: آخر تحديث

جميل الحجيلان: الرجل الصدوق شاعراً خطيباً قبل 80 عاماً مكرماً في القرن

10
9
6

محمد ناصر الأسمري

احتفى وطننا قبل أسابيع في العاصمة الإدارية الرياض، برجل طلعة من رجال الوطن النبلاء، حيث تواجد على مقر الاحتفال عشرات من أجيال الوطن رجلا ونساء للحضور والمشاركة في الحفل البهيج في جامعة الأمير سلطان برعاية قيصرية الكتاب وصاحبها أحمد الحمدان.

كنت محظوظا أن كنت في حضرة الرجل العملاق وسط زحام الحضور في المصافحة بالعيون قبل الأيادي.

سجل الرجل القيمة والقامة كتبه سيرة ومسار من سجل الذكريات المختزنة، لكن لم يتخل عن نبل المقصد، والتأكيد على براعة الاستئناس برأي ونصح عدد من قادة الرأي. وحسب علمي أن الدكتور إبراهيم التركي العمرو، قد تملى الكتاب ونسج كثيراً من خيوطه ونال شكر وتقدير الأستاذ جميل.

وكذا فعل عالم الفيزياء الكاتب المتميز الدكتور عبد الله القفاري بقراءة مسودات الكتاب، وكذا فعل الدكتور عبد العزيز بن سلمة استاذ الصحافة والإعلام الذي لخص أهم محتويات الكتاب باحترافية شاملة من خلال مقالات متتابعة في مجلة اليمامة.

من أجل لحظات تاريخية لها صدى السنين والأنين، تذكرت أن الأستاذ الحجيلان كان محتفلا بالعسكر السعوديين الذين حاربوا اليهود جنبا إلى جنب مع الجيش المصري الذين تواجدوا في معسكر الشط بعد الهدنة، وألقى جميل قصيدة جميلة الروي والرأي.

أسعد أن أسرد بعض أبيات القصيدة نقلا عن كتب المرحوم صالح جمال الحريري رحمه الله الذي صدر 1950، والذي أعادت إصداره دارة الملك عبدالعزيز 2001م بمناسبة انعقاد ندوة المملكة العربية السعودية وفلسطين وكنت من الذي شرفوا التكريم من الوالد العظيم سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض ضمن مجموعة من الكتاب والباحثين الذين كتبوا عن فلسطين، ولا تزال شهادة الاعتزاز هذه تزين صالة منزلي.

أحمد الله أن مكنني من توثيق وتسجيل شهادات مشاركة الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948م، وتسجيل وتحقيق مذكرات قائدهم العسكري اللواء سعيد الكردي رحمه الله.

كما أشار الطبيب البارع والكاتب القدير الدكتور جاسر عبدالله الحربش في مقال له بصحيفة الجزيرة بنصحه للأجيال بقراءة الكتاب والإفادة من مواقف بلادنا في قضايا الأمة لتكون نبراساً عن المشاعر والشعور تجاه فلسطين الأرض والإنسان، التي ما زالت موضع هم واهتمام قلدة بلادنا، وما عمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من جهود عالمية من أجل قيام دولة فلسطين إلا نهج الريادة والقيادة المستنيرة.

أذكر أني أهديت كتابي للوالد الجليل جميل في أحد لقاءات مركز حمد الجاسر الثقافي وسعد به.

هنا نص من قصيدة الرجل:

أيها الشعر من ضميري تسري

أنت دمعي ولهفة الإنشاد

أنت سلواي إذ يضيق زماني

وعزاي إذا رمتني العوادي

وغناء الحياة إذ يقبل السعد

وفيراً لأمتي وبلادي

فابعث اللحن من شجي طروب

ثم ردد مآثر الأمجاد

ونظر اليوم فتية الحق عادوا

من فلسطين... جنة الأجداد

قدموا الروح كالأسود فداء

وتصدوا لرد بغى الأعادي

كم شهيد قد باع الحياة كريماً

ليس يبغي من مطمع أو زاد

سلم الروح للإله ونادى:

يا فلسطين أنت قلب بلادي

وجريح سالت دماء غزارا

أكسبت الجروح بأس الجلاد

يقحم النار والجوائح تشدو

عاش عبدالعزيز رمز الجهاد

إلى أن يقول:

أيها العائدون طابت خطاكم

أنتم الذخر في الليالي الشداد

قد سلكتم بذي الحياة سبيلاً

عبقري السنا رفيع العماد

فأركبوا الجو والبحار مطايا

لتصونوا البلاد من كل عاد

ثم توجه بالخطاب للأمير منصور بن عبدالعزيز وزير الدفاع رحمه الله:

روح منصور في دماك تجري

أيها الجيش يا طويل النجاد

يا أمير الدفاع دامت يداكم

شعلة الحق والمنار الهادي

**

*جميل الحجيلان - ليسانس - كلية الحقوق


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد