اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، قائلاً: "إنه يريد من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط".
السؤال المطروح هو: هل يستطيع ترامب تهجير الفلسطينيّين من قطاع غزة؟ لا والله، لن يقوى على ذلك. لقد خاضت إسرائيل حرباً همجية ووحشية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لمدة 15 شهراً، تكبّد خلالها الكيان المحتلّ خسائر فادحة، آلاف القتلى وآلاف الجرحى وآلاف المصابين بالأمراض النفسية جرّاء الخوف والهلع، بالإضافة إلى تدمير المئات من الدبابات وناقلات الجند والجرافات. وفي نهاية المطاف، أذعن لإجراء مفاوضات مع حماس لإنهاء الحرب لأنّ قوات الكيان فشلت وانهزمت، ولم تستطع إلا إبادة المدنيّين الأبرياء العزل وتدمير المباني والمشافي والمدارس وغيرها. جيش إسرائيل جيشٌ جبان استسلم أمام فصائل المقاومة ولم يقوَ على هزمها، ولن يستطيع العودة إلى الحرب من أجل تهجير الشعب الذي صمد لأكثر من 15 شهراً، وفي مقدوره الصمود لأكثر من ذلك. ما يقوله ترامب هُراء، وتصريحاته فارغة، فما هي خطته لتهجير أهالي فلسطين من أرضهم؟ ليس لديه أي خطة حقيقية وصادقة، فهو يكذب على الجمهور الإسرائيلي ويضحك على ذقون الأغبياء من الجناح المتطرّف في حكومة الكيان الإسرائيلي، الذي ينتظر من ترامب مساعدته للتخلّص من المقاومة الفلسطينية التي تقضّ مضجعه.
إقرأ أيضاً: السلم المتحرك للمعاشات في المغرب هو الحل
من المستحيل أنْ يزجّ الرئيس الأميركي بجيشه في غزة، لأنّه يُدرك نتيجة ذلك من خلال تدخّل الجيش الأميركي في أفغانستان والعراق، حيث تكبّد خسائر جسيمة، مما جعل أميركا تسحب جيشها من البلدين وهي تجرّ ذيول الهزيمة.
إقرأ أيضاً: وجهان لعملة إسرائيلية واحدة
لا أمن ولا استقرار للصهاينة إلا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة مستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، ودون ذلك، فلن يقبل الشعب الفلسطيني أيّ حلّ لا يُلبّي أهدافه التي عاهد الله على تحقيقها منذ عام 1948 (النكبة). على إسرائيل أن تسحب قواتها العسكرية من غزة ومن الضفة، وألّا تتدخّل في الشأن الفلسطيني، فالشعب هو الذي سيقرّر من يحكمه ويدير شؤونه. وعلى الإخوة في الأراضي الفلسطينية أن يتّحدوا ويرصّوا صفوفهم بجلوس جميع الفصائل والسياسيّين على طاولة المفاوضات من أجل العمل على نبذ الخلافات والنزاعات، والتوصّل إلى حلّ جذريّ لكل المشاكل، واللجوء إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد وبرلمان تنبثق منه حكومة تُدير شؤون البلد.