: آخر تحديث

اللاعبون.. وخطورة الإصابة في الرباط الصليبي!

11
10
12

تعد إصابة الرباط الصليبي من أكثر الإصابات شيوعاً وخطورة بين لاعبي كرة القدم، وتؤثر على نحو مباشر على أداء اللاعب وقدرته على الاستمرار في الملاعب. إن الرباط الصليبي الأمامي يقع في منطقة الركبة، ويُعد من العناصر الأساسية التي تمنح الثبات لها، وتحافظ على استقرارها أثناء الحركات المختلفة، مثل الجري، القفز، والتوقف المفاجئ، وهي حركات متكررة وأساسية في كرة القدم.

فما هي حقيقة تزايد الإصابات التي يتعرض لها اللاعبون النخبة بتمزق الرباط الصليبي، الذي يُعد من الإصابات الأكثر شيوعاً بين لاعبي كرة القدم، وهو بمثابة كابوس يؤرق النجوم؛ لأنه قد ينهي مسيرتهم، فضلاً عن طول مدة التعافي منه؟

غالباً ما تحدث إصابة الرباط الصليبي بسبب الحركات العنيفة أو غير المتوقعة التي تُجهد الركبة بشكل مفاجئ، كالتفاف القدم أو تصادم الركبة مع لاعب آخر. وتزداد احتمالية الإصابة بين اللاعبين الذين يعتمدون على السرعة والمهارات الفردية، حيث تتطلب هذه المهارات تغييرات سريعة في الاتجاه، مما يؤدي إلى ضغط كبير على منطقة الركبة. ومن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة أيضاً، قلة مرونة العضلات، عدم كفاية الإحماء قبل اللعب، وسوء الأحوال المناخية وأرضية الملعب غير المستوية.

وتُعتبر إصابة الرباط الصليبي من أكثر الإصابات التي تتطلب فترة علاج وتأهيل طويلة، حيث يمكن أن يحتاج اللاعب من 6 إلى 12 شهراً للعودة إلى الملاعب بعد إجراء الجراحة. وهذا الانقطاع الطويل قد يؤدي إلى تراجع مستوى اللاعب وتحدي صعب للعودة إلى مستواه السابق.

فاللاعبون الذين يتعرضون لإصابة في الرباط الصليبي يكونون أكثر عرضة للإصابة مجدداً. كما أن اللاعبين الذين خضعوا لجراحة في الرباط الصليبي قد يكونون معرضين للإصابة في الركبة الأخرى، نتيجة التوتر الإضافي الذي يحدث عند محاولة تعويض ضعف الركبة المصابة.

إنَّ فترة التعافي الطويلة تواجه تحدياً نفسياً كبيراً بالنسبة للاعبين، حيث يمكن أن يعانوا من مشاعر الإحباط والقلق بشأن مستقبلهم الرياضي. التأهيل الجسدي الطويل، بالإضافة إلى الضغط النفسي، قد يؤدي إلى تدهور معنويات اللاعب وانخفاض الحافز لديه.

ويمكن أن يؤثر غياب اللاعب الطويل عن الملاعب على العقود والإعلانات وفرص اللعب.

إنّ إصابة الرباط الصليبي من الإصابات التي تؤثر بشكل كبير على مسيرة اللاعب، ولذلك يجب على اللاعبين والمدربين إيلاء اهتمام خاص للتدريب الصحيح والوقاية. كرة القدم هي رياضة ذات طابع بدني عالٍ، ولكن بالإمكان تقليل خطر الإصابة من خلال التركيز على التدريبات الوقائية وتحسين جاهزية اللاعبين البدنية والنفسية.

وهناك أندية كبيرة من أمثال مانشستر سيتي، وريال مدريد، وأخرى عربية لها سمعتها ومكانتها، يلعب في صفوفها لاعبون كبار مثال دانيال كارفاخال ورودريغو هيرنانديز، سبق أن تعرضوا مع بداية الموسم الحالي لإصابات بليغة في الرباط الصليبي، ونجوم آخرين مثل إيدير ميليتاو، وهاري كين وهاري ماغواير لاعب مانشستر يونايتد. ولا ننسى اللاعب الأهم نيمار الذي سبق أن أصيب في الرباط الصليبي والغضروف الذي كبّد خزينة نادي الهلال السعودي أكثر من مئتي مليون جنيه إسترليني، ولم يشارك إلا في أربع مباريات، ويتقاضى أحد أعلى الرواتب في تاريخ الكرة.

إقرأ أيضاً: الرياضة النسائية العربية.. وعودة محمودة

إنَّ هذه الإصابات التي تعرض لها اللاعبون تستدعي منا أن نقف عندها، خاصة أنها سجلت خطورة ملحوظة مع بداية الموسم الحالي لعام 2024 مع استثناء بعضها، وأثارت في الواقع جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية والفنية والإعلامية والطبية.

إنَّ هذه الظاهرة، طالما تعاني منها إدارات الأندية واللاعبين، وتشكل معها خطورة حقيقية لا سيما أن عدد المباريات التي يخوضها اللاعبون في الموسم الواحد تتجاوز بعضها ما يزيد على السبعين مباراة، وأكثر من ذلك بالنسبة للاعبين الدوليين، خاصة أنهم يشاركون أنديتهم في مسابقات متقدمة ومعروفة، وهذا ما يتطلب منهم بذل المزيد من الجهد والتركيز واللياقة تفوق قدراتهم، مما يعرضهم لإصابات محققة مع الفرق المنافسة التي تسعى إلى نيل مراكز متقدمة.

إقرأ أيضاً: الموسيقى ومعالجة مرضى الأعصاب

الإصابات التي يتعرض لها اللاعبون، تعني صعوبة العودة إلى الملاعب إلا بعد قضاء فترة زمنية غير قصيرة بعيداً عنها، والسبب في ذلك كثرة المباريات التي يخوضها اللاعب، وما يسبقها من تدريبات مكثفة تسبق مرحلة الدوري، والاستعداد اللازم له، فضلاً عن الفترة التي يقضيها اللاعب في زمن المباراة الواحدة، وهذه وحدها يلزمها فترة عمل واجتهاد، ناهيك بتحمل الضغوط الجماهيرية والإعلامية في ظل انتشار وسائل الاتصال المعروفة التي زادت الطين بلة، مما يعرض إدارات النادي واللاعبين للانتقاد الشديد من قبل الجماهير التي تتابع بدقة وبحذر، أضف إلى استحداث مسابقات إضافية وزيادة في عدد الأندية والمنتخبات المشاركة في كافة المسابقات، وكل هذا ما يدفع اللاعب إلى بذل مزيد من الجهد لتلافي الإصابة والإرهاق وتدني المستوى والسبب في ذلك هو التدريب المستمر، والتحضيرات التي تسبق المشاركة في المسابقات القارية والدولية، وفي نهائيات الكأس المحلية ودوري الأبطال، ناهيك بمشاركة بعض اللاعبين النخبة في مباريات مراحل تصفيات كأس العالم الطويلة ومبارياتها النهائية، وهذا كله ما يؤدي إلى الإرهاق غير العادي، والضغط النفسي الذي يواجه لاعب كرة القدم بصورة خاصة، مما يعني ضرورة العمل على إنقاذ اللاعبين من خطر محدق يداهمهم، من تشنج العضلات إلى التواء الكاحل والركبتين، وتمزق الرباط الصليبي، كما هو الحال ما أصاب الدولي كارفاخال الذي سيحرمه اللعب لموسم كامل، وهذه الإصابة، في أكثرها، تكون بعيدة عن الاحتكاك باللاعب الخصم، ولكن قد تكون النتيجة حادثاً يتعرض اللاعب له بمفرده خلال فترة التدريبات التي يلجأ إليها قبل الموسم الكروي، أو قبل خوض إحدى مباريات الدوري بدقائق، أو وهو يجري عمليات الإحماء في الملعب بدون الكرة، وما نرجو العمل على التخفيف من عبء المباريات التي يخوضها اللاعبون؛ لأنها صارت تشكل خطورة على مستقبلهم الكروي.

إقرأ أيضاً: ما مبرر لجوء النمسا إلى ترحيل اللاجئين؟

إصابات الرباط الصليبي باتت تؤرق عالم كرة القدم، وتؤثر على مسيرة العديد من اللاعبين، لذلك يتوجب على الأندية والمدربين تعزيز برامج الوقاية والتوعية للحفاظ على سلامة اللاعبين وتقليل فرص الإصابة. بهذه الجهود المشتركة، يمكن للاعبين تجنب هذه الإصابة القاسية، والاستمرار في تقديم أفضل مستوياتهم على أرض الملعب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.