عكس جميع التوقعات، التي تحدثت عن انفراج قريب في تشكيل الحكومة، بعد اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة المعيّن عبد الإله ابن كيران برئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، عشية الثلاثاء، كشفت مصادر قريبة من أمين عام حزب العدالة والتنمية أن اللقاء لم يحقق أي تقدم يذكر.
إيلاف من الرباط: أفاد قيادي بارز في حزب العدالة والتنمية، في تصريح لـ"إيلاف المغرب" أن رئيس الحكومة وقيادة الحزب قرروا منح المزيد من الوقت للمفاوضات وتأجيل حسم موضوع الغالبية إلى وقت لاحق، في إشارة واضحة من القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن ابن كيران سينتظر عودة عزيز أخنوش من الجولة الأفريقية التي سيلتحق فيها بالعاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي يقوم بجولة دبلوماسية في القارة السمراء قادته إلى بلدان عدة.
وأكد المصدر نفسه أن ابن كيران، نجح في جمع الغالبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة، مسجلًا أن الحزب يفضل أن يوسع تحالفاته لتشمل حزب التجمع الوطني للأحرار. وأضاف المتحدث نفسه أنه في حال استمرار الوضع كما هو عليه، فإن الحكومة ستتشكل من حزب العدالة والتنمية مع أحزاب الكتلة الديمقراطية، وهي حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية.
وكان ابن كيران، قد كلف بتشكيل الحكومة من طرف الملك محمد السادس في 10 أكتوبر الماضي، وأحرز تقدمًا كبيرًا في مسار بحثه عن الغالبية الحكومية، بعدما توصل إلى اتفاق نهائي مع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، الجمعة الماضي، حول دخوله في التحالف الحكومي، المزمع تشكيله.
وكان عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ألمح في لقاء حزبي في طنجة (شمالًا) في نهاية الأسبوع المنصرم، إلى أن حزبه يتجه نحو الالتحاق بحكومة ابن كيران في ولايتها الثانية، غير أن هذا لم يتأكد بشكل رسمي حتى الآن، رغم التقائه ابن كيران.
ولم يتسن لـ"إيلاف المغرب" معرفة حقيقة الأسباب التي حالت دون حسم المفاوضات بين ابن كيران وأخنوش، في لقائهما اليوم، لكن مراقبين يعتقدون بأن الطرفين معًا يرفضان تقديم تنازلات كبيرة، ويحاولان ما أمكن تحقيق المزيد من المكاسب وتعزيز موقعهما في التفاوض.