: آخر تحديث
"الدبلوماسية ممكنة دائماً"

بايدن مقتنع بأن بوتين "اتخذ قراره" بغزو أوكرانيا

72
57
80

واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أنه "واثق" من أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين "اتخذ قراره" بغزو أوكرانيا مشدداً في الوقت نفسه على أن "الأوان لم يفت" للتوصّل إلى حلّ دبلوماسي للأزمة، وهو موقف يأتي فيما بلغ التوتر أشدّه في الشرق الأوكراني مع تسجيل اشتباكات وطلب انفصاليين موالين لموسكو إجلاء مدنيين نحو روسيا.

ويتواصل حوار الطرشان بين الولايات المتحدة التي تخشى غزوا لأوكرانيا "في الأيام المقبلة"، وروسيا التي تنفي الإعداد لهجوم.

وقال بايدن من البيت الأبيض "لدينا سبب للاعتقاد بأن القوات الروسية تعتزم مهاجمة أوكرانيا (...) في الأيام المقبلة". أضاف "أنا واثق من أنه (بوتين) اتخذ القرار".

وعن سيناريو الهجوم على أوكرانيا، قال "نعتقد أنهم سيستهدفون مدينة كييف البالغ عدد سكانها 2.8 مليون شخص بريء".

لكن الرئيس الأميركي شدد على أنه طالما لم يقع الغزو، فإن "الدبلوماسية ممكنة دائماً"، مشيراً إلى أن وزير خارجيته سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس المقبل في أوروبا.

غير أن بايدن حذر من أنه إذا غزت روسيا أوكرانيا بحلول ذلك الوقت، فإنها "تغلق بذلك باب الدبلوماسية".

وتساءل الرئيس الأميركي عما إذا كان "من الحكمة" أن يغادر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بلاده هذا الأسبوع للمشاركة في مؤتمر دولي في ميونيخ يحضره قادة دوليون.

وفي حديثه عن استعداد روسيا لغزو أوكرانيا قال بايدن إن موسكو تشن حملة تضليل ضد كييف، بما في ذلك اتهامها أوكرانيا بالتخطيط لشن هجوم ضد موسكو، بهدف اختلاق ذريعة للغزو.

وحذّر من أنه "إذا نفذت روسيا خططها فستكون مسؤولة عن حرب كارثية وعديمة الجدوى هي التي اختارتها".

محاولات ومواقف

إلى ذلك يتحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً الأحد مع بوتين والسبت مع زيلينسكي وفق ما أعلن الإليزيه، وذلك في محاولة منه "لتجنب الأسوأ" في هذه الأزمة.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن "واجبنا هو تجنب الأسوأ (...) نعتقد أنه ما زالت لدينا الإمكانية لثني الرئيس بوتين عن المضي قدماً نحو مهاجمة أوكرانيا".

واعتبر الإليزيه أن الزيارة التي يجريها بوتين السبت لبيلاروس، جارة أوكرانيا، حيث تواصل القوات الروسية والبيلاروسية إجراء مناورات مشتركة "هي مؤشر إلى تصعيد وليس إلى تهدئة".

وانضمّت باريس إلى واشنطن ولندن بإعلانها أنه "ليس لديها شك" في أن هجمات إلكترونية استهدفت أوكرانيا هذا الأسبوع "مصدرها روسيا".

في سياق المواقف أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة أنه "لا تزال هناك فرصة لتجنّب سفك للدماء لا داعي له" في أوكرانيا، داعياً الغرب إلى "التضامن".

وقال "يتعيّن على الحلفاء التحدث بصوت واحد للتأكيد للرئيس فلاديمير بوتين على الثمن الباهظ الذي سيتوجّب عليه دفعه. لا يزال ممكناً أن تسود الدبلوماسية".

من جهته، اتهم بوتين الجمعة أوكرانيا برفض الانخراط في حوار مع الانفصاليين وقال "في الوقت الحاضر نرى تدهوراً للوضع" في شرق أوكرانيا.

القوات الروسية

ميدانياً أعلن مسؤول في البنتاغون الجمعة أن أكثر من 40% من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية، مشيراً إلى أنّ مرحلة زعزعة الاستقرار التي تقودها روسيا في هذا البلد "بدأت".

وقال المسؤول طالباً عدم كشف هويته إن الولايات المتحدة التي تقدر عدد القوات الروسية المنتشرة حالياً شمال أوكرانيا وشرقها وجنوبها بأكثر من 150 ألف جندي، رصدت منذ الأربعاء تحركات لقوات روسية باتجاه الحدود.

