إيلاف من لندن: طمأنت السلطات العراقية مواطنيها إثر تواصل المواجهات بين داعش والقوات الكردية في الحسكة السورية بأنّ الحدود من الجارة الغربية مؤمنة بالكامل وأن قواتها على أهبة الاستعداد لردع أي محاولة تسلل لأراضيها.
وأكّد وزير الدفاع العراقي جمعة عناد أنّ قوات بلاده مستعدة لمواجهة أي تطورات قد تحصل عقب أحداث مدينة الحسكة السورية وأشار في بيان صوتي تابعته "إيلاف" الأحد إلى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تداولت خلال الساعات الأخيرة مقاطع صوتية توحي أنها لمصدر استخباري والحقيقة هي عبارة عن حرب نفسية يستخدمها العدو والجهات المعادية والذين يريدون بالعراق السوء في إشارة إلى مقطع فيديو استمعت له "إيلاف" يحذر من تحرّكات لمسلّحي داعش من عدة مناطق عراقية وسوريا للتجمع وشن هجمات واسعة في مناطق مختلفة من العراق.
وقال الوزير أنّ أجهزة وزارته لا تستهين بقدرات العدو في إشارة إلى داعش وأنها لا تستبعد أية معلومة وهذا مبدأ أساسي للاستخبارات "ولكن نؤكد أن وضع العدو لا يقارن بوضعه قبل عام 2014.. مبيناً أنّ حادث العظيم هو امتداد لحوادث سبقته وسببه تقصير من قبل قيادات عليا ودنيا ستتم محاكمتها في إشارة إلى المجزرة التي ارتكبها داعش بقتله 11 عسكرياً عراقياً في ناحية العظيم بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد الجمعة الماضية.
وأضاف أنّ العدو قبل عام 2014 كان تنظيماً قوياً داخل العراق وخارجه وله خلايا نائمة جاهزة مسلحة وعجلات مفخخة وأحزمة ناسفة ورشاشات ثقيلة وغيرها من الأعتدة والأسلحة أما الآن فإنّ الخلايا النائمة صحيح أنها فعالة ولكن تسليحها بسيط .
وأكد وزير الدفاع العراقي أنّ "الحدود العراقية السورية ممسوكة بشكل جيد ونحن نراقب الموقف ومتابعين لأحداث سجن الحسكة وهو لا زال تحت السيطرة.. منوهاً بالقول "إنّ الدولة العراقية لديها التدابير اللازمة لمعالجة أي خرق أمني مهما كان".
تأهب عسكري على الحدود
ومن جهته أكّد اللواء يحي رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي أن الحدود العراقية السورية مؤمنة بالكامل فيما قلل من خطورة الإرهابيين الهاربين من سجن الحسكة.
وقال رسول في تصريح للوكالة الرسمية تابعته "إيلاف" اليوم إنّ "هناك توجيهات صدرت من قبل القائد العام للقوات المسلحة تضمنت مضاعفة الجهد الأمني على الحدود العراقية السورية بعد الأحداث التي شهدها سجن الحسكة السورية".
وأضاف أنّ "القوات الأمنية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي محاولة لبقايا داعش في التسلل إلى الأراضي العراقية".. مؤكداً أنّ "الحدود مؤمنة بكاميرات حرارية وأسلاك شائكة إضافة إلى وجود خندق".
وأشار رسول إلى أنّ "بقايا داعش ليس لديها القدرة على مواجهة القوات العراقية كما أنّ الإرهابيين الهاربين لا يشكلون تحدياً للأجهزة الأمنية".
رئيس البرلمان: داعش لن يعود
أما رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي فقد أكّد اليوم الأحد أنّ داعش لن يعود وسينجلي الإرهاب بكل أشكاله.
وقال الحلبوسي في تغريدة على تويتر" إن "سياسة التهويل الدعائي لإحداث الاضطرابات وبث الإشاعات بواسطة زمرة من المرتزقة لم تعد تنطلي على أحد".. مشيراً إلى أنّ "أحداث 2014 كانت درساً بليغاً استوعبه العراقيون جيداً".
وشدّد الحلبوسي بالقول أن "داعش لن يعود، وسينجلي الإرهاب بكل أشكاله، فلا مكان ولا مأوى لهم في عراقٍ سيد آمن مقتدر مزدهر".
سرايا السلام بحال استعداد
أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فقد أمر مسلّحي تياره في سرايا السلام بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لردع أي خطر محتمل.
وقال الصدر في تغريدة على تويتر" تابعتها "إيلاف إنّ "العدو الإرهابي يُشيع بأنه قادم فإذا أنتم قادمون فنحن قادرون لكن المشكلة الأكبر هو ما يقوم به البعض من تضخيم الأمر ليشيع الخوف والرعب والطائفية في أواسط الشعب العراقي فيكون بنظرهم حامي الأرض والعرض".
وأضاف "كلا، إننا كمجاهدين ومقاومين لا نمن على أحد بمقاومتنا ولا بجهادنا.. بل الشكر كل الشكر لله سبحانه وتعالى أن وفقنا لذلك، والشكر موصول للشعب العراقي العظيم الذي ارتضي بنا أن نكون من المدافعين عنه".
وأوضح الصدر قائلاً: "عموماً فنحن على أتم الاستعداد والتأهب وعلى سرايا السلام أن تكون على أهبة الاستعداد جنباً إلى جنب مع القوات الأمنية لردع أي خطر محتمل، وعلى الحكومة تعزيز قدرات الجيش العراقي الذي يقع على عاتقه حماية العراق والشعب وأن لا يقصر في ذلك".
ونوّه الصدر إلى ضرورة أن لا تكون "مثل هذه الأخبار مثبطة لعزيمة المجاهدين ولا للشعب الصابر الحبيب ولا للمصلحين بإتمام (حكومة الأغلبية الوطنية) فلعلها حجج من أجل العودة إلى نقطة الصفر".
معارك سجن الحسكة
وتواصلت الأحد لليوم الرابع على التوالي المعارك بين مسلحي تنظيم داعش والقوات الكردية "قسد" في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا إثر هجوم مسلحي التنظيم على سجن بغويران وهو أكبر سجن للدواعش في العالم ويضم 5 ألاف منهم ما أسفر حتى الآن عن سقوط 120 قتيلاً من الجانبين وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أنّ مسلّحي داعش هاجموا ليل الخميس الجمعة سجن غويران الكبير في مدينة الحسكة الذي يضم آلافاً من عناصر التنظيم فيما تحاول القوات الكردية احتواء هذا الهجوم الذي يعد الأكبر الذي يشنه التنظيم منذ دحره في سوريا في آذار/مارس عام 2019.
وأشار المرصد إلى اعتقال مئات السجناء "من داعش بينما لا يزال العشرات منهم فارين" من دون تحديد العدد الإجمالي للسجناء الذين تمكنّوا من الهرب.
وتبنّى تنظيم داعش عبر حساب وكالة أعماق الدعائية التابعة له على تطبيق تلغرام "الهجوم الواسع" على السجن بهدف "تحرير الأسرى المحتجزين بداخله".. مشيراً إلى أنّ "الاشتباكات لا تزال جارية في محيط السجن وأحياء أخرى من مدينة الحسكة".
وتسبّبت المعارك باستمرار نزوح مئات المدنيين من الأحياء المحيطة بمناطق الاشتباكات، فيما تواجه العائلات الهاربة ظروف برد الشتاء الصعبة.