وأخيراً انتهى زمن الاستبداد والمسالخ البشرية في سوريا...
بعد انهيار قوات الحكومة السورية بشكل سريع في خطوط المواجهة، وسقوط بشار الأسد وتهريبه إلى موسكو عبر قاعدة حميميم الروسية، وسيطرة الفصائل المعارضة على البلد وفرض واقع سياسي وعسكري جديد، هناك فرصة تاريخية لبناء سوريا الجديدة.
إنَّ سوريا تعيش اليوم لحظات تاريخية لبناء سوريا قائمة على الديمقراطية والعدالة، تضمن حقوق جميع السوريين بدون استثناء.
نعم، لقد انتهى زمن الاستبداد، وعلى السوريين أن يوحدوا جهودهم في سبيل مستقبل أفضل قائم على العدالة والديمقراطية.
الأسد متهم بجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية
منذ بدء الانتفاضة في 2011، وثقت منظمة العفو الدولية جرائم النظام البعثي في سوريا، بدعم من الدب الروسي والأخطبوط الإيراني، حيث نفذت الحكومة السورية هجمات عشوائية ومباشرة على مناطق ومنازل المدنيين، والمستشفيات، والمدارس، والمرافق الطبية، بالقصف المدفعي والضربات الجوية، واستخدمت البراميل المتفجرة، والأسلحة الحارقة، والذخائر العنقودية المحرمة دولياً.
إضافة إلى ارتكاب السلطات السورية القمعية أعمال القتل، والتعذيب، والاختفاء القسري، والإعدامات الجماعية في سجن صيدنايا السيء الصيت، وذلك في إطار سياسة بعثية عنصرية ممنهجة ضد المدنيين.
إنَّ هروب الأسد لا يعفيه عن فظائع جرائمه بحق الشعب السوري، وعليه، يجب جمع الأدلة على جرائم ارتكبت بحق الأبرياء، وجمع المعلومات عن المختفين، وأن تستخدم في الملاحقات القضائية والمحاكمات المستقبيلة على الجرائم المشمولة في القانون الدولي.
يجب بناء سوريا الجديدة على مباديء العدالة والمساءلة، وذلك لعدم تكرار ما حدث سابقاً، وينبغي على الحكومة الجديدة والجهات المعنية في سوريا أن تحقق مع المُشتبه بارتكابهم جرائم وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، ومقاضاتهم على جرائمهم في محاكمات عادلة، وفي مقدمتهم الرئيس الهارب بشار الأسد وأشقائه وكبار أزلامه من ضباط المخابرات ورجالات (الفرقة الرابعة)* السيئة الصيت، الذين تورطوا بارتكاب جرائم بشعة ضد الشعب والوطن.
أخيراً...
يصنف الجيش السوري في المرتبة رقم 64 بين أضخم 145 جيشاً في العالم، ويحتل المرتبة 26 بين أقوى الجيوش الآسيوية في 2023، كما يصنف في المرتبة الثامنة بين أقوى جيوش الشرق الأوسط، ويصل عدد جنوده إلى 150 ألف جندي بينهم 100 ألف جندي عامل، و50 ألف فرد من قوات شبه عسكرية. ويمتلك 453 طائرة حربية منها 208 قاصفة، و18 طائرة هجومية، و5 طائرات نقل عسكري، و67 طائرة تدريب، و153 مروحية، و2616 دبابة، و41,148 مركبة عسكرية، و319 مدفعاً ذاتي الحركة، و3,225 مدفعاً مقطوراً، و669 راجمة صواريخ، و43 وحدة بحرية. وبالرّغم من كل هذه القوات والإمكانيات العسكرية الضخمة، إضافة إلى المساعدات الخارجية، سقط حكم عائلة الأسد وانهار جيشه سريعاً بعد أن دمر بلده وقتل شعبه بالأسلحة المحرمة. إنَّ سقوطه يمثل رسالة واضحة وصريحة لكل داعميه، ويؤكد أيضاً أن الأنظمة المستبدة لا تدوم، وأن كل من يختار طريق القمع والإبادة الجماعية والولاء للطغاة سيواجه المصير ذاته.
إنَّ الشعوب أقوى من أيّ طاغية، والتاريخ لن يرحم من خان إرادة شعبه واصطف مع الظلم.