وأشار إلى أن "ما بين 40 إلى 50%" من تلك القوات اتخذت "وضعية هجومية (...) لقد انتشرت في نقاط تجمع تكتيكية" في الساعات المنصرمة.

وقال المسؤول إنه كانت لدى موسكو الجمعة 125 كتيبة عسكرية قرب الحدود الأوكرانية مقارنة بـ60 كتيبة في الأوقات العادية و80 كتيبة أوائل شباط/فبراير.

وصرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لشبكة إيه بي سي أن بوتين جمع العناصر "الضرورية لغزو ناجح".

وفي موقف سابق قال أوستن في وارسو إلى جانب نظيره البولندي "رغم أن روسيا أعلنت أنها تعيد قواتها إلى الثكنات، لم نرَ ذلك بعد. في الحقيقة نرى مزيداً من القوات تتحرّك باتجاه تلك المنطقة" الحدودية.

انتهاكات

من جهتهم أعلن مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا السبت أنهم لاحظوا "زيادة كبيرة" في انتهاكات وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا حيث يتواجه انفصاليون موالون لروسيا مع القوات الأوكرانية منذ 2014.

وأبلغت المنظمة عن 222 انتهاكاً لوقف إطلاق النار الخميس على خط الجبهة في منطقة دونيتسك، بما فيها 135 "انفجاراً"، مقابل 189 الأربعاء و24 الثلاثاء.

في لوغانسك، وهي مدينة أخرى بشرق أوكرانيا يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا، سجّلت المنظمة 648 انتهاكاً، بينها 519 "انفجاراً"، مقابل 402 الأربعاء و129 الثلاثاء.

واتّهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالانحياز وبـ"التقليل من النقاط التي تظهر مسؤولية القوات المسلّحة الأوكرانية".

في المقابل قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن القصف في شرق أوكرانيا في الساعات الماضية جزء من جهود روسية لاختلاق "استفزازات كاذبة" لتبرير مزيد من "العدوان" ضد هذا البلد.

تزامناً انفجر خط لأنابيب النفط الجمعة في مدينة لوغانسك وفق ما أفادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء التي بثت صوراً لكرة نارية تضيء سماء المدينة ليلاً.

وقالت الوكالة إن انفجار خط "دروجبا" لأنابيب النفط قد هز مدينة لوغانسك، دون تحديد مصدره.

وبحسب الوكالة، وقع انفجار ثانٍ في لوغانسك بعد انفجار خط الأنابيب، دون تحديد مصدره.

قصف وطلب إجلاء

وعصر الجمعة كان لا يزال يسمع دوي القصف في مدينة ستانيتسا لوغانسكا في شرق أوكرانيا الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، وفق مراسلي فرانس برس.

وكانت هذه المدينة تعرضت الخميس لقصف ألحق أضراراً في روضة أطفال ومنازل عدة فيما لا يزال التيار الكهربائي مقطوعاً في جزء منها.

وأعلن قائد "جمهورية" دونتيسك الانفصالية الموالية لروسيا، إجلاء مدنيين باتجاه الأراضي الروسية متهماً كييف بالتحضير لغزو بعد تصعيد أمني.

وقال دنيس بوشيلين على "تلغرام"، "اعتباراً من اليوم تقام عملية مغادرة كثيفة ومنظمة للسكان باتجاه روسيا وسيتم أولاً إجلاء النساء والأطفال والمسنين".

كذلك حض زعيم الانفصاليين في إقليم لوغانسك بشرق أوكرانيا ليونيد باسيشنيك، السكان على المغادرة والتوجه إلى روسيا "منعاً لوقوع إصابات في صفوف المدنيين".

أكّدت روسيا الجمعة مجدداً أنها أجرت انسحابات جديدة لقواتها من الحدود مع أوكرانيا وهي معلومات تشكّك بها كييف والغرب.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف "هذا لا يحصل"، مشدداً على أن روسيا حشدت 149 ألف جندي عند حدود أوكرانيا.

وأفاد الجيش الأوكراني بتسجيل 45 انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار منذ صباح الجمعة على خطة الجبهة بطول مئات الكيلومترات.

وأشار الانفصاليون بدورهم إلى حصول 27 انتهاكاً من جانب الجيش الأوكراني.

كانت اتفاقات سلام وقعت عام 2015 في مينسك سمحت بالتوصّل إلى وقف للنار وتراجع كبير في المواجهات إلا أنّ حوادث متفرقة تسجل بانتظام على خط الجبهة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار