: آخر تحديث

‏ترمب .. المُخْتَلِف!

3
3
1

‏عنوان المقال اقتبسته من عنوان مقال أعتز به كثيراً، كتبه الأستاذ حسين محمد بافقيه في صحيفة مكة في 26/06/2024 تحليلاً لكتابي (خارج الصندوق)، بعنوان: "عبدُ العزيزِ الصُّوَيِّغُ.. المُخْتَلِفُ جِدًّا؟".

تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة المتتابعة بعد فوزه بالرئاسة الأميركية لفترة ثانية حول مختلف المواضيع السياسية الداخلية والخارجية جعلتني اكتشف كل يوم أنَّ رؤيتي لسياسة الرجل تتحقق اليوم وكأنني أحد المُشاركين في صناعتها!

‏ما أقوله هنا ليس غروراً ولا ادعاءً كاذباً، بل يثبته ما يقارب 62 مقالاً كتبتها عن الرئيس ترمب منذ فترته الرئاسية الأولى 2017، جمعتها في كتاب قدمت له بخمسة فصول جديدة بعنوان (الردح يولوجي: سياسة ترمب). والكتاب عُرض في معرض القاهرة للكتاب 2025 مؤخراً، وأثار "موجة من النقاشات بين الزوار"، كما قالت صحيفة الدستور المصرية.

‏كتاب (الردح يولوجي)، أصدرته في تشرين الأول (أكتوبر) 2024، بعد أن أجلت إصداره من عام 2017، فقد كانت علاقته بنا طيبة لم أرد إفسادها بكلمة. وحرصت عندما رشح نفسه للرئاسة مجدداً أن يصدر قبل 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، موعد التصويت في الانتخابات الأميركية. وقد أكدت في الكتاب، وأؤكد مجدداً، ما قلته من "أنَّ ترمب لن يكون أسوأ من غيره"، ولفت انتباهي خلال فترة رئاسته، اللقاء التاريخي الذي عبر فيه الحدود من كوريا الجنوبية، إلى كوريا الشمالية التي تبادل جارتها، والولايات المتحدة والغرب، العداء، في لقاء تاريخي مع زعيمها كيم جونغ أون. فقد اعتبرت أن ما فعله كان "ضربة معلم"، ومبادرة دبلوماسية غير تقليدية قد لا يوافق عليها الدبلوماسيون المحترفون، لكنه "ترمب" له عقليته الخاصة! (الردح يولوجي: ص 104).

‏وقد حمستني هذه الخطوة الدبلوماسية غير العادية التي قام بها الرئيس ترمب وقتها، بلقاء كيم جونغ أون، إلى اقتراح أن يتخذ خطوة أوسع يعبر فيها إلى الضفة الغربية وغزة ليقابل شعبها، ويشاهد بنفسه ما يقع على الفلسطينيين من ظلم تاريخي.. وهي خطوة إذا ما فعلها يستحق بعدها أن يحوز على لقب "سياسي القرن، بكل جدارة". (هذا الكلام كتبته في مقال قديم نشرته في صحيفة المدينة أنذاك بتاريخ 4 تموز - يوليو 2019، تحت عنوان "ترمب المختلف").

"‏عقلية ترمب" هذه هي التي أراهن عليها في الحكم على الرجل ومستقبل العلاقات مع واشنطن في ظل رئاسته للبيت الأبيض. فقد أشتكى لمؤيديه بأنهم "أغلقوا فمي لمدة 4 سنوات، ولكن الآن أقول طوال الوقت. فقد كشف ترمب العديد من مثالب واشنطن، إقحام البلاد في حروب غير عادلة لا جدوى منها:

- فضح الحكومات الأميركية المتعاقبة، وكشف كذبها حول امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل، وتأكيده على أنه "ما كان ينبغي لأميركا أن تغزو العراق"، كما أنه يرفض أجندة الحروب غير المجدية التي تدعمها واشنطن منذ عقود.

‏- فضح دور وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في مساهمتها بإنشاء المنظمات الإرهابية "الإسلامية"، كـ"داعش" وتنظيم "الدولة الإسلامية" التي قتلت واشنطن زعيمها أبو بكر البغدادي، وكانت نشاطتها بتمويل وغطاء أميركي.

‏- لم يكن هناك هجوم على مركز التجارة العالمي.. وأكد في مقابلة تللفزيونية على شبكة Fox News أنه، إذا تم انتخابه مجدداً، سيرفع السرية عن ملفات هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) واغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي وجيفري ابستين.

‏وهكذا، تظهر واشنطن أمام العالم بوجهها الحقيقي البشع.. فهي لا تلتزم بما تطرحه من مبادئ "سامية" تظهر فيها التزامها بمبادئ العدل والحرية والمساواة والداعية إلى حقوق الإنسان، بينما هي في واقعها العملي راعية الإرهاب الحقيقية.. وهي بالنسبة إلى هذه المنظمات "بابا... وماما... وأنور وجدي"!

‏أخيراً... أجد أن وضوح ترمب، الفج أحيانًا، يسهل التعامل معه وفق قاعدة وضعتها في التعامل مع واشنطن، التي يجب ألا ننسى أنها، حتى الآن، حليف لا ينبغي أن نحيلها إلى عدو محتمل! وتتلخص في "أن نتعامل مع واشنطن فيما يتعلق بقضايانا المشتركة وكأن ليست هناك قضايا أخرى. أما عندما نبحث في قضايا تخص الأمن القومي العربي، وعلى رأس ذلك القضية الفلسطينية، فإننا نتعامل مع واشنطن وكأن ليست هناك قضايا مشتركة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف