عسكرية جديدة ضدّ حزب العمال الكردستاني في شمال العراق تخلّلتها غارات جوية متكررة وفي بعض الأحيان عمليات برية.

وفي كانون الأول/ديسمبر الفائت، قُتل ثلاثة جنود أتراك في هجوم استهدفهم في شمال العراق وحمّلت أنقرة مسؤوليته إلى حزب العمال الكردستاني.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